23 ديسمبر، 2024 9:48 ص

الميكافيليون الجهلة يقودون الأمة

الميكافيليون الجهلة يقودون الأمة

أسئلة كثيرة تتزاحم في عقلي وضميري طوال أعوام، وتتجدد في كل عام، ولكن بالصدفة وجدت الحل (اللغز) الذي طالما أرقني وأنا أبحث عن علة في كل ما يجري، وقد ارتاح عقلي وضميري لأنني عرفت سبب كل ما يجري.

ميكافيليتنا في تطبيق أعظم شعيرة من شعائر الله، وهي بمثابة تجديد للبيعة، وتذكير العالم بأكبر جريمة وقعت بحق ابن بنت رسول المسلمين، وعياله وأصحابه المنتجبين(صلوات الله عليهم أجمعين)، وأكبر جريمة تزوير في تاريخ الإسلام الحق، و انحراف مسيرته المحمدية عن خطها الحقيقي، و إزاحة الستار عن أكبر ثورة إسلامية قادها رجل تربى في حجر الرسول، ويتنفس أنفاس الرسول الذي أرسله الله رحمة للعالمين(صلوات الله عليه وعلى آله). ثورة أراد قائدها أن يزرع العزة والكبرياء في نفوس مجتمع أمة محمد(ص)؛ لكي تنهض في دورها المرسوم لها في أن تكون خير أمة أخرجت للناس كافة، ثورة تمتزج فيها العبرة والعبرة. ولكننا أوغلنا في العَبرة وتركنا العِبرة، نعم العِبرة وهي الوجه المشرق للثورة الحسينية، والتي تمتزج فيها الشجاعة والإباء بالإيمان الصادق، الذي لا يعرف المهادنة على القيم والمبادئ والعدالة الإنسانية، حسب المصالح الضيقة، والتي تنحصر في المصالح الشخصية الدنيوية الدنيئة، والفئوية العنصرية.

لقد ورد في الروايات الصحيحة عن الإمام السجاد(عليه السلام): “يا بشر إنعي الحسين” ورواية عن الإمام الصادق(عليه السلام): “احيوا أمرنا”، فهل النعي والإحياء يتم بأفلام القرن ال 21؟ وخاصة التي دخلت علينا في السنوات القليلة الماضية.

وقد ابتدع المبتدعون وسكت عنهم العلماء الربانيون، فرية الغاية تبرر الوسيلة، فطالما كانت الغاية مقدسة، فأي وسيلة ننتهجها في الوصول إلى المقدس فهي جائزة، حتى وإن كانت من أكبر الكبائر المحرمة، فطالما كانت بعنوان الحسين و مظلومية الحسين(عليه السلام) فهي جائزة من الله ومن دون أي واسطة، أو جواز علمائي.. حتى وصلنا إلى حال يقود فيه الأمة جهلاؤها.

لذلك دخلت من هذه الباب المقدس أفلام هندية وعراقية وإيرانية وعربية وهوليودية، ويهودية ما أنزل الله بها من سلطان، وتمت دبلجتها من جديد في ستوديوهات الجهل المطبق.

إنها أفلام روائية أفرحت قلوب أعداء محمد وآله (صلوات الله عليهم أجمعين) وأدخلت فيها السرور، لأنهم لا يعانون كثيراً عندما نحاججهم بآيات القرآن ومئات الأحاديث النبوية المعتبرة، فيتركون كل ذلك ويحاججوننا في هذه الأفلام التي صنعتها عقولنا الميكافيلية.

ولولا الجهل، لكان الخطاب طويلاً ومعمقاً وواسعاً وشاملاً من قبل كل العلماء والباحثين، ولكن كما أسلفنا الميكافيليون الجهلة يقودون الأمة.