بعد ضجة وصخب مفتعل أثارته الاحزاب والميليشيات والقوى الخاضعة لنفوذ النظام الايراني في العراق بخصوص إصدار قانون لإخراج القوات الاجنبية من العراق، ولاسيما بعد أن إزدادت سخونة المواجهة بين طهران وواشنطن، وسعت الاولى للعمل من أجل البدأ في إستخدام نفوذها في بلدان المنطقة لإظهار عضلاتها بوجه واشنطن على أمل أن تجني من وراء ذلك شيئا، ولکن وبعد إجراء”حساب الحقل والبيدر” من جانب أغلب القوى السياسية العراقية ولاسيما تلك التي حافظت على علاقتها مع النظام الايراني ولم تصل بها الى حد التبعية والعمالة کما هو الحال مع البعض، فإنها لم تجد هذا القانون يصب في صالح العراق والشعب العراقي ولذلك فإنها لم تٶيد إصدار مثل ذلك القرار الذي جاءت الاوامر الخاصة به من طهران!
عندما يصرح القيادي بتحالف الفتح بزعامة هادي العامري، وبألم وحسرة وشعور بالاحباط من إن: لا اعتقد ان هناك رغبة حقيقة من بعض الكتل السياسية، لإخراج القوات الأجنبية من العراق، خصوصا ان هناك الكثير من الكتل السياسية لديها موقفا في الاعلام وخلف الكواليس لديها موقف اخر” مضيفا وبمرارة واضحة وهو يتأسف لعدم تحقيق رغبة النظام الايراني لحد الان”هذه الكتل تريد ألا يكون هناك قانون لإخراج القوات الاجنبية من العراق، وهذه الكتل السياسية ليس صادقة في كلامها في الاعلام وموقفها الصحيح هو بقاء القوات الاجنبية في العراق وليس اخراجها مع الاسف”، نعم هذا هو الموقف الصحيح والذي يعبر عن صوت وإرادة الشعب العراقي إذ لو کانت هناك نية لإخراج القوات الاجنبية فإن قوات الحرس الثوري الارهابي وبشکل خاص تلك التابعة لفيلق القدس الارهابي يجب أن تکون في الطليعة وأن لاتکون الحدود العراقية مفتوحة أمام قادة الحرس الثوري الارهابي لکي يسرحون ويمرحون کما يحلو لهم في العراق.
نفوذ النظام الايراني في العراق، کان وسيبقى أکبر خطر ليس على العراق فقط وإنما على المنطقة والعالم، ذلك إن هذا النظام يريد أن يجعل من العراق في نهاية المطاف وعن طريق عملائه بمثابة أداة ووسيلة من أجل تحقيق أهدافه وغاياته وأن يجعل منه ساحة أمامية لمواجهاته أو لتصفيـة حساباته مع الآخرين. وإن التحذيرات المتکررة من جانب المقاومة الايرانية بشأن النوايا المشبوهة وغير السليمة التي يضمرها هذا النظام ضد الشعب العراقي والمنطقة وضرورة عدم ترك الحبل له على الغارب والتصدي له والوقوف بوجهه، هي في صالح الشعب العراقي أولا وأخيرا ومن هنا فإن سعي قوى سياسية عراقية لعدم الخضوع لمشيئة ورغبات النظام الايراني، يمکن إعتبارها بداية طيبة وتبشر بالامل.