22 ديسمبر، 2024 8:46 م

الميجـَـــــــــــــــــــــر من أهل السادة

الميجـَـــــــــــــــــــــر من أهل السادة

الجزء الرابعالكبيرة تسمى ” الحِب والصغيرة تسمى الحُبانه ” مصنوعة من الفخار, عادة اهل القرية عند اخذ الماء من النهر يكون في وقت متأخر من الليل حرصاً على نظافته .  بعدها قامت الدوّلة بأيصال الكهرباء للقرية فكانت إعجوبة واندهاش كبير لأهلها . قبلَ ايصال الكهرباء كانت لدى الموسرين من اهلها اجهزة راديو تعمل بالبطارية المعروفة ماركة ” بيرك ” الكبيرة سعرها مرتفع تباع بديناروتدوم لفترة طويلة واغلبهم كانوا يستخدمون الراديو لسماع الاخبار والقرآن من الاذاعة العراقية والشائع نوعين من ماركات الراديوات في ذلك الزمن ” سيرا و فيلبس ” . في احدى مقاهي القرية التي يديرها ابو حاتم مدحت محمود تلفزيون يعمل بكهرباء تنتجه مضخة ماء , في الغالب كانت الطاقة ضعيفة نتيجتها عدم ثبات الصورة تتقلّب من الاعلى الى الاسفل مع ذلك كان اعجوبة في حينها في مرة كانت تغني المطربة احلام وهبي والصورة تتقلب فصاح الحاضرون بصوت عالي ” ابو حاتم يمعوّد رحمه على والديك بس وكّفه خلي انشوفه فرد عليهم شسوي قابل اربطه بحبل ” برزت من هذه القرية رموز عديدة لها شأنها في ذلك الزمن على مستوى المحافظة والعراق منها على سبيل المثال لا الحصر ” رشيد عالي الكيلاني ” رئيس وزراء العراق لأربع مرات شخصية مرموقة ومعروفة مشهور بثورته مايس سنة 1941 ضد الانكليز و محمد افندي معلم معروف على مستوى المحافظة ومحمد عبد السلام طبيب وضباط شرطة وجيش ومهندسين وموظفين في مختلف دوائر المحافظة . فيها روضة حكومية للأطفال روادها قلة قليلة وماكنة طحين اهلية تأسست في بداية الستينيات صاحبها حجي كامل في مرة اثار ضجة في القرية كان هناك حوض ماء مجاور لماكنة الطحين يضخ فيه ماء تبريد ماكنة الطحين شاهد الحجي نفط طافي فوق الماء فاعتقد بأن هناك تحت الحوض نبع للنفط اشيع في القرية بأن هناك بئر نفط قرب ماكنة الحجي وانهالت التهاني على الحجي وكلما يمر الحجي يخاطبهُ الناس ” بالخير حجي ” راداً عليهم برفع يديه بالتحية مع ابتسامة عريضة , أخبر الحجي المحافظة فأرسلت خبراء للكشف والتأكد من الموضوع فتبيّن بأن النفط الظاهر على سطح الحوض ناتج من محرك الماكنة فأنتشر الخبر في القرية واصبح الموضوع مثال للتندر فأذا حدث امر في موضوع مشكوك فيه يقولون  ” اخاف مثل نفط الحجي ” , كان يمتلك فرس عربية اصيلة سريعة جداً لا احد يستطيع ركوبها الا القليل منهم شخص مجنون اسمه يوسف , ضعيف البنية يرتدي ثوب ” دشداشة ” يضع فوق رأسه طاقيّة ” عرق جين ” وعلى كتفه يشماغ ملفوف يتمنطق بحزام جلد عريض لا يتكلم الا للحاجة سريع الجري عادته الصفير, كان بأستمرار يعلّق نهاية سعفة نخيل خالية من الخوص مربوطة بحبل على كتفه معتبراً اياها بندقية كان مسالماً يتحرش به الصبيان يجرّون يشماغه ويهربون راكضين مذعورين يركض ورائهم عند لحاقه بهم لا يؤذي احدً بل يجتازهم فيتفرقون من خوفهم كان ذلك من لُعَب الصبيان المعتادين عليها . من تقاليد القرية في رمضان تكليف الدولة لأحد منتسبي الشرطة من سكنة القرية بأطلاق طلقتين قبل أذان المغرب معلناً الفطور . حفلات الاعراس كانت جميلة وساحرة تشيع السعادة بين اهل القرية تستمر لأيام يتشارك الحضور في لعبة ” الساس ” تكون بين شخصين يحملان السيوف والدروع الصغيرة وأحياناً العصي ويتبارزون على ايقاع الطبل ” والمزيقة ” تشبه بوق صغير وطويل تخرج منها الحان ونغمات شَجيّة غاية في الأبداع و ” النقّارة ” آلة تشبه الطبلة لكنها قصيرة توضع على الارض ويطرق عليها بخشبتين صغيرتين انغامها في غاية الروعة, ولعبة ” الجوبي ” تشبه الدبكة اللبنانية لكن بأسلوب مختلف مع ايقاع موسيقي , غالباً ما يكون ” المطبج ” يتكون من قصبتين متجاورتين بطول 15 سنتمتر تقريباً فيها ثقوب متعددة مربوطة بشكل متجاور مربوطة وملصوقة بالقير فيها ” زبانة ” صغيرة تعتمد على نفخ العازف وتحريك أصابعهِ , انغامها جميلة ومثيرة ترافق اللعبة اغاني خاصة بها تتوافق والانغام المعزوفة مثل “عَل ماني الماني الماني غيير حاله وخَلاني … يابو الحسن دِشوّر وأهجم بيت الطرفاني ” . كان للعيد اثر واضح بين سكان اهل القرية النساء يذهبن صباح اليوم الاول للعيد لزيارة قبور الموتى في مقبرة السيد ” حاجم ” يَشعلنَ البخور وَيقمن بتوزيع المعجنات التي صنعت قبل يوم ” الكليجة ” وهناك اماكن متفرقة تنصب بها ادوات بسيطة يلعب بها الاطفال مقابل ثمن بسيط أو قطع من المعجنات المصنوعة في بيوتهم ” الكليجَه  “مثل ” المراجيح ” عبارة عن حبل طويل يشد بين نخلتين و جذع نخلة طويل مقطوع نصفين طولياً موضوع فوق مجموعة من الجذوع مقطوعة بشكل دائري بطول متر يركب الاطفال فوق الجذع الطويل وشخص ما يدفعها بقوة على ارض مستوية مرتفعة قليلاً تسمى بلهجتهم ” هرمه وتن ” والصبيان والشباب يذهبون الى بعقوبة كون مجال اللعب اوسع فهناك سينمتان ودولاب هواء وانواع الاطعمة والحلويات المعروفة في ذلك الزمن مثل ” العلوجة والكركري والازبري ومشروب غازي يسمى السيفون “حلّت في القرية أمرأة جنوبية من محافظة ميسان ” العمارة ” وسكنت فيها تلقّب بأم ” تامول ” نسبة لأسم ابنها الكبير البالغ عشرة سنوات والآخر اسمه كاظم وبنتها اسمها تامولة تتراوح اعمارهم بين ست سنوات وعشرة زوجها متوفي لاتملك شيء  الا رحمة الله تعيش على الكفاف , بادر اهل القرية بمساعدتها يقدمون لها كل ما يستطيعونه وعاشت عيشة طبيعية بينهم يحسبوها احدى قريباتهم كانت تقول الشعر وتهزج بالمناسبات , إعتبروها اهل القرية حالة استثنائية وهي فعلاً كذلك لأن نساء القرية على الاطلاق الكبيرات في السن والصغيرات لا يجرأن على ذلك يعتبرنه نوع من العيب , في مرة زار القرية ” طاهر يحيى ” رئيس وزراء العراق انذاك أستقبلهُ اهل القرية استقبال حافل واستعانوا بأم تامول فهزجت امامه واثارت اعجابه ونالت تكريمه , قالت في اهزوجتها ” بسم الله والنبي جيشك المنصور … ومن كال الدجاجه اتحارب ألها صكور … ها . أخوتي . ها ـ شط ميّت وِح ياه ابجيشه شط ميت وِح ياه بجيشة شط ميّت  ” .