18 ديسمبر، 2024 9:20 م

الموقع الجغرافى والثروات الطبيعية العراق نموذجا

الموقع الجغرافى والثروات الطبيعية العراق نموذجا

يحضى الموقع الجغرافى لاى دوله باهمية كبيره فى اطار الجغرافيه السياسيه, خاصة بما يوفره من عوامل مساعده للاتصال بالعالم الخارجى وامكانيه نقل البضائع والاشخاص من والى العالم, هذا بالاضافه الى مكانة مهمه ومؤثره بين الدول, خاصة حينما يكون الموقع الجغرافى اهميه ستراتيجيه بالنسبه للتكتلات الدوليه العالميه, حيث يوفر عناصر قوه وافضليه للمراقبه والسيطره, ان يكون موقع ردع, واشراف على دول الجوار,هذا بالاضافه الى اساسيات الحركه والتواصل, حينما يكون نقطة التقاء وامتداد لطرق التجاره العالميه. من خلال الاجور والخدمات التى تفرض على نقل البضائع والاشخاص يمكن ان يوفر للبلد موردا اقتصاديا مهما ويكاد يوازى, وفقا لامكانياته التكنولوجيه حجما مهما من الناتج القومى. يتمتع موقف العراق الجغرافى بمميزات كبيره, فهو منطقة لقاء القارات الثلاثه, اسيا, افريقيا واوربا ويشرف على الجزيره العربيه ومنطقة الخليج, ان الذى يستطيع السيطره على هذا الموقع, هذه المنطقه يستطيع السيطره على الشرق الاوسط ومنه الى العالم. يحتل العراق وموقعه الستراتيجى اهمية خاصه بالنسبه لمشروع الشرق الاوسط الكبير, الذى تسعى الولايات المتحده, ليس فقط على ايجاد حلول للاعتراف باسرائيل” صفقة القرن” من قبل الدول العربيه وانما ايضا فى استكمال سيطرتها على النفط فى الجزيره العربيه والخليج العربى. هذا يعنى تصاعد سيطرتها ,نسبيا, على سوق االنفط العالميه حيث ما زال النفط يلعب دورا رئيسئا فى سوق المحروقات بالرغم من التقدم الذى حصل فى استخدام والتوسع الذى حصل فى الطاقه المستديمه, كالشمس, الهواء, الشلالات…الخ , ولا بد من التاكيد على اهمية النقط الذى ما زال يلعب دورا كبيرا فى الصناعات الكيمياويه. تاريخيا كان الموقع الجغرافى للعراق خصوصية جعلت منه موضع انظار واطماع وسيطرة الدول المجاوره وقد سيطره الساسانيون والعثمانيون على العراق لقرون عديده وفى بداية القرن العشرين احتل الانكليز مدينة الفاو وبعدها دخلت القوات البريطانيه بغداد عام 1916 وانهت السيطره العثمانيه وتبدأ السيطره الاