23 ديسمبر، 2024 3:26 ص

المَقَامَةُ الجِهَادِيَّةُ.

المَقَامَةُ الجِهَادِيَّةُ.

(1)

التَمَسَنِيْ شَرِيْكِيْ فِيْ الخُطُوبْ. وَ رَفِيْقِيْ فِي الدُّرُوبْ. صَدِيْقِيْ العِرَاقِيّ المَهْيُوبْ. (مَسْلُوبُ بْنُ مَنهُوبْ). التِمَاسَ شَخْصٍ مَكْرُوبْ. طَالِبَاً رَأْييْ بِأَمْرٍ مَنْدُوبْ(1). ذُوْ أَهَمِيَّةٍ تُدّْمِيْ القُلُوبْ.

قُلْتُ: يَا (مَسْلُوبَ) تَفَضَلّْ. فَأَنْتَ فِي عَيْنِنَا مُدَلَّلْ. وَ فِي نَفْسِنَا مُبَجَّلّْ. و التِمَاسُكَ عِنْدَنَا يُقْبَلّْ. هَاتِ مَا عِنْدَكْ وَ تَفَضَّلّْ.

قَالَ (مَسْلُوبٌ) بِخَجَلّْ: يَا ابْنَ (سُنْبَةَ) المُبَجَّلّْ. ابْنُ أَخِيْ، تَعْرِفُهُ اسْمُهُ(خَزْعَلّْ). وَ كَمَا تَعْلَمُ؛ فَهوَ عَاطِلٌ بِلا عَمَلّْ. مُلازِمٌ لِلْشَوَارِعِ يَتَنَقَّلّْ. لا شُغْلَ يُلْهِيْهِ وَلا أَمَلّْ.

فَأَغْرَاهُ مَنْ بِالإِرهَابِ يَعْمَلّْ. شَيْخٌ مَعْرُوفٌ بِالْدَّجَلّْ. أَقْنَعَهُ أَنَّ الحَيَاةَ طَريْقُهَا مُقْفَلّْ. وَ المَوّْتُ هُوَ الطَّريْقُ الأَفْضَلّْ. وَ قَتّْلُ النَّفْسِ جِهَادٌ أَكْمَلّْ. فَهُوَ طَرِيْقٌ لِلْجَنَّةِ أَمْثَلّْ. وَ سَبَيْلٌ لِرُؤْيَةِ نَبِيّنَا المُرْسَلّْ. وَ الغَدَّاءُ فِي حَضْرَتِهِ لا يُهْمَلّْ.

وَ فِي المَنَامِ يَرَىَ أَحْلامَاً لا تُعْقَلّْ. فَالحُوْرُ وَ الجِّنَانُ كُلُّهَا بِانْتِظَارِ(خَزْعَلّْ)!. وَ طُوْلُ اليَوْمِ بِأَنَاشِيْدِ القَتْلِ يَتَمَثَّلّْ. أَطْلَقَ لِحْيَتَهُ، و لِشَارِبَيّْهِ أَقْحَلّ. وَ تَرَكَ شَعْرَ رَأْسِهِ يَطْوَلّْ. وَ قَصَّرَ قَمِيْصَهُ بِشَكْلٍ لَا يُقْبَلّْ. وَ بِسِرْوَالٍ طَوَيْلٍ تَسَرْبَلّْ. تَشَبَّهَ بِالأَفْغَانِ، وَ لِعَيّْنَيّْهِ كَحَّلّْ.

فَيَا ابْنَ (سُنْبَةَ) مَا العَمَلّْ؟. أَخْبِرْنِي فَأَنْتَ سَاعِدِي الأَعْبَلّْ (2). وَ مِنْ شِدَّةِ ضَيّْمِي سَأُخْبَلّْ.

(2)

قُلْتُ: يَا (مَسْلُوْبُ) إِنَّهُ أَمْرٌ مُحَيّرْ. وَ مَا عَسَايَ أَنّْ أُدَبِّرْ؟. فَالجَهْلُ لِصَاحِبِهِ مُدَمِّرْ. أَمْهِلْنِي وَقْتَاً لأُفَكِّرْ. لَعَلّْيْ أَهْتَدِيْ لِطَرِيْقَةٍ تُثّْمِرْ. دَعّْ هَذَا الَّليْلَ يَنْسَلِخُ وَ يُدّْبِرْ. وَ كُنّْ هُنَا عِنْدَمَا الصُبْحُ يُسْفِرْ. وَ لَعَلِّيْ أَجِدُ كَلامَاً يُؤَثِّرْ. فِي (خَزْعَلَ) المُجَاهِدِ المُكَدِّرْ.

قَالَ (مَسْلُوْبُ): جَزَاكَ اللهُ الجَزَاءَ الأَوْفَرْ. وَ أَبْقَاكَ (يَا ابْنَ سُنْبَةَ) لِلْحَقِّ مَذْخَرْ. وَ لِلْبَاطِلِ سَاعِدٌ يَدّْحَرْ. اسْتَوْدِعُكُمْ اللهَ؛ سَيِدُنَا المُوَقَّرْ. قُلْتُ: أَسْأَلَهُ أَنْ يَدّْفَعَ عَنْكُمْ كُلَّ مَا يُحْذَرْ.

(3)

وَفِي الصَّبَاحِ جَاءَنِيْ (مَسْلُوْبُ بْنُ مَنْهُوبّْ). وَ بَعْدَ السَّلامِ سَأَلَ كالمَرْعُوْبّْ.

قَالَ: غَفَرَ اللهُ لَكُمْ الذُّنُوبّْ. هَلّْ تَوَصَّلْتُمْ ِلمَا يُطَمّْئِنُ القُلُوْبّْ؟. وَ يَرْفَعُ عَنْ النَّفْسِ الكُرُوبّْ ؟. وَ يَجْعَلُ أَمْرَنَا بِلا عُيُوبّْ ؟.

قُلْتُ: إِنْ شَاءَ اللهُ يَا (ابْنَ مَنْهُوبّْ). فَكَّرْتُ بِالأَمْرِ بَعْدَ الغُرُوبّْ. وَ اهتَدَيّْتُ لِلْحَلِّ المَطْلُوبّْ. فأَحْضِرْ إِليَّ ابنَ أَخِيْكَ المَجْذُوبّْ(3).

قَالَ: سَمّْعَاً وَ طَاعَةً، سَيِّدُنَا المَحْبُوبّْ. فَاتَّصَلَ بِالنَّقَّالِ كَالمَلْهُوبّْ. أَنْ احْضِرُوا لَنَا (خَزْعَلَ) المَكْلُوبّْ.

(4)

وَ بَعْدَ هُنَيْهَةٍ مِنَ الزَّمَنّْ. وَصَلَ إِليّْنَا مُثِيْرُ الشَّجَنّْ. (خَزْعَلُ) صَاحِبُ المآسِي وَ المِحَنّْ. وَ عِنْدَ دُخُوْلِهِ لِدَارِي انْشَحَنّْ. وَ فِي الدَّارِ وَسْطَ الصَّحَنّْ. صَاحَ بِصَوّْتٍ يُصْعِقُ البَدَنّْ:

الجِهَادُ … الجِهَادُ يَا أَهْلَ الوَطَنّْ. الإِسْلامُ فِي خَطَرٍ … الإِسْلامُ فِي وَهَنّْ.

لمَّا سَمِعّْتُ صَوّْتَهُ الأَخَنّْ. كَادَ عَقْلِي أَنّْ يُجَنّْ. وَ جَفَّتْ عُرُوْقِي وَ البَدَنّْ. وَ أَثْوَابِي صَارَتْ عَلَيَّ كَفَنّْ. ظَنَنْتُ أَنَّهُ سَيُفَجِرُنَا بِالعَلَنّْ. بِحِزَامٍ نَاسِفٍ مُتْقَنّْ. فَلِذْتُ بِظَهْرِ(مَسْلُوْبٍ) أَسْتَكِنّْ. مُتَّخِذاً إِيَّاهُ لِيْ مِجَنّْ(4).

قَالَ (مَسْلُوْبُ) بِصَوّْتٍ فِيْهِ شَجَنّْ: سَيِّدُنُا لا تَخَفْ وَلا تَهِنّْ(5). فَذَا رَدَّدَ شِعَارَ الفِتَنّْ. إِنَّهَا سُنَّتُهُمْ فِي هَذَا الزَّمَنّْ. فَأَشَّرّْتُ أَنّْ اسْقُوْنِي بِمَاءٍ أَوْ لَبَنّْ. وَ لمَّا هَدَأَ رَوّْعِي وَ سَكَنّْ.

قُلْتُ: قَبَّحَكَّ اللهُ يَا(مَسْلُوْبُ) الفِطَنّْ. مَنْ صَاحَبَكَ صَاحَبَ المِحَنّْ. وَ الأَحْزَانُ تَكُوْنُ لَهُ وَطَنّْ.

