أعاد التقرير الاخير الصادر عن منظمة هيومن رايتس ووتش، موضوع الميليشيات المسلحة المتطرفة في العراق و التهديد الذي تمثله على أکثر من صعيد و جانب للأوضاع في العراق، الى الاذهان مرة أخرى، خصوصا وإن هذا التقرير الموثق قد ورد فيه معلومات مأساوية توضح الدور المشبوه و التخريبي لهذه الميليشيات في العراق و کيف إنه يعتبر واحدا من أهم أسباب إنعدام الامن و الاستقرار.
التطرف الديني الذي يتم تصديره الى دول المنطقة منذ أکثر من ثلاثة عقود من جانب نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية، کان من أهم النتائج التي تمخضت و تداعت عنه هو الميليشيات و العصابات المسلحة المعبأة طائفيا و الموجهة من جانب قوة القدس الارهابية بقيادة قاسم سليماني، هذه الميليشيات التي و على الرغم من المحاولات و الجهود الحثيثة المبذولة من أجل تجميل صورتها لکن نشاطاتها و تحرکاتها المشبوهة و الاجرامية المختلفة أکدت للعالم کله و ليس للعراقيين فقط الماهية و المحتوى الحقيقي لها.
هذه الميليشيات المسلحة المتطرفة التي تسلك نهجا إرهابيا من أجل تحقيق أهدافها و غاياتها، على الرغم من إدعائها بإنها جاءت من أجل محاربة الارهاب و القضاء على تنظيم داعش(الوجه السني لها)، لکنها أثبتت من خلال ممارساتها الاجرامية بإنها لاتختلف أبدا مع داعش فکلاهما يتسلح بفکر طائفي متطرف و بالارهاب کوسيلة لتحقيق غاياتها، وإن تقرير منظمة هيومن رايتس ووتش الاخير قد جاء فيه إن عناصر الفصائل المسلحة قاموا بعمليات “نهب وحرق وتفجير لمئات منازل المدنيين والمباني في تكريت” ومناطق مجاورة لها كالدور والبوعجيل، كما قاموا “باحتجاز غير قانوني لنحو 200 رجل وفتى، لا يزال مصير 160 منهم على الأقل مجهولا”. وقطعا فإنه ليس هنالك من لبيب بإمکانه القول بإن هذه الممارسات ليست بإرهابية أو إنها تختلف عن مايفعله تنظيم داعش.
هذه المنظمة التي أکدت في تقريرها سارد الذکر أيضا من إنه”على السلطات العراقية ضبط ومساءلة الميليشيات”، في إشارة إلى المجموعات التي هي بمعظمها ذات غالبية شيعية، متهمة إياها بأنها “تدمر بيوت” السكان السنة في المناطق التي تستعيد السيطرة عليها من التنظيم. والحقيقة إنه ومثلما يعمل التنظيم المتطرف(داعش)على إبادة الحرث و النسل و السعي لإبادة الشيعة و کل من يقف بوجهه، فإن الميليشيات وکما هو وارد في تقرير منظمة هيومن رايتس ووتش، قد قامت بنفس الممارسات الاجرامية ضد السنة وإن الميليشيات الى جانب ماتقوم به بهذا الصدد، فإنها لاتلتزم بالقوانين و الانظمة و المرعية و لاتعير لها أية أهمية و إعتبار، کما إنها لاتعتبر السلطات العراقية مرجعية سياسية لها وانما تعتبر طهران بتلك المنزلة بالنسبة لها، ومن هنا، فإن خطر الميليشيات
متعدد الجوانب هذا لاحل له إلا بحل هذه الميليشيات و إختفائها من الوجود تماما کما هو الامر بالنسبة للتنظيم الارهابي داعش.