7 أبريل، 2024 7:15 م
Search
Close this search box.

الموقف الروسي من العدوان الاسرائيلي المتكرر على سوريا

Facebook
Twitter
LinkedIn

من اكثر الامور التى تثير الاستغراب والكثير من الاسئلة حول العلاقة بين الروس والاسرائيليين وهنا ليس المقصود، هو العلاقة التاريخية فهي علاقة راسخة وعميقة لأسباب معروفة، ولكن الموقف الروسي من الهجمات الجوية على الارض السورية بحجة ضرب التواجد الايراني وحزب الله في سوريا، فهو وفي كل الاحوال كان ولم يزل موقف محايد وكأن الامر لايعني روسيا، على الرغم من الحلف بينها وبين سوريا او المعاهدة بينهما والتى بموجبها كان لروسيا قاعدتين بحرية وجوية والتى امدها 49عاما قابلة للتجديد، ألا يعني هذا او يتوجب عليها حماية الاراضي السورية من اي عدوان خارجي او ان المعاهدة لحماية النظام فقط وهي بالتاكيد معاهدة تمس السيادة السورية، مهما قيل ويقال بخلاف هذا؛ أذ، لايمكن ان تجيش دولة عظمى قواتها لحماية دولة ما بلا ثمن وهذا امر معروف لايحتاج الى نقاش او جدال. نعود الى العلاقة بين الروس والاسرائيليين فهي وكما اسلفنا علاقة تاريخية وعميقة جدا، تمتد من اواخر القرن التاسع عشر ومرورا بالثورة البلشفية وحتى هذه اللحظة. الرئيس الروسي وفي اكثر من مناسبة وتصريح قال ان روسيا ملتزمة بامن اسرئيل، السؤال هنا ماذا يعني هذا في الذي يخص العلاقة الانية او المستقبلية بين اسرائيل وسوريا سواء في شكل النظام الحالي او الشكل الذي سوف يتغير اليه، شكل النظام في سوريا المستقبل. ان القواعد الروسية سواء البحرية او الجوية مهمة جدا لروسيا، فان روسيا، فيهما قد حققت مطمح طالما كان لها اليه، طموح كبير جدا من ايام الاتحاد السوفيتي، ألا وهو ان يكون لها تواجد دائم في البحر الابيض المتوسط. هذا التواجد وكما يقول خبراء الاستراتيج في روسيا؛ يحقق لروسيا عدة اهداف في آن واحد، اولا،مراقبة او توجيه ضربات ان لزم الامر الى القواعد الامريكية في الخليج العربي او هو لجهة الواقع بشروطه الموضوعية ومقتضايته، يشكل كوابح لايستهان بها لأي تحرك مضاد من الامريكيين للمصالح الروسية في المنطقة.. وثانيا، مراقبة مضيق الدردنيل والبسفور، وثالثا، تواجد دائم لبحريتها في المياه الدافئة. وهذا هو ما يفسر لنا جانب مهم مع جوانب اخرى ربما اكثر اهمية؛ ألا وهو السعي الدؤوب لروسيا في الاوان الاخيرة، في بناء السفن الحربية بمختلف الانواع وتطوير القديم منها، لأنها ضمنت لها مرتكز بحري يتيح لها التواجد البحري المكثف في البحار والمحيطات القريبة من هذا المرتكز. روسيا التى سعت وتسعى منذ سنوات العقد الثاني من القرن الواحد والعشرين لزيادة نفوذها وتوسيع مساحة تاثيرها الجيوساسي في دول المنطقة العربية وجوارها ومقتربات هذا الجوار.. ان هذا الضمان لتواجدها الدائم في البحر المتوسط، يُوجب عليها التزامات وفي اول هذا الالتزامات هو منع او التصدي ان لزم الامر للعدوان الجوي والصاروخي الاسرائيلي المتكرر على الاراضي السورية والاجواء السورية. ان هذا العدوان قد توقف جزئيا في الاشهر الاخيرة بعد اسقاط الطائرة الروسية ومقتل جميع من عليها بصاروخ سوري، اس200، وكان السبب وكما قال الروس في حينه؛ هم الاسرائيليون. بهذا السبب توقف التعاون او التنسيق بين الروس والاسرئيليين في الذي يخص التحليق القتالي للطائرات الاسرائيلية في الاجواء السورية لتفادي اي خطأ غير محسوب، لذا، كان هذا التوقف جزئيا وليس كليا ولم ياخذ شكل الاستمرار على الرغم من تسبب الاسرائيليون في مقتل خمسة عشر ضابطا روسيا من ذوي الرتب الرفعية. في الاونة الاخيرة عاد هذا التنسيق الى الوجود والحضور في الميدان اي تم احياء هذا التنسيق، وهذا هو ما صرح به الجانبان الاسرائيليون والروس بمعزل عن الارادة السورية والقرار السوري في هذا الشأن؟!..