23 ديسمبر، 2024 1:37 ص

المو سوي الذي أراد ذم (الفضيلة ) فمدحها

المو سوي الذي أراد ذم (الفضيلة ) فمدحها

حقاً إن من الشعر لحكمة، ومنه قول الشاعر :
وإذا أراد الله نشر (فضيلة) طويت 
أتاح لها لسان حسودِ 
فقد حاول الكثير من الحسّاد والمتملقين الإساءة الى حزب الفضيلة الاسلامي – ونحن لانبرّئ بعض الذين تسلّقوا باسمه من السوء – وتمادى بعض الممسوخين لينال من مرجعية سماحة الشيخ اليعقوبي(دام ظله)، وكانت اساءاتهم سبباً للكشف عن المزيد من الحقائق التي تزيد اتباع هذه المرجعية فخراً واعتزازاً بسمو كيانهم – لاحظ مثالاً كيف إن حادثة اعتداء بعض الناس على  الدكتور عمار طعمة في حادثة الهجوم على البرلمان ساهمت في بيان زهد هذا الرجل ونظافته وسمو أخلاقه-.  وقبل أيام نشر شخص (مو سوي ) – بالعامية أي ليس سويّاً عاقلاً كما تنبئ كلماته، فقد حدّث بما لايصدّقه عاقل فمن صدّق فلاعقل له كما في الحكمة المشهورة – افتراءات وأكاذيب صنعها من مخيلته الفاسدة المريضة وانطلاقاَ من الأجندة المنحطة التي دفعته، وظن بأنه سينال من مكانة سماحة المرجع اليعقوبي أو أتباعه الصادقين، لكن كلامه كان شهادة ببراءة أتباع سماحة الشيخ مما افتراه خصومهم – والفضل ماشهدت به الأعداء – إذ أكد ان الحزب لم يستلم فلسا واحداً من الدكتور ابراهيم بحرالعلوم طيلة مدة إستيزاره فهل يريد براءة أكثر من هذه ؟ ولو كان هذا الكاتب المفتري سوياً عاقلاً  لكفاه دليلاً على سمو تربية سماحة الشيح لأتباعه اختيارهم لوزارة النفط شخصاً ليس من اتباع سماحة الشيخ ولا من أعضاء الحزب وانما اختاروه لأنه تكنوقراط ومن عائلة دينية توسموا فيه قيادة الوزارة بمهنية وصلاح قبل أن يلتفت الآخرون اليوم الى المطالبة بالإصلاح وحكومة التكنوقراط بعشر سنوات، ولكن هذا السمو في العمل السياسي لايفهمه المنحطّون الممسوخون. 
ومن اطّلع على افتراءات هذا المو سوي عرف لؤمه اذ إنه يقول ان سماحة  المرجع اليعقوبي استقبله بحفاوة بالغة – وان كانت الصورة المنشورة تشي غير ذلك ولكننا نأخذ بادعائه – فهل جزاء هذا الاستقبال ان يفتري عليه ويصطنع هذه الأكاذيب؟ وأين هو من قوله تعالى: ( هل جزاء الإحسان إلاالاحسان). 
 أما قصة استقالة وزير النفط الأسبق الدكتور بحر العلوم فسأرويها للتاريخ وطلاّب الحقيقة لأنني كنت قريبا من الحدث ومطلعاً عليه وإن لم أكن جزءاً  من حزب الفضيلة الاسلامي ويستطيع هذا الكاتب وغيره أن يتأكد من السيد بحرالعلوم _ الذي سيطول موقفه بين يدي الله تعالى لأنه يسمع ويرى هذه الافتراءات على سماحة المرجع اليعقوبي منذ عشر سنوات وهو الشاهد على كذبها ولا ينبري للدفاع وفضح الفاسدين الحقيقيين – .
 وتبدأ القصة من قرار الحكومة يومئذٍ بتقليل الدعم للمشتقات النفطية ورفع أسعارها وهو مارفضه سماحة المرجع اليعقوبي واعتبره إجحافا بحق المواطنين في بلدٍ نفطي ثري مثل العراق وحصل استياء لدى الشعب، فقدّم السيد بحر العلوم استقالته الى رئيس الوزراء الدكتور الجعفري متظاهراً بالاحتجاج على قرار رفع أسعار المشتقات النفطية،فكلّف رئيس الوزراء نائبه لشؤون الطاقة الدكتور أحمد الجلبي – والذي كان الكاتب المو سوي قريباً منهوعنصراً فاعلاً في حركته – لإدارةالوزارة . ولم يتدخل حزب الفضيلةالاسلامي في هذه الاجراءات لكنه عاتب رئيس الوزراء على اتخاذها دون  استشارتهم باعتبارهم يحسبون الوزارة من استحقاق الحزب.
وبعد مدة قصيرة سحب السيد بحرالعلوم استقالته وعاد للعمل في الوزارة فوافق رئيس الوزراء من دون مراجعة الحزب خلافاً للسياقات باعتبار انالحكومة ائتلافية ، فلم يرتضِ الحزب تكرار التجاهل والإهمال لرأيه وأصرً على عدم عودة الوزير الى عمله فحاول رئيس الوزراء إقناع الحزب بالعدول عن الممانعة لكنهم أصرّوا على موقفهم واستمر الدكتور الجلبي في الإشراف على عمل الوزارة. 
ولمّا لم تفلح هذه الضغوط حاول السيد بحرالعلوم لقاء سماحة الشيخ اليعقوبي لعله يتدخل لثني الحزب عن ممانعته فرفض سماحة الشيخ لقاءه نأيا بنفسه عن التدخل في هذه القضية، ولم ييأس السيد بحرالعلوم فذهب الى أحد المراجع الأربعة الكبار –أمدّ الله في عمره الشريف –ممن كانت له مكانة عند سماحة الشيخ اليعقوبي وطلب منه التأثير على سماحة الشيخ ليقبل بلقاء السيد بحر العلوم، واتصل سماحة المرجع الكبير بالشيخ اليعقوبي –وهو إجراء غير متعارف -ليطلب منه الإذن باللقاء وبعد حديث بينهما لبّى سماحة الشيخ اليعقوبي طلب سماحة المرجع الكبير. 
وحضر السيد بحر العلوم للقاء سماحة الشيخ اليعقوبي ودار بينهما حديث وأصرّ سماحة الشيخ على عدم التدخل في هذه القضية ثم اخرج السيد بحرالعلوم ورقة من جيبه كتب فيها استقالة جديدة مبدياً الطاعة لما يأمر به سماحة الشيخ من قبولها أو رفضها لكن سماحته لم يتسلّمها منه وأصرّ على ان هذا شأن يراجع فيه الحزب ولا دخل له فيه وانتهى اللقاء وقام السيد وخرج. هذه هي قصة استقالة وزير النفط الأسبق السيد ابراهيم بحرالعلوم وليس إقالته من قبل حزب الفضيلة الإسلامي أو المرجعية الرشيدة ولعل ال كاتب الكاذب يعلم ذلك لأنه مقرب للدكتور الجلبي الذي كان مشرفاً على الوزارة في حينها.
وفي الختام أكرّر القول ان افتراءات هذا الرجل غير السوي وإن كانت تعبّر  عن واقع مؤلم من الانحطاط الأخلاقي الا انها تكون مفيدة أحياناً لأنها تكون سبباً لاندفاع المنصفين للحقيقة حتى يدلوا بشهاداتهم أمام الله  والشعب والتأريخ.