في رواية تاريخية وفي زمن الخليفة الثاني عمر بن الخطاب قُبض على المغيرة متلبسا بجرم الزنا وكان الحد الشرعي يقتضي ان يكون هناك اربعة شهود فشهد ثلاثة من هؤلاء انهم رأوا (المغيرة يدخل الميل في المكحل كناية عن عملية الاتصال الجنسي ) والرابع شهد انه رأى المغيرة فوق المرأة وسمع انفاسه تصعد وتنزل لكنه لم يرى الميل يلج في المكحل ! وبذلك حصحص الحق الاعور وعُفي عن المغيرة لعدم اكتمال شهادة الميل والمكحل وعدم وجود كامرات ثلاثية الابعاد لدى الشهود انذاك !! الغريب في الامر ان حكومتنا اليوم تتلقى شهادات مختلفة عينية وسماعية ورقمية عن تصدير اقليم كردستان للنفط بدون علم الحكومة المركزية وان هناك ملايين البراميل تم بيعها ولم تعطى وارداتها لحكومة المركز في حين لم تاخذ الحكومة هذا الامر على محمل الجد ولم تشكل لجان خاصة لمراقبة تصدير النفط في كردستان ,,كما ان هناك قيادات سنية متلبسة وغارقة في سفك دماء الشيعة وبواسطة سيارات الدولة وصلاحياتها ! وقد فاح وفاض نتن رائحتها الطائفية العنصرية مرارا وتكرارا عبر الفضائيات تلميحا وتصريحا ومع ذلك الحكومة المحسوبة على الشيعة تنتظر الشهادة الرابعة ((لدخول الميل في المكحل))
يبدو ان ثقافة الميل والمكحل كانت ولا زالت وسوف تستمر لتكون غطاء لتمرير الفساد بشتى انواعه ,,ان المتضرر الاكبر من هذه الثقافة العوراء والممارسات والسلوكيات والعمى الحكومي المتضرر منها هم الشيعة بالذات حيث استمرارية في العطاء مقابل بخس حقوقهم المادية والمعنوية فلم يكتفي الجنوبيون الشيعة باعطاء نفطهم لكل العراقيين ايمانا منهم بالوطن الكبير الواحد بل تعدى عطاء النفط الى عطاء الدم والتضحية من اجل الوطن الذي نتقاسمه مع شريك مؤدلج لرفضنا مسبقا فهو ما آمن يوما بحقنا في الوجود فضلا عن حقنا في الحكم ! ان شعبنا الشيعي الجنوبي بحاجة الى استبدال هذه المنظومة البائسة التي تسيل قيحا وقبحا وخضوعا وضعفا والتي اسمت نفسها (التحالف الوطني)
هذا التحالف العجوز المريض الذي تتصارع مكوناته لاقتناص الفرص من اجل الحصول على وزارة او منصب او هيئة مستقلة من اجل دعم وتغذية وجودها وتعميق جذورها المادية لتكون لها اذرع اخطبوط من اجل مسك وابتلاع مزيدا من المناصب ولا علاقة لمكونات التحالف بالشعب الشيعي المسكين الذي قضى جوعا وقتلا وقهرا فالساسة السنة والاكراد وبمعونة سياسي الشيعة الجهلة والاغبياء والنفعيين والانتهازيين استطاعوا ان يروعوا هذا الشعب الجنوبي فاليوم هناك سياسة جديدة لاشغال محافظات الوسط والجنوب في مواضيع اخرى مثل تسعيرة الكهرباء _التعريفة الكمركية المجحفة التي لاتشمل كردستان المقر الرسمي للبعث والارهاب , حيث ان هذه السياسة الجديدة تساهم في خلق الخوف والقلق والارباك للمجتمع الشيعي الجنوبي الذي يدافع نيابة عن العالم اجمع في مواجهة مخلوقات غريبة انتجت بذورها المدرسة الوهابية لتسقيها فيما بعد المؤسسة الرسمية السعودية بالنفط لتصبح بعدها نارا تأكل كل ما يصادفها ,,ليس امام الشيعة خيار الا اجبار الحكومة والتحالف الوطني المريض على استبدال ثقافة الميل والمكحل بثقافة اخرى تضمن التوزان في العطاء وتحمل المسؤولية مع شركاءنا الذين اكلوا الجمل بما حمل وسامونا سوء العذاب ولم نرَ منهم خيرا لا في الماضي ولا الحاضر ولا المستقبل وكل الذين يقولون ان السنة والشيعة والاكراد يمكنهم التعايش في وطن واحد فهو غير منصف او مثالي جدا او حالم او ربما يهمه ان يبقى الامر على ما هو عليه من اجل استمرار هذا الصراع الذي يخدم المؤسسة الملكية السعودية الراعي الرسمي للارهاب بالعالم وبمباركة من طويل العمر اوباما ! ننتظر قادم الايام لنرى اين ستوصلنا ثقافة الميل والمكحل التي عادت اليوم الى الواجهة بقوة .