عبرَ ومن خلال الإمعان والتركيز والمتابعة , فمن الملاحظ ولعلّه ممّا يلفت النظر عند البعض الكثير او القليل , هو ازدياد نسبة واعداد المحال او المحلات اللائي تبيع السلع والأطعمة وما سواها , والتي تتخذ من مفردة < الملك > كبداية لأسمائها او عناوينها مثل : < ملك الأسعار او ملك الشاورما , وملك الفلافل , او ملك البطيخ > وهلمّ جرى و.. الخ من المنتوجات الغذائية وغير الغذائية , ومن المؤكد أن ابتداء تلكم التسميات بِ ” الملك ” هو للدلالة والترويج والإعلان بأنّ سلعتهم هي بمستوى الدرجة الأولى التي تتفوّق على مثيلاتها , حتى لو لم يكن ذلك دقيقاً وهو اسلوب دعائي فقط < بالرغم من أنّ مصطلح ” الدعاية ” هو للأستخدامات السياسية والإعلامية بينما ” الإعلان ” هو للأغراض التجارية >.
وبعودةٍ ميمونةٍ الى صُلب الموضوع , فيقيناً أنّ اصحاب تلك المحلات لا يقصدون حنيناً او ترويجاً للعهد الملكي السابق , حتى لو كان ذلك في دواخلهم او البعض منهم , بالرغم من أنّ الملايين من العراقين يتمنّون وبحرارة لو استمرّ النظام الملكي السابق الى الآن حيث الأمن والأستقرار , فَلَم تلمس الناس من النظام الجمهوري بدءاً من 14 تموز 1958 ومروراً بالحكومات وانظمة الحكم التي اعقبته سوى ثقافة الدم ! والإعدامات والسحل , حتى تطوّر الأمر مؤخرا الى انتشار عمليات الخطف وكواتم الصوت والمفخخات , ومرادفات ذلك , كما لو بقي النظام الملكي الى غاية اليوم , لما كان هنالك احتلال للعراق ولا شهدنا افرازات الأحتلال!
ولكن بما أنّ الملكية مضت وانقضت في العراق ولا يمكن ان تعود , فلماذا لا يستخدمون اصحاب تلك المحال تسمياتٍ رئاسية تتناغم وتتواءم مع الوضع الحالي والجاري , ولماذا لا يستبدلون ذلك ببدائلٍ مثل < رئيس الفلافل , او رئيس جمهورية الشاورما , او رئاسة اقليم الكباب , او حتى رئاسة وزراء المولدات , بل حتى الآيس كريم الأتحادية > وما الى ذلك بما يواكب العصر الحديث , والحديث ذو شجون .!