18 ديسمبر، 2024 10:55 م

المياه … بترول القرن الحالي !؟

المياه … بترول القرن الحالي !؟

بدءاً لم يعد للصدق هوية في العراق , ولا للحقيقة مصداق في عالم المعنى , فلا نكاد ننتهي من أزمة حتى ترادفها الأخرى , وكإِنِّي أَرَى سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ , في العالم الافتراضي ( ألنتْ ) نسمع بالتنبيهات أو الإشعارات أو جرس التنبيه , والناظر للمنطقة وأحداثها وارتباطها المباشر بالشأن العراقي .. سيبقى مجبراً عليه التنبيه والاسترخاء وجر النفس والتأني قليلاً , قبل إصدار الأحكام ولحين إعادة الشريط التراكمي للحوادث الماضية , لأن الوقائع والذرائع تظهر شيئاً وتستبطن أشياء , وكما قال الرسول الأكرم محمد ( صلى الله عليه واله وسلم ) [ سوء الظن في أخر الزمان من حسن الفطن ] .
لذلك وقبل الدخول في أزمة المياه واستبيان بعض الحقائق , علينا أن ننتبه ولا نغفل إن الحاكم وحكومته لا يزالون يراهنون على نسيان وغباء الشعوب .. فهم قد يصنعون لنا عدواً وهمياً ويصدرون لنا أزمة افتراضية ويريدون منا أن نلتهي بها , مقابل تمريرهم لمؤامرة و واقعة هي أشد فتكاً بنا وانتقاماً , من اجل تحقيق مصالح دول جوار إقليمية أو دولية .. فقد تكون أزمة المياه هي القناع لوجه شنيع وحقير يراد السكوت عنه وعدم الانتباه عليه , كما هي أزمة الكهرباء في كل صيف أو التقاعد أو رواتب الموظفين .
حرب المياه .. فقد أعلن مركز الدراسات الإستراتيجية والاقتصادية في واشنطن إن حوالي سبعين بؤرة توتر في العالم سببها المياه والتي ستكون أم الأزمات المستقبلية (وإن المياه وليس النفط، ستكون القضية المهيمنة في الشرق الأوسط بعد العام 2000) .
في العراق … فإن ما معدل 65% من إحتياجاته المائية للزراعة والصناعة هي من دجلة والفرات , وأيضا 80% من إحتياجاته المائية المستخدمة منزليا هي من دجلة والفرات , ويوضح “المركز الوثائقي لحقوق الإنسان في العراق” أن العراق قد أصبح من الدول شبه الصحراوية، وإن مساحة الصحراء صارت تشكل حوالي نصف إجمالي مساحة العراق على الرغم من وجود نهري دجلة والفرات .
ولهذا وعلى الرغم من إن نسبة المياه في الكرة الأرضية هي 71 % بالنسبة لحجم اليابسة 29 % وهي أمر بديهي , لكنك تجد احد الأتراك يقول ( لماذا يريد العرب أن نعطيهم الماء مجاناً وهم يبيعوننا النفط )، وهو بهذا يرفع لواء الحرب القادمة مائياً بامتياز , لأنه يعلم إن تركيا فقيرة بالطاقة ولكنها غنية بالموارد المائية … يعلم جيدا إن منابع الفرات ودجلة هي في تركيا والمصب في العراق وسوريا .. ولان السياسة قذرة ومصالحها أقذر , فهي لا تعرف الصديق بل فقط الحليف وفق مبدأ التبادل والمنفعة المشروطة .. وكما فعلت إيران بغلق نهر الوند عن محافظة ديالى .
وعليه فإن ضروريات المياه أصبحت سياسية واقتصادية , وتكاد تشترك مع النفط بهذا المجال وربما تنافسه في المستقبل فبعد نضوب النفط من المحتمل أن يشكل نفس قوة النفط الآن، بل ربما يسبب بحروب إقليمية ودولية .
على الرغم من المعاهدات والاتفاقيات التي ابرمها العراق مع الجانب التركي في عام 1947 وتضمنت عدة بروتوكولات ومنها كيفية توزيع الموارد المائية .. حتى بدأت تركيا ثم سوريا بتنفيذ مشاريعها باستغلال مياه الفرات دون مراعاة لحقوق العراق المكتسبة في مياه النهر والتي قدرها الخبراء حينها ب 18 مليار متر مكعب من المياه ولقد سعى العراق إلى عقد مفاوضات واتفاقيات لتحديد الانتفاع بمياه النهر بين الدول الثلاث إلا إن جميع اللقاءات والمحاولات حينها باءت بالفشل.
يتضح مما سبق ان تركيا وسوريا قد انتهكتا حقوق العراق المكتسبة في مياه النهر وخالفتا أحكام المعاهدات المعقودة بين دول الفرات الثلاث كما انتهكتا مبادئ القانون الدولي المتعلقة بالانتفاع بمياه الأنهار الدولية بقيامها بإنشاء مشاريع استغلال مياه الفرات قبل التوصل إلى اتفاق مع العراق.
لذلك يمكن تلخيص أسباب الأزمة المائية بما يلي ..
1- الموقع الجغرافي : ، حيث تتحكم دول الجوار متمثلة بتركيا وسوريا بنحو 85% من الموارد المائية التي تدخل العراق .
2- البعد السياسي : فيكمن بالاستخفاف وعدم الاهتمام بالمعاهدات والاتفاقيات الدولية الناظمة لاستغلال واستخدام المياه بشكل قانون يراعي حقوق الدول المائية وبسبب ضعف إلزامية القانون الدولي.
ومما فاقم الأزمة وجعلها أكثر خطورة وتعقيداً بدء تركيا بمشروعها المائي والتنموي , وهذا المشروع الذي يشمل 21 سداً مائياً إلى جانب 17 محطة كهربائية، أدّى إلى انخفاض التدفق المائي إلى سورية والعراق .
إذن بات على الشعب العراقي أن يعي حجم الانتقام , فشحت المياه يراد منها عدم إطفاء نيران وسخونة الوضع والدماء … فالمفاوض العراقي رهين المهادنة والمداهنة لتلك الدولة أو لهذه , وكما قال المحقق الصرخي الحسني [منذ دخول الاحتلال قلت وكررت مراراً معنى إن العراق وشعبه وثرواته وتاريخه وحضارته وقعت كلها رهينة بيد الأعداء والحساد وأهل الحقد والضلال من كل الدول و الجهات … وصار العراق ساحة للنزاع والصراع وتصفية الحسابات وسيبقى الإرهاب ويستمر سيل الدماء ونهب الخيرات وتمزيق البلاد والعباد وترويع وتشريد وتطريد وتهجير الشيوخ والأطفال والنساء وتقتيل الرجال ..واقسم لكم واقسم واقسم بان الوضع سيؤول وينحدر إلى أسوأ وأسوأ وأسوأ… وسنرى الفتن ومضلات الفتن والمآسي والويلات ..مادام أهل الكذب والنفاق السراق الفاسدون المفسدون هم من يتسلط على الرقاب وهم أصحاب القرار .. وهل تيقنتم ألان ان هؤلاء المفسدين يتعاملون مع شعب العراق وفق منهج الفراعنة والمستكبرين وإنهم مستمرون وبكل إصرار على هذا النهج السيئ الخبيث الحقير….. فإنهم وعلى نهج فرعون يستخفون بكم فتطيعونهم كما استخف فرعون بقومه فأطاعوه (( فاستخف قومه فأطاعوه )) …. وإنهم ينتهجون معك يا شعبي العزيز سياسة المستكبرين الظالمين المستعمرين سياسة ( جوّع كلبك يتبعك ( ]