قَالَ (مَسْلُوْبُ): هَوِّنْ عَلَيْكَ يَا ابْنَ الحَسَنّْ. تَرَوَّ بِالصَّبْرِ و حُسّْنِ الظَّنّْ. فَأَنّْتَ مُثَابٌ بِقَصّْدِكَ الحَسَنّْ.

(5)

التَفَتُّ إلى (خَزْعَلَ) ذِيْ الوَجْهِ النَّحِسّْ. قُلْتُ: يَا (خَزْعَلُ) تَعَالَ وَ اجْلِسّْ. وَ قُلّْ الحَقَّ وَلا تُبْلِسّْ(6). وَ أَجِبْنِيْ صَادِقَاً لا مُدَلِّسّْ(7).

قَالَ: سَلّْ فَوَ اللهِ لا أُغْلِسّْ(8). وَ لِلْحَقِيْقَةِ لا أُطْمِسّْ.

قُلْتُ: مَا قِصَّةُ جِهَادُكُمُ المُقَدَّسّْ؟. وَ لِمَ المَوّْتُ عِنْدَكُمْ مُؤَنَّسّْ؟. وَ أَنْفُسُكُمْ رَخِيْصَةٌ تُرْمَسّْ.(9)؟. هَلّْ قَتْلُ الأَبْرِيَاءِ فَضْيْلَةٌ تُلْبَسّْ؟. أَمّْ إِنَّهُ رَذِيْلَةٌ تُدّْرَسّْ(10)؟.

قَالَ (خَزْعَلُ): سَأُخْبِرُكَ وَ لِحَقّْي لا تَبْخَسّْ.

قُلْتُ هَاتَ يَا (خَزْعَلَ) الأَحْمَسّْ(11).

قَالَ (خَزْعَلُ): أَنَا عَاطِلٌ مُفْلِسّْ. وَلا مُكْنَةَ عِنْدِي لأُعَرِّسّْ. وَ اليَأْسُ فِي نَفْسِي صَارَ مُعَسّْعِسّْ(12). فَالجِّهَادُ بَاتَ لِي مُتَنَفَّسّْ. وَ مِنْهُ أَجّْنِي فَوَائِدَ خَمْسّْ.

(6)

قُلْتُ: مَا هَذِهِ الفَوَائِدُ يَا فَالِحْ.

قَالَ الأُوْلَى: بِالجِّهَادِ سَأَكُوْنُ مُنَاكِحْ.

الثَّانِيَةُ: بِعَطَايَا الأُمَرَاءِ سَأَكُوْنُ رَابِحْ.

الثَالِثَةُ: بِالاعْلامِ سَأَكُوْنُ مَشْهُوْراً لأَنّْي ذَابِحْ.

الرَّابِعَةُ: سَأُعِيْنُ أَهْلِي لأَنّْي سَأُكَادِحْ.

الخَامِسَةُ: إِنّْ لَمْ أَحْضَ بِتِلْكُمُ المَصَالِحْ. فَالمَوّْتُ لِي سَيَكُوْنُ صَالِحْ.

قُلْتُ يَا (خَزْعَلُ): أَ تَظِنُّ أَنَّكَ مُجَاهِدٌ مُكَافِحْ؟.

فالجِّهَادُ فِي الشَّرْعِ طَرِيْقُهُ وَاضِحْ. وَ مَا بَيَّنْتَ فَشَرُّهُ فَاضِحْ. وَ إِذا كَانَتْ دُنْيَاكَ طَعّْمَها مَالِحْ، لا تَدَعْ أُخْرَاكَ تَكُوْنُ بَوّْراً كَالِحْ.

قَالَ (خَزْعَلُ): يَا عَمُّ دَعْكَ مِنَ النَّصَائِحْ. بِأَيِّ شَيءٍ أًكُوْنُ طَامِحْ؟.

الجِّهَادُ تِجَارَةٌ سُوْقُهَا رَاجِحْ. دُوَلٌ تُمَوِّلُهُ لِلْسَمَاءِ تُنَاطِحْ. فَي كُلِّ يَوْمٍ لَهَا تَدّْبِيْرٌ كِاسِحْ. وَ دَوْرُنَا مُسْتَمِرٌّ فَالصَّرَاعُ جَامِحْ. لا كَسَادَ نَخْشَى، فشُغْلُنَا رَابِحْ. وَ فَوّْقَ هَذَا، فَهُنَاكَ أَمْرٌ صَالِحْ.

