23 ديسمبر، 2024 5:44 ص

الميديا كوسيلة إرهابية

الميديا كوسيلة إرهابية

ما من وسيلة مؤثرة – سلبا او إيجابا – الا واستخدمها الارهابيون ببراعة مرعبة لنشر أفكارهم و للتأثير على الاخرين ، او لكسب الأنصار ، وتؤكد الاجهزة الأمنية ومراكز البحوث والمتابعة كثرة لجوء الإرهابيين إلى مواقع التواصل الاجتماعي والنشر على الإنترنت لسهولة استخدامها وقلة تكاليفها وصعوبة الاهتداء الى القائمين بها ولا القبض عليهم ، مع سرعة الانتشار والوصول الى المستهدفين وغير المستهدفين دون عناء .

وبالتالي اجتهد الارهابيون للاستفادة من معطيات الاعلام والنشر الحديثة ، من وسائل الميديا الالكترونية ربما افضل من استفادة بعض المؤسسات والهيئات الرسمية والإعلامية والثقافية منها ، بالرغم مما لديها ربما من إمكانات أكثر من المنظمات السرية المؤذية سواءً كانت إمكانات مالية، أو بشرية، أو فكرية،

ولم يعد نشاط المنظمات الإرهابية ، يقتصر على كتائب قتالية مسلحة والوية ذبح واعدام وتفجيرات ، وانما اصبح لديها كتائب والوية الكترونية تختص بالجانب الفكري , بنشر افكارها التكفيرية ومفاهيمها ’ وكسب الأنصار الجدد ، وتبرير جرائمها .

وبما ان الإرهاب يُعدّ سلوكاً عنيفاً يقوم به فرد أو مجموعة من الأفراد ضد مصلحة المجتمع ومؤسساته المختلفة؛ لتحقيق أهداف غير مشروعة مؤذية ، ادركت التنظيمات الإرهابية انها بحاجة الى اقناع الاخرين – وخاصة الشباب – باهدافها وتبريرها ، فادركت أهمية المواجهة الإلكترونية، واستغلال وسائل غير تقليدية لتحقيق أهدافها والتوسع في عملياتها، والوصول إلى أكبر شرائح ممكنة في المجتمعات فشهدنا تزايداً ملحوظاً في استخدام الإرهابيين لشبكة الإنترنت؛ حيث زاد عدد مواقع الانترنت التي تروج للفكر المتطرف والإرهاب، وأصبح العالم يواجه أنماطاً جديدة من الجريمة الذكية، فتحولت شبكة الإنترنت إلى فضاء للإرهاب والتطرف الى ما أصبح يعرف بالإرهاب الالكتروني،

أنّ تطور وسائل الاتصالات وأنظمة المعلومات قدم خدمة غير مقصودة للتنظيمات الإرهابية؛ فوفرت الاتصالات الحديثة عملية نقل الأفكار والبيانات والتوجيهات إلى خلايا الشبكات الإرهابية بأمان، بعيداً عن أعين الرقابة الأمنية، كما أمنت أنظمة المعلومات الإلكترونية تدفق سيل من المعلومات اللازمة لتنفيذ عملياتها الإرهابية، والتصعيد المذهبي والطائفي وتحقيق الاتصال الداخلي بين افرادها بأمان، ضافة الى بث الرعب في النفوس، وتحويل مرتادي هذه المواقع لأدوات ترويجية لأعمالها ، وأخيراً إعطاء صورة ذهنية عن مدى قدرتها ونفوذها.

إنّ الإنترنت وهو الوسيلة الأهم والأبرز في وقتنا الحالي ، صار له دور كبير في خدمة الجماعات الإرهابية بما وفرته هذه الشبكة العالمية من ضمان عنصر السرية، و إمكانية التواصل مع قاعدة جماهيرية عريضة بسهولة ويسر؛ وخلق الإرهاب المعلوماتي، والتعبئة وتجنيد إرهابيين جدد؛ وجذب اليافعين بعبارات حماسية مثيرة، خاصةً من خلال مواقع الدردشة الإلكترونية، وقدرة بعض الإرهابيين على الاستخدام المتقدم للخدمات الالكترونية، وتوافر مهارات وخبرات في استخدام الأجهزة والتقنيات الحديثة ، وكل هذا لا يحتاج الى اكثر من جهاز كمبيوتر وبعض البرامج وارتباط بشبكة الإنترنت.

لقد فتحت التنظيمات الإرهابية جبهات مواجهة وقتال على مواقع الانترنيت ، لا تستخدم فيها المدافع ولا البنادق ولا العبوات الناسفة ، جبهات مؤثرة وفعالة في نشر الفكر الإرهابي وتجنيد الشباب واغوائهم ، والحصول على الدعم والتمويل ، جبهات تمثل خلفيات فكرية خطيرة لدعم جبهات المعارك على الأرض والترويج لانتشار مقاتيلها المتسارع بين المدن و البلدان ، ونشر الرعب والذعر بين الناس حتى قبل ان تصل اليهم مجاميع الموت المتشحة بالسواد

ان اتساع رقعة الأرض التي تمارس فيها التنظيمات الإرهابية جرائمها ، وخاصة داعش ، وتعاظم اخطارها التي أصبحت تتجاوز الحدود دون سابق انذار ولا توقع ، قاد الى تكون تحالفات محلية واقليمة ودولية لمكافحة الإرهاب على الأرض بجهود مشتركة متفاوتة التأثير ,

الا تستحق جبهة الإرهاب الالكترونية تكوين تحالفات اقليمة ودوليه لمكافحتها والحد من قدراتها وقصف مواقعها وحشودها بـ ” غارات ” الكترونية فعالة ومؤثرة !!