22 ديسمبر، 2024 7:55 م

المَطايا والخطايا!!

المَطايا والخطايا!!

المَطايا جمع مَطيّة , ومَطيّ جمعها أيضا.
والمَطية ما يُركب من الدواب كالبغال والحمير والإبل.
ويُقال: إتخذه مَطية لبلوغ مآربه , أي جعله وسيلة.
وفي الزمن المعاصر هناك العديد منها في أنظمة حكم المجتمعات المنكوبة بالويلات والتداعيات , وسبب ما يحصل لها هو المَطايا التي ولتها على أمرها , لتحقيق مآرب الطامعين فيها والمستهدفبن لمصيرها.
فلا تعجب مما يحصل فيها , ولا تستغرب من المجتمعات الأخرى عندما تتعامل معها بإستهجان وإحتقار , لأن المَطايا تستلطف هذه الأساليب التفاعلية مع مُمتطيها من الذين يمسكون بلجامها , ويجلدونها بأسياط إراداتهم ومشاريعهم ومصالحهم وبرامجهم.
وتكثر الكتابات الإندهاشية عما يحصل لها وما يدور في ديارها , وجميعها تغفل جوهر المشكلة وتتجاهل أن المَطايا لا حول لها ولا قوة إلا أن تسير وفقا لما يجب أن تسير عليه , وإلا سيجلدها المُمتطي أو يبيعها بأبخس الأثمان , أو يستبدلها بأخرى ذات إذعان فائق وقدرة على التحمل والإنجاز.
إن عدم الإقرار بحقيقة وجودها هو الذي يتسبب بالعديد من المشاكل في المجتمعات التي تحسب نفسها ذات سيادة وحرية تقرير المصير , ولا تفطن إلى مَطاياها المتسلطنة عليها , والتي تمضي كما يُراد لها أن تمضي وتلقي بأحمالها في المكان المرسوم , وبعدها أما تُعلف وتُسقى أو تترك وحال سبيلها متسولةً تائهة في الوديان.
وما يُستغرب منه حقا أن المجتمعات التي تتولى المَطايا أمرها تتوهم بأن لديها حكومات وقوانين ودستور ونظام قضائي وتشريعي وأمني كباقي الدول , وتتصرف على هذا التصور والتوهم , وعندما تتفاجأ بقرارات ومواقف دول أخرى تجاه مَطاياها تبدأ بالتساؤل والإستفهام, وهي التي هللت وصفقت لها وأتت بها لتقرر مصيرها , وتمتهنها وتشبعها قهرا وعناءً وخوفا ورعبا , وتنهب وتفسد وتستأثر , ولا مَن يرى أو يسمع , وإنما الجميع يهلل ويبارك لسلوك المَطايا الذي أوردهم سقر.
فلماذا لا تعترف هذه المجتمعات أن المَطايا تتولى أمرها , وعندما تقر بذلك ستجد الحل وتدرك الجواب الأصوب , وتصل إلى سواء سبيل العزة والكرامة والأمن والأمان.
أما إذا بقيت تتأمل من المَطايا خيرا , فاقرأ عليها وعلى أوطانها ألف سلام وسلام , وسورة الفاتحة خير الكلام!!