نُتَاجِرُ بِأَعْضَاءِ القَتِيْلِ الطَّائِحْ(13). فَمَنْ نَقْتُلُهُ نُسَوِّيْهِ شَرَائِحْ. فَنَبِيْعُ قَلْبَهُ الصَّالِحْ. لِنُشْفِي بِهِ مَرِيْضَاً يُنَافِحْ (14). كَمَا نَقُوْمُ بِتَهْدِيْمِ الضَرَائِحْ(15). وَ نُسَاوِيْهَا بالأَرْضِ بَطَائِحْ(16). و نَبِيْعُ لُقَاهَا(17) بِغَلاءٍ فَادِحْ. و بملايّْينِ الدُّوْلارَاتِ نُرَابِحْ.

(6)

فَكَرْتُ مَعَ نَفْسِي تَفْكِيْرَ حَكِيْمْ. وَ أَيْقَنْتُ أَنَّ كَلامِيْ مَعَهُ عَقِيْمْ. لا يُؤَثِّرُ فِي عَقْلِ بَهِيْمْ(18). وَ أَنْ أَصْرِفْهُ صَرْفَ حَلِيْمْ. لأَتَّقِي شَرَّهُ المُسْتَدِيْمْ. فَهَؤُلَاءِ قَوْمٌ تَحَجَّرَ فِيْهِمُ الصَّمِيْمْ (19). فَهُمْ أَمْرَاضٌ وَ مَرْتَعُهُمْ وَخِيْمْ. وَ شُعُورُهُمْ بِالكَرَامَةِ صَارَ عَدِيْمْ. فَهَلّْ يُرْتَجَى الخَيّْرُ مِنْ زَنِيْمْ(20).؟.

فَقُلْتُ لَهُ: يَا (خَزْعَلُ) يَا ابْنَ الكَرِيْمْ. ضَعْ أَمَامَكَ الذِكّْرِ الحَكِيْمْ. فَهُوَ كُلامُ رَبِّنَا العَظِيْمْ. وَ لْيَكُنْ لَكَ سِرَاطٌ قَوِيْمْ. مَنْ لا يَعْمَلُ بِهِ فَخُسْرَانُهُ جَسِيْمْ.

قَالَ: بالجِّهَادِ كُلُّ أَمْرٍ يَسْتَقِيْمْ. و إِذَا لَمْ نَنَلّْ ذَاكَ النَّعِيْمْ. يَكفِيْنَا مِنَ الدُّنْيَا الدُّوْلارِ الحَمِيْمْ.

قُلْتُ مَعَ نَفْسِي: إِمْضِ إِلى بِئْسَ الجَحِيْمْ. فَالحَقِيْرُ مَعَ الحَقِّ لَا يُقِيْمْ. وَ الأَحْمَقُ أَبداً لَا يَكُوْنُ فَهِيْمْ.

(7)

التَّفَتُّ لـ(خَزْعَلَ) وَ أَنَا مُرْبَكّْ. قُلْتُ لَهُ: رَاجِعْ نَفْسَكّْ. وَ فَكِّرْ مَلِيَاً، قَبْلَ أَنْ تَهْلَكّْ. وَ اسْتُرْ حُرْمَتَكَ قَبْلَ أَنْ تُهْتَكّْ.

قَالَ: هَيّْهَاتَ الأَمْرُ مُسْبَكّْ. وَ العَقّْلُ قَانِعٌ مُحْبَكّْ.

قُلْتُ: امْضِ فَأَنْتَ وَ رَبُّكّْ.

نَهَضَ وَ رَدَّدَ الشِّعَارَ المُنْهِكّْ. حَيَا عَلى الجِّهَادِ المُفْتِكّْ. بِالعِدَى وَ بِكُلِّ مُشْرِكّْ. وَ أَنَا بِالجِهَادِ مُمْسِكّْ.

(8)

سَادَ عَلَيْنَا جَوٌّ حَزِيْنْ. قُلْتُ (لِمَسْلُوْبٍ) بِنَبْرَةِ الحَنِيْنْ. نَحْنُ عَمِلْنَا بِأَمْرِ الْدِّيْنْ. وَ ابْنُ أَخِيْكَ اللَعِيْنْ. يَأَتَمِرُ بِأَمْرِ الشَيَاطِيْنْ.

قَالَ (مَسْلُوْبٌ): هُوَ ذَا حَظُّنَا كالطِّيْنْ. صَارَ ابْنُنَا أَسْفَلَ سَافِلِيْنْ. سَتَذُوْقُ أُمُّهُ أَسَفَ الآسِفِيْنْ. حَسْبُنَا اللهُ وَلِيُّ الأَوَّلِيْنَ وَ الآخِرِيْنْ.

