23 ديسمبر، 2024 10:10 ص

الميلاد وتشرين الثورة والاحزاب!

الميلاد وتشرين الثورة والاحزاب!

ربما يثير العنوان تساؤت البعض عن العلاقة او الرابط بين ميلاد سيدنا المسيح عليه السلام وثورة تشرين في العراق والاحزاب ! ففكرة الموضوع استوحيتها وانا اشاهد في اسطنبول الشباب ومن مختلف الجنسيات عدا العراقية يتهيأون للاحتفال بعيد الميلاد المجيد .. وصادف ان سيدة عراقية تزور اختها في دبي اتصلت وهي تتحدث بالم ووجع عن احوال عوائل ممن نصبهم المحتل الاميركي مسؤولين وتصرفات اولادهم وتفاخرهم بما سيقومون به من احتفالات في اعياد الميلاد المجيد وحملتني امانة ان اكتب عن هذا الموضوع في جريدة ” الزمان “، فعادت بي الذاكرة الى شباب العراق الابطال المنتفضين في ساحة التحرير وساحات الاعتصام الاخرى ، ممن تنازلوا عن ابسط حقوقهم بالنوم او الاكل مع عوائلهم او اللهو البريء واختاروا ان ينتصروا للعراق الذي دمرته وسرقته احزاب نظرت اليه كغنيمة ، فاشاعت الفساد وجوعت الشعب وعاثت وانتهكت حقوق المواطنين.
لاندري من اين نبدأ وكيف ننتهي مع احزاب وتجار سياسة اختاروا بارادتهم ان يكون ضد مصلحة الوطن والشعب الذي منحهم الثقة وصبر عليهم فما ندموا بل يوما بعد اخر يتمادون في غيهم وما دروا انهم يقربون نهايتهم ! فاصرارهم على الوقوف ضد ارادة المتظاهرين وهم اليوم من يمثل تطلعات الشعب ،بعنادهم بترشيح رئيس وزراء منهم ، قد يدخل العراق لاسامح الله في متاهات لاتحمد عقباها . نعلم جيداً ان هذه الاحزاب اختارت الطريق المسدود والتقاطع النهائي مع الشعب ، حيث انها ومنذ اكثر من شهرين وبرغم كل ما استخدمته من اساليب قذرة لاتريد ان تعي الدرس جيداُ وتتيقن استحالة الالتفاف على مطالب الشعب وانه ماض في ثورته حتى تحقيق مطالبه واول خطواتها اختيار رئيس وزراء مستقل وشجاع قادر خلال الفترة الانتقالية على تشريع قانون انتخابات جديد وتعديل جوهري للدستور .. العراق الان يعيش حالة فراغ دستوري بسبب مواقف احزاب على فرض مرشحها على الشعب وهنالك اخبار مسربة عن ان رئيس الجمهورية الى الساعة لم يرضخ للضغوط التي تمارس عليه وهذا ما نتمناه عليه حقا . المرحلة ايتها الاحزاب لاتتحمل مزيدا من دماء الابرياء واختطاف واعتقال وتصفية ناشطين بعد تعذيبهم في سجون الميليشيات ، وماعاد المواطن يثق بكم وليس امامكم غير الرضوخ لمطالب الشعب وان تتخلوا عن عنجهيتكم الفارغة فانتم من دون المواطن لاشيء .. الا يكفيكم نسب الفقر التي تتركز في محافظات الوسط والجنوب حيث تحتل محافظة المثنى المرتبة الاولى بمعدل فقر بلغ 52% تاتي بعدها القادسية بمعدل 48% وفي ميسان 45% بحسب ما اعلنته النائب ماجدة التميمي ..فماذا قدمتم للعراق وشعبه ؟ وكيف تتجرؤن على المواطن بعد ان جرعتموه انواع القهر والوجع ؟ وهل تروعون ؟!
ايتها الاحزاب اهلنا المسيحيون توقفوا عن الاحتفال بالميلاد واوقفوا اقامة القداسات .. وبقية ابناء الشعب ينتظرون منكم موقفا فيه شيء من الانسانية والضمير .. فهل نسمع كلمة رجل حكيم ؟ ! نتمنى ذلك مع اننا نستبعده مع الاسف . والمجد لله في الاعالي وعلى الارض السلام وللناس المسرة .