18 ديسمبر، 2024 11:15 م

الميليشيات العميلة ونفوذ النظام الايراني

الميليشيات العميلة ونفوذ النظام الايراني

تبدوالاوضاع في المنطقة وکأنها تتجه في الاتجاه المعاکس تماما لما يريده ويسعى إليه النظام الايراني خصوصا في العراق ولبنان حيث يبدو وکأن هناك حالة من”عودة وعي” وطنية ملموسة ضد الدور والنفوذ المشبوه لهذا النظام الذي عاث في هذين البلدين بصورة خاصة والمنطقة بشکل عام فسادا وإفسادا وأثرا عليهما سلبا على مختلف الاصعدة، وإن إعتقال قياديين من حزب الله العراقي التابع للنظام الايراني من قبل قوة من مكافحة الإرهاب ومايتواتر من أنباء وتقارير معلومات تشدد على إن رئيس الوزراء العراقي الجديد مصطفى الکاظمي، ماض قدما في نهجه المتشدد من الميليشيات العميلة لإيران تدل فيما تدل على إن الکاظمي ليس يتصرف وفق أجندة غربية وأمريکية کما يوحي النظام الايراني وعملائه في العراق والمنطقة، وإنما يتصرف على أساس أرضية وواقع عراقي صار يبدو بوضوح إنه يرفض نفوذ النظام الايراني ولايريد لهذه الميليشيات التي عاثت في الارض فسادا أن تبقى”متأسدة”و”متنمرة”على الشعب والدولة العراقية، وهذه هي الحقيقة التي يتهرب منها النظام الايراني وعملائه ويتجاهلونها عن قصد ومعرفة کاملة.
إعتقال هٶلاء الارهابيين لم يکن أمرا طارئا أو مفاجئا وإنما جاء بعد قيام الميليشيا التي ينتمون إليها بإطلاق صواريخ على المنطقة الخضراء وتحديدا على السفارة الامريکية تنفيذا کما يبدو لأوامر صادرة من النظام الايراني حيث إن الاخير کما هو معروف يحاول دائما عن طريق أطراف أخرى تصفية حساباته مع خصومه أو تنفيذ مخططات ضدهم، ويبدو إن الحکومة العراقية ولأول مرة بعد سقوط النظام السابق تقوم بإتخاذ هکذا إجراء رادع أربك النظامم الايراني وصعق الميليشيات العميلة، وحتى إن التصريحات التي النارية التي أدلى بها زعيم ميليشيا عصائب الحق، قيس الخزعلي، إنما تدل على حالة من القلق والتوجس من المستقبل، خصوصا عندما يعلمون بأن الاجراءات الرسمية المتخذة ضد الميليشيات العميلة للنظام الايراني، تحظى بدعم ومساندة شعبية حتى من الاوساط الشيعية قبل الغربية والامريکية.
النظام الايراني المعروف بأساليبه الميکافيلية والخبيثة في مواجهة هکذا حالات، لايستطيع کسابق عهده إطلاق تصريحات عنترية بعد أن تم تصفية الارهابي قاسم سليماني وأجبر خليفته على أخذ تأشيرة دخول للعراق وليس أن يتصرف کما کان سليماني يفعل حيث جعل من العراق”وکالة من غير بواب”يدخل کيفماووقتما يريد، لکن ومن دون شك فإنه سوف يسعى للتحرك وتنفيذ مخططات ضد حکومة الکاظمي وسوف يبذل مافي وسعه من أجل أن يعکر الاوضاع الامنينة ويعبث بها أملا في جعل الکاظمي يتراجع عن تشدده ضد الميليشيات العميلة التابعة له، ولکن لايبدو إن هناك في الافق مايبدو إنه يدل على ذلك!