(9)

خَيَّمَ عَلَيْنَا صَمْتٌ مُطْبَقّْ. ثُمَّ سَمِعْنَا أَصْوَاتَاً تَزْعَقّْ(21). لِضَجِيْجِهَا شَارِبُ المَاءِ يَشْرَقّْ. الرِّجَالُ يُنَادُوْنَ بِفَرَقّْ. ارفَعُوْا يَدَهُ مِنَ المِرْفَقّْ . فَدَمُهُ كالْسَيّْلِ يَدّْفَقّْ. أَنْ انْقُلُوْهُ إِلى المَشّْفَى لَهُ أَوْفَقّْ. ادْرُكُوْهُ فَوَجْهُهُ صَارَ أَزْرَقّْ.

قُلْتُ: يَا (مَسْلُوْبُ) أُخْرُجْ وَ تَحَقَّقّْ. إِسْرِعْ فَالْخَطّْبُ حَلَّقّْ.

بَعْدَ هُنَيْهَةٍ مَرَّتْ بِوَجَعْ. عَادَ (مَسْلُوْبٌ) وَ عَينَاهُ تَدّْمَعْ. يَمْشِي مُتَرَنِّحَاً يَضْلَعْ.

قُلْتُ: مَا الخَطّْبُ هَيّْا اصْدَعْ.

قَالَ: مَاتَ (خَزْعَلُ) مِيْتَةً تَفْجَعْ. حَوْلَقْتُ حَتَّى لِلْوَسَاوِسِ أَدْفَعْ. وَ بِذِكْرِ اللهِ تَمْتَمْتُ أَسْجَعْ. وَ لمَّا هَدَأْنَا مِنْ رَوّْعِ المَفْزَعْ.

(10)

قُلْتُ: يَا ابْنَ (مَنْهُوْبٍ) اسْمَعْ. وَ لِقَوْلِي افْهَمْ وَلَا تَجْزَعْ. إِنَّ أَمْرَ اللهِ لا يُدْفَعْ. وَ بِأَمْرِهِ اقْبَلّْ وَ تَوَرَّعْ. وَ لْيَكُنْ صَبْرُكَ أَوْسَعْ. لِتَكُنْ نَفْسُكَ أَجْلَدُ وَ أَشْجَعْ. وَلَا تَكُنْ لِلْشَيْطَانِ مَخْدَعْ.

فَقَدّْ أَرَاحَنَا اللهُ مِنْ ذَاكَ الفَزَعْ. وَ خَلَّصَنَا مِنْ ذَاكَ الوَجَعْ. فَشَرُّ (خَزْعَلَ) لَا يُمْنَعْ. تَاللهِ لَكُنَّا بِأَوْخَمِ مَرْتَعْ. أَرَاحَنَا اللهُ مِنْهُ وَ نِعْمَ مَا صَنَعْ. سَلَّطَ عَلَيّْهِ (عِزْرَائِيْلَ) فَأَسْرَعْ. مَضَى عَنَّا وَ لِلْمَوّْتِ تَجَرَّعْ. كَانَ أَبْتَرَ الخَيْرِ أَجْدَعْ.

قَالَ (مَسْلُوْبُ): أَجَلْ إِنَّ حَظَنَا أَقْرَعْ. فَيَا ابْنَ (سُنْبَةَ) يَا ابْنَ خَيّْرِ مَنْبَعْ. لِنَقْرَأْ الفَاتِحَةَ وَ لِرَبِنَا نَتَضَرَّعْ. لِيَقِيْنَا مَعَاً السُّوْءَ أَجْمَعْ.

قُلْتُ: أَجَلّْ يَا ابْنَ الطَيِّبِ الأَضْوَعْ(22). وَ لنَتْلُوْ بَعْضَ الْذِّكْرِ فَلَنَا أَنْفَعْ. وَ نَسْتَغْفِرُ اللهَ فَهُوَ بِالرَّحْمَةِ أَوْسَعْ.

——-

(1)(أمر مستجب فعله). (2)(القوي؛الشديد ). (3)(المجنون). (4)(درع). (5)(تَضعَف). (6)(سَكَتَ لحيرةٍ أو انقطاع حجّة). (7)(مُزيف). (8) (لا أجعل عليك الأمر كالظلام؛ غير واضح). (9)(الرمس: القبر). (10)(تُبلى). (11)(الشجاع). (12) (مُظلم). (13)(الذاهب). (14)(يَرفُسُ برجله). (15)(جمع ضريح). (16) (البطحاء الأرض المستوية). (17)(الأشياء الثمينة). (18)(مظلم). (19)(القلب). (20)(المعروف بلؤمِهِ و شرّه). (21)(تصيح). (22) (طيب العطر كالمسك).

*[email protected]