6 أبريل، 2024 11:55 م
Search
Close this search box.

الميكافيلية والميكافيليين

Facebook
Twitter
LinkedIn

“نيقولا دي برناردو دي مكيافيلي” مفكر وفيلسوف إيطالي، وكان يعتبر أحد أبرز المفكرين السياسيين في عصر النهضة فهو شخصية فلسفية وسياسية مهمة.
ولد عام(1469) في جمهورية فلورنسا المستقلة، عمل كدبلوماسي في خدمة حكومة فلورنتين عام(1498)
وعمره 29 عامًا فقط.
أصبح اسمه مقترنا بالمكائد السياسية والخدع والقسوة بعد نشر كتابه الشهير “الأمير” سنة(1532) الذي أصبح فيما بعد أساس المكيافيلية السياسية، المقترن بنظرية (الغاية تبرر الوسيلة)
ان كلمة مكيافيلية معناها التجرد من المبادئ الخلقية والمكر والخداع. كما يتم استخدام المصطلح الآن على نطاق واسع كـمصطلح سياسي سلبي لوصف السياسيين عديمي الضمير، في الحقيقة غالباً ما يرتبط مصطلح “المكيافيلية” بالخداع السياسي، والمكر، والسياسة الواقعية(Machiavelli)
وكتابه “الأمير”
أحد الدروس الأساسية لكتاب “الأمير”هو أن القادة يجب أن يحاولوا دائمًا إقامة توازن بين السعي إلى حب مرؤوسيهم والخوف منهم، إذا كان القائد ضعيفاً جداً أو لطيفاً، فقد يصبح الناس أكثر ميلاً للتمرد والجموح.

يعرف قاموس أوكسفورد الإنجليزي المكيافيلية بأنها
“توظيف الازدواجية والمكر (الخداع) في الكفاءة السياسية، أو في السلوك العام” من أجل الحفاظ على الدولة، حيث دعا مكيافيلي لاستخدام جميع الوسائل الضرورية في سبيل الحفاظ على الدولة، وتشمل هذه الوسائل الخداع والقوة والقسوة إذا فشلت الوسائل الأخرى في الحفاظ على الدولة.
لكن هل من المعقول أن يُترك المرء لاختيار أية وسيلة يريدها دون أن يضع لها معاييرا وضوابط تحفظ المجتمع من الدمار والقتل والتفكك والفساد، فتصبح الحياة مليئة بالفوضى بعيدة كل البعد عن النظام الذي يحفظ الأمن والأمان، كما هل من المعقول لحياة أن تقوم على منظومة فقدان الأمن والعيش الكريم من الحياة اليومية فتبرر للحاكم قتل شعبه والبطش بهم كما يحدث في الشرق الأوسط وبالأخص في المنطقة العربية حيث تعيش اغلب الشعوب اضطهاد وقتل واخفاء قسري نتيجة تكميم الافواه وكذب السياسيين على شعوبهم بوعود زائفة وبروباغندا مخادعة فلا ادنى لمقومات الحياة اليومية الكريمة بالمقابل الرفاهية الباذخة التي يعيشها المسؤولين وابنائهم كل ذلك ميكافيلية حمقاء وخسيسة تطبق بطرق العبودية على حياة الفرد العربي تحت مسميات عديدة منها هالة الديمقراطية المخادعة وهالة المذهب والقومية لضحك على الذقون والتصيد بالماء العكر فهذه الميكافيلية لم تعد تنطلي الا على السذج والمنتفعين من قمامة المسؤول ولياليه الحمراء أما الشعوب بدأت تعي ما حولها من قذارة الأفكار والوعود الكاذبة وبدأ هذا الوعي يترجم عن طريق السخط الشعبي والمظاهرات ضد انظمة الحكم الديكتاتورية وشعارات الديمقراطية الهاوية الزائفة.

يقول ميكافيلي(Machiavelli) “نظراً لأن الحب والخوف لا يمكن أن يوجدا معاً، إذا كان يجب علينا أن نختار بينهما، فسيكون الخوف أكثر من الحب، إنه أكثر أماناً!!”
أصبح كتاب “الأمير”بعد وفاته واحد من أشهر الكتب السياسية حول العالم حيث لم يتم نشره إلابعد خمس سنوات، بعد ذلك أصبح مرجع مهم لمعظم الحكام، وخاصة المبدأ الشهير الذي يرتكز عليه “الغاية تبرر الوسيلة”، في الحقيقة وفي عالم علم النفس، تم تصنيف “المكيافيلية” كواحدة من ثلاث سمات شخصية معروفة للخبراء بإسم “الثالوث المظلم Dark triad”
هذه السمات الشخصية الثلاثة (المكيافيلية، النرجسية، والاعتلال النفسي) هي نوع من الثالوث غير المقدس الذي يلهم السلوك المدمر والخبيث عند البشر.
حيث هي سمة للشخصية الذي تركز بشدة كبيرة على اهتماماتها الخاصة إذ يقوم هذا الشخص بالتلاعب بالآخرين، وخداعهم، واستغلالهم لتحقيق كل ما يسعى له، وغالباً ما تكون الميكافيلية شائعة لدى الرجال أكثر من النساء، ولكن من الممكن أن تكون الميكافيلية مشكلة لدى النساء، وحتى الأطفال.

هناك بعض الإشارات والدلائل على الشخصية الميكافيلية:
دائم السخرية، وعديم الثقة، الميكافيليون كاذبون جدًا، وهم يجيدون الكذب، يقدمون العديد من جمل الإطراء لجعلك تقوم بواجباتهم وتستعطفهم، الهوس بالمال، والسلطة، حيث يفضلون المال عن الأسرة، والسلطة عن الناس، والمكانة عن الأخلاق، التملق سر تقدم الميكافليين فهو يجامل وينافق من أجل مصلحته الخاصة، الميكافيليون لا يحبذون الظهور في الأضواء، بل يفضلون أن يكونوا في الظل.
ينبغي الابتعاد عن الميكافيليون وذلك عدم التعامل معهم والابتعاد عن الجدال مع الشخصية الميكافيلية لانه من الصعب إقناعه بالصواب من الخطأ فهو لا يعير أي إهتمام بالنواحي الأخلاقية وحتى آداب الحديث، لا ينبغي اظهار له المشاعر السلبية الناتجة عن أفعاله لأن ذلك أكبر سلاح بالنسبة له يستخدمه ضدك ليستفزك به أو يبتزك.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب