18 ديسمبر، 2024 11:26 م

الميليشياويون الحشدويون يتحدون الولايات المتحدة الامريکية

الميليشياويون الحشدويون يتحدون الولايات المتحدة الامريکية

التصريحات والمواقف المتشنجة والملفتة للنظر التي تصدر عن قادة الميليشيات الحشدوية والمحسوبين عليهم ضد القرارات الملزمة التي تصدرها وزارة الخزانة الامريکية والتي لايمکن أبدا أن نجد نظيرا لها لدى النظام الايراني نفسه والذي يعتبر ولي نعمة هذه الميليشيات حيث إن النظام الايراني يعرف جيدا بعدم إمکانيته الوقوف بوجه هذه القرارات وإنما يسعى عوضا عن ذلك من أجل الالتفاف عليها التعامل معها بطرق ملتوية.
عندما يٶکد النائب القيادي في مليشيا العصائب نعيم العبودي ، يوم الخميس الماضي، بأن”القرار الاخير الذي صدر عن وزارة الخزانة الامريكية بشأن ادراج النجباء وامينها اكرم الكعبي على لائحة الارهاب، لا تترتب عليه اية اجراءات فيما يخص علاقة الحكومة بتلك الفصائل” وأضاف قائلا بأن”الحكومة العراقية غير معنية أو ملزمة بتطبيق القرارات التي تصدر من قبل الجانب الامريكي بشأن الفصائل المنضوية تحت لواء الحشد الشعبي، الذي هو جزء من المنظومة العسكرية”، فإن تصريحه هذا يدل على سذاجته المفرطة أولا وعلى تماديه في عمالته للنظام الايراني الى حد ليس الغباء وإنما حتى العمي، إذ يتصور بأنه بمقدور حکومة هزيلة وغير متوازنة ومتماسکة کحکومة عادل عبدالمهدي بمقدورها أن تقف بوجه قرارات وزارة الخزانة الامريکية والتي ليس النظام الايراني وإنما بلدان نظير الصين وروسيا يتحسبون ويتحوطون منها!
تحدي الولايات المتحدة الامريکية وتصعيد نبرة التحدي ضدها من جانب الميليشياويين الحشدويين الذين يبدون وکأنهم يراهنون ويتمشدقون بالتصريحات الرنانة الطنانة على حساب الشعب العراقي، لايمکن أبدا وصفه بموقف عقلاني ومنطقي لکونه يتعارض مع الحقيقة والواقع ولايتفق معها أبدا، خصوصا إذا مالاحظنا وأخذنا بنظر الاعتبار مايقوم به النظام الايراني من القيام بإحتياطات والبحث عن بدائل من أجل الالتفاف على الاجراءات التي تعلنها وزارة الخزانة الامريکية ضدهم، ولکن يبدو إن العملاء في العراق يتجاهلون کل شئ ويتصورون بأن في مقدورهم الوقوف بوجه تلك العقوبات وتحديها وهو مايجسد الجهل المطبق بعينه.
نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية الذي يقف اليوم في وضع صعب جدا بإعتراف قادته ويعمل جاهدا من أجل مواجهة مايحدق به من مخاطر بسبب من العقوبات الامريکية التي حددتها وزارة الخزانة الامريکية، لايتصرف کعملائه في العراق أبدا رغم إنه يوعز ويوحي الى عملائه للتصرف بطرق وأساليب غبية الهدف منها إفهام واشنطن بأن عملائه في العراق والمنطقة مستعدون للدفاع عنه الى حد ليس الغباء المطبق فقط وإنما الجنون بعينه!