واكبر دليل على هذا التعاون هو ما قامت به اسرائيل من عدوان على الاراضي السورية وفي محيط مدينة حلب، من دون ان تتصدى لها صواريخ اس 300اي لم يتم تشغيلها لتقوم بواجبها للدفاع عن مواقع الجيش السوري او حلفاءه من الايرانيين على وجه التحديد. ايران وعلى لسان احد مسؤوليها؛ اتهمت الروس بعدم السماح بتشغيل منصة الصواريخ انفة الذكر. نتن ياهو يزور الأن، اليوم، الخميس موسكو لوضع اللبنات الاخيرة لهذا التعاون والتنسيق. ان هذه العلاقة بين الاسرائيليين والروس تدفع الى سطح الاحداث الكثير من علامات الاستفهام حول العلاقة بين الاسرائيليين والروس وما تاثيرها على العلاقة المستقبلية بين اسرائيل وسوريا، وما هو موقف الروس ان نشبت حرب بين الطرفين او مقاومة شعبية لأسترجاع الجولان المحتل، السيد وليد المعلم رئيس الدبلوماسية السورية في مؤتمر صحفي اليوم الخميس، قال بالمعنى وليس بالحرف، حين سئل عن الجولان: الجولان ارض سورية محتلة نحررها في المستقبل وكل الخيارات مفتوحة لتحريرها..وفي مكان اخر، في ذات المؤتمر وصف القرار الامريكي الاخير بان لاقيمة قانونية له، وانه وضع الامريكيين في عزلة دولية وهذا صحيح للناحيتين القانونية والعزلة. ولكنه في المقابل ومن الجهة الثانية، له قيمة قانونية بينية، لجهة التحالف الاستراتيجي بين امريكا واسرائيل والالتزام الاستراتيجي الامريكي بحماية اسرائيل. فان اعتبار امريكا، الجولان ارض اسرائيلية، يسمح لها على الاقل في الذي يخص، الرأي العام الامريكي بالتدخل باي شكل كان او في وارد ما هو في متناول يدها من وسائل واساليب،يقررها الواقع وظروفه، ان تعرض الجولان من وجهة النظر الامريكية والاسرائيلية (للعدوان؟!!.. ) بصورة مباشرة او من المقاومة..ان ضم الجولان الرسمي الامريكي والاسرائيلي، لم يجابه باي رد جدي وحاسم وفعل مؤثر وداعم، لا من العرب، الذين كان في امكانهم على اقل تقدير، التحرك الدبلوماسي والسياسي الفعال سواء في علاقتهم مع الغول الامريكي او في منابر مجلس الامن والامم المتحدة، ولا من الروس الذين يفترض بهم وحسب ما تمليه عليهم معاهدة التحالف الاستراتيجي بينهم وبين السوريين؛ من واجبات الدفاع والاسناد. وهذا هو مايجعلنا او ان هذا الواقع هو من يطرح، السؤال حول او ما هو شكل العلاقة بين التواجد العسكري، البحري والجوي الروسيان والتواجد الايراني وفصائل المقاومة( حزب الله) المرفوضان من قبل الاسرائيليون. في هذا الصدد صرح رئيس مجلس الامن الروسي الذي اجتمع مع مجلس الامن القومي الاسرائيلي؛ بان الاجتماع الذي عقد بين المجلس السالف الذكر وبين رئيس مجلس الامن القومي الاسرائيلي المرافق لنتن ياهو رئيس وزراء الكيان الصهيوني في زيارته الحالية لروسيا، وتم البحث في الملفات الامنية في المنطقة وبالذات الوضع في سوريا، والتنسيق والتعاون بين الروس والاسرائيليين، عسكريا وسياسيا في سوريا؟!..

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب