7 أبريل، 2024 8:25 م
Search
Close this search box.

الميجــــــــــــــــــــــر من أهل السادة

Facebook
Twitter
LinkedIn

الجزء الأول  السادة قرية من ضواحي بعقوبة مركز محافظة ديالى تبعد عنها بحوالي كيلو مترين تحيط بها مجموعة كثيرة وكبيرة من البساتين تسودها اشجار النخيل الباسقات تعكس قِدم القرية وعراقة اهلها وأشجار البرتقال تتخللها اشجار فاكهه مختلفة مثل التين والرمان والعنب والمشمش والخوخ والتوت وانواع من الورد الجوري يخترقها نهر متواضع يكنّى بأسمها كثيرالتعرج حسب تكوين المنطقة يعتبر شريانها الاساس كسكان وكبساتين يقوم اهل القرية كل بداية العام بحفره وتنظيفه من النباتات وأزالة الطين المترسب فيه بواسطة المساحي مفردتها مسحاة بعملية تسمى ” الحَشر ” ويتم تقسيم السقي في الصيف على كبر مساحة البستان وتقاس بالساعات على عدد فدادينها يقوم صاحب البستان بمراقبة النهر خشية التجاوز على حصته المائية وهذه تسمى ” الكَري ” يدير هذه العملية رجل مكلّف من قبل الجهات الحكومية المختصة. ساكني القرية متآلفين متجانسين أغلبهم من نسب واحد ( الكيلاني ) نسبة للشيخ الجليل ” عبد القادر الكيلاني ” قدس الله سره ميزة اهل هذه القرية وساكنيها الكرم والشجاعة والايثار , سكان القرى المجاورة يمرون بقرية السادة للوصول الى بعقوبة مركز المحافظة لغرض بيع محاصيلهم وقضاء حوائجهم وخاصة اهل قرية دويرية ودُوره يمرون بمحاذة بيوت أبناء محمود العبدالله عند عودتهم من بعقوبة تقوم الحاجة ام احمد بسقيهم الشاي والخبز الحار فيهتفون يمازحونها ” جاي أم احمد غرّك بعكوبة جاي ام احمد ” أرض القرية مثل معظم اراضي محافظة ديالى وقف لجدهم الشيخ عبد القادر الكيلاني عليه السلام . معظم اهل القرية يعملون في بساتينهم المتواضعة المساحة والمحصول . لأشجار البرتقال خدمة خاصة التسميد شتاءاَ المتوفر في ذلك الزمن السماد الحيواني ( الدمن ) يجمع بالقرب من المكان المقصود ويتم نقله الى داخل البستان بواسطة الحمير توضع فوق ظهورها حاوية مصنوعة من خوص سعف النخيل تسمى ” السابَل ” قبل توزيعه على الاشجار يقوم المزارع بحفر محيطها ثم وضع السماد و يغطيه بالتراب , والبستان عادة ما تكون مقسمة الى سواقي لتسهيل عملية الري , يحيط البستان جدار مبني من الطين يغرز في اعلاه نبات العوسج الشوكي اليابس لمنع اختراقها , بعد نضج المنتوج يقوم اصحابه بحراسته ليلاً خشية سرقته , في كل بستان غرفة صغيرة مبنية من الطين مسقفة بجذوع النخيل فيها فتحتين متقابلتين بدون ابواب في وسطها مكان لأشعال النار يسمى ” الموكد ” للتدفئة ليلاً وعمل الشاي , يستعينون بالكلاب للتنبيه احياناً يتزاور اصحاب البساتين المتجاورة للسمر وشرب الشاي يعد هذا الحال سياق عام معتاد بعدها يتم بيع المحصول ” الحاصل ” بطريقتين الأولى تسمى ” الضمان ” اي يباع المحصول جملة بالكامل على حاله قبل قطفه وحسب الاتفاق والطريقة الثانية على العدد . تاتي بعدها مرحلة النخيل وادامته وجمع ثمره ” التمر ” بعد خروج طلع النخله تلقّح بلقاح طلع النخيل ” الفحل ” بوضع مجموعة من شراميخه داخل شراميخ طلع النخلة , بعد كبر حبات العثق تتم عملية ” التركيس ” بوضع العثق فوق سعفة قريبة منه والانتضار لحين نضجه وقصه , تتم عملية القص بصعود الشخص بواسطة ” التبليه ” آلة على شكل قطعة منسوجة من حبال ليف النخلة مربوط بها سلك حديدي غليض بسمك 1 سنتمتر تقريباً يلف حول النخلة وفي نهايته خشبة قصيرة يتم ادخالها في فتحة تكون في نهاية النسيج بعد ان يضعها القاطف خلف ظهره ويحمل امامه في حضنه حاوية كبيرة مصنوعة من خوص سعف النخيل تسمى ” المنكوش ” مربوط فيها حبل طويل يُدلّيه من اعلى النخلة بعد ان يُجمع فيه التمر المقطوف بواسطة سكين خاصة طولها مختلف لا يزيد عن نصف متر رأسها على شكل نصف دائرة تسمى في لغتهم العامية  ” الجلاب ” , النخلة تشكل حالة اساسية في حياة اهل القرية من نواحي متعددة ’ أستخدام تمرها كغذاء اساسي ورئيسي وبيع الفائض منه ولكل نوع حالة خاصة من التعامل  , التمر نوع الزهدي وهو السائد يجمع في غرف خاصة واحدتها تسمى ” اليوان ” مفتوحة من الامام  داخل البيوت عند بيعه يعبئ بأكياس الجنفاص او في اكياس مصنوعة من خوص سعف النخيل تسمى ” الخصاف ” والنوع الثاني السائد تمر ” الخستاوي ” يعبأ باكياس عبارة عن جلود ماشية خراف او ماعز تسمى ” الكيش ” محفوظة ومهيئة لهذا الغرض تكون يابسة توضع في ماء لمدة يومين كي تلين ويعبأ بها التمر يكبس بقوة , يباع المحصول لمختصين في جمع التمور وتسويقه أو يستبدل بالحنطة مع الاكراد غالباً . كانت الثقة متبادلة بينهم وبين اهل القرية يأخذون التمر والدبس بالآجل معروفين بصدقهم ووفائهم , العلاقة التجارية البسيطة بينهم يسودها الاطمئنان . يصنع من التمر الدبس لغرض الاكل والبيع . يستفاد من سعف النخلة وكربها وليفها في صناعة الحصران والحبال والاقفاص والاسرّة , اقوى الحبال المصنوعة من ليف النخيل تجر بها السفن لمتانتها , لا يوجد غاز والنفط قليل وغالي في ذلك الزمن لذلك طبخ الطعام يكون بسعف النخلة وكربها , في كل بيت تنور لعمل الخبز من الحطب المتوفر غالباً سعف النخيل , ومن الطريف في هذا الموضوع كان هناك احد سكان هذه القرية اسمه اسماعيل أعمى يصعد النخيل ويلقحهُ ويقطع عذوقه وسعفه يتقن عمله بشكل لا يختلف عن الشخص المبصر , من ميزاته الاخرى كل خميس قبل أذان العشاء ” يمجّد ” يقرأ الآيات القرائنية والشعر والادعية من على سطح المسجد صوته جهوري عالي جميل يجيد كل انواع المقام . لم يكن غير مسجد واحد في القرية يديره أمامة وخطابة الشخصية المعروفة المرحوم صبحي الهيتي وتزوج في القرية الكل كانوا يحبونه ويحترمونه .  وفيها مقهيين مقهى” الميجر ” في بداية القرية مجاور للمسجد والأخرى مقهى هادي في اطراف القرية . في كل بيت بقرة او اكثر وحمار ومجموعة من الدجاح للأستفادة منها , غالباً ما كان صغار السن يرعونها قرب بساتينهم .قدوري يرعى بأبقار عمه مع مجموعة من الصبيان في  مكان يدعى ( هورة الميجر ) مجاور لبستان الميجر أسم الميجر متداول بشكل عام ومتسع في القرية يمتلك ويدير مقهى مسماة بأسمه ” كهوة الميجر ” يعاونه في ادارة المقهى احد

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب