23 ديسمبر، 2024 5:21 م

الموقف من الانتخابات النيابية

الموقف من الانتخابات النيابية

لازالت قناعاتنا الشخصية بضرورة مقاطعة التصويت قائمة. مستندين الى حزمة من المبررات التي تبدو لنا انها واقعيه. نحن لا ندعو الى تعميم الفكرة و انما تسجيل موقف كما نرى ان التغيير ينبغي ان يتم خارج صناديق الانتخابات و كواليسها متكئين على بعض الامور:
اولاً: أ- لم يجري احترام دعوة المرجعية في تحجيم او الغاء الرواتب التقاعدية للرئاسات الثلاث و جموع الخبراء و المستشارين (كون العمل في هذه المواقع خدمة وطنية) فالذي جرى هو تهميش و تجاوز الدعوة مما افقد المرجعية بعض الاحترام جراء عدم الالتزام.
ب- موجة دخول بعض رجال الدين و المعممين كنواب و اعضاء مجالس و كان البرلمان و المجلس بحاجة الى من ينبه اعضائة بموعد الاذان و شروط الصلاة.. و لربما هي كذلك!
ثانياً: أ- الفساد الذي تفشى و استشرى بصورة غريبة و عجيبة في مؤسسات الدولة فقد اشارت هيئة النزاهة الى وجود ٣٠٣٠ حالة اتهام بالفساد و احالة ٥ وزراء و ٨ مدراء عامين الى القضاء و تراوح درجات و نوع الفساد ب(اختلاس، تجاوز حدود الوظيفة، تزوير وثائق دراسية.. و غيرها).
ب- الامر المحير ان بعض من تدور حولهم شبهات الفساد لا يستبعدون و انما يتم استبعاد اشخاص سبق و ان تناولوا ملفات كثيرة للفساد كما ان المشكلة التي يتناولها البعض هي ان الخصم الحكم هو ذاته بسبب انحياز القضاء لجهة واحدة.
ثالثاً: خضوع المشكلة الامنية الى المتاجرة بين بعض الكتل و استغلالها بات يهدد بحرب اهلية نتيجة الفشل بانهاء الاوضاع الارهابية في محافظة الانبار (اكثر من ٥٠٠٠ جندي و ضابط يقتلون في ثلاثة اشهر فقط في الانبار و لا من حل- الخبر لصالح المطلك) الى نسف الجسور لقطع الامدادات الى القتل الجماعي في مدن بهرز و حمرين و ديالى و غيرها لاستنزاف القوات المسلحة و الامنية حيث تجاوز العنف مداه مما دفع البعض الدعوة الى تغيير القادة عند اول تصاعد للعمليات الارهابية و هذا ما يقصده و يبغيه و يتطلع اليه الارهابيون لاضعاف مركز الدولة.
رابعاً: لا توجد برامج حقيقية للمرشحين و انما هي مجرد شعارات مكررة ممجوجة و الا فلماذا لا يظهر الناخب مستواه العلمي و تاريخة السياسي و نشاطة الاقتصادي و ثروته علماً انه الى الان لم يقدم بعض النواب حتى مجرد كشف باموالهم.
خامساً: فيما يتعلق النواب الذين يترشحون لمرة اخرى نورد ما يلي:
أ- ماذا قدم المرشح خلال وجوده كنائب في البرلمان.
ب- كم هو عدد الاجازات و السفرات الخارجية التي تمتع بها.
ج- هل يستطيع ان يظهر عدد مرات حضورة جلسات المجلس النيابي للعلن.
د- ماهي مجموع الامتيازات التي حصل عليها و انواعها.
و على سبيل المثال لا الحصر نورد بعض الاسماء مستفسرين عن عدد مرات حضور السادة كالسيد اياد علاوي مثلاً او دكتور نديم الجابري او عادل عبد المهدي او الشيخ جلال الصغير.. فهؤلاء امثلة كونهم تحولوا الان الى خطباء يدعون الى انتخابهم و ينتقدون مجلساً لم يشاركوا بجلساته.
سادساً: ان تجربة الانتخابات السابقة كشفت طبيعة الصراع السياسي الذي اتخذ اطوار غير انسانية و غير اخلاقية ساهمت بتاجيج الخلل الامني و نشطت في تفعيل العمليات الارهابية التي اتخذت ادواراً طائفية خطيرة جداً مما يهدد امن المجتمع و محاولات تفكيك الدولة و لو تحدثنا اكثر عندما خاضت الانتخابات كتل سياسية توسمت الجماهير منها خيراً (على مختلف اتجاهاتها) لكنها تحولت هذه الكتل الى شضايا الان:
– فكتلة العراقية لعلاوي تحولت الى خمس كتل بحيث لم يبقى مع علاوي سوى عشر نواب فقط من اصل ٩١ نائب و استاثر النجيفي بالعدد الاكبر ب ٣٥ نائب و حصة المطلك كذلك عشر نواب و الخير ليكدام!
– كتلة دولة القانون للمالكي ٨٩ نائب و جماعة مقتدى الصدر ٤٠ نائب و ست وزراء ابتعدوا مؤخراً عن مساندة المالكي و جماعة عمار الحكيم ١٩ نائب يتحينون الفرص للايقاع بالمالكي.
– الاكراد ٤٣ نائب من جماعة البرزاني و الطالباني اما التغيير فله ٨ نواب و الجماعة الاسلامية ٤ نواب و اخيراً الاخوة المسيحيين و الصابئة ٦ نواب و على العموم فمشاكل الاكراد كثيرة و متنوعة سواء في اقرار قانون الميزانية او النفط او المناطق المتنازع عليها كما يدعون الى رواتب البيشمكة و البقية تاتي تباعاً.
بعد فشل جميع الكتل في تنفيذ برامجها تجري حالياً جهود مكثفة على قدم و ساق لعمليات تجميل و تجديد القوائم بقصد زيادة فعالياتها و لامتصاص غضب الناس و لدفع اكبر عدد من المواطنين الذين اصيبوا بخيبة امل جراء فساد من اختاروهم و وهم الوعود التي اوعدوهم بها فهناك توجه لتغيير ٧٠ الى ٨٠٪ من وجوه البرلمانيين الذين انتهت فترة ولايتهم الا ان ذلك كله لا يلغي الفساد و لا يحجبه و لا يعزز الجانب الامني رصانة الا اللهم معرفة ما يدور في خلد امريكا اتجاه العراق بعد ان كشف المحلل الامريكي (ديفيد اوناوي عن مركز ونسون- واشنطن ) قولة في الواشنطن بوست :” نحن من اوصل المالكي للسلطة و نحن من ابقاه” فهل بعد ذلك من حديث يا سادة!
اذا هم من وضعوا المالكي و ما الانتخابات الا اسلوب لاضفاء الشرعية و وسيلة لخداع الناس فما جدوى الحديث عن الفساد و الاصلاح اذاً و قادتنا هم افسد الخلق و الحقيقة ان ما يجري و ما يخطط هو اكبر منا جميعاً.
البلد منخور بوباء الفتنة الطائفية حتى النخاع فهل ترك العراق لقدره؟ سنرى…
[email protected]
004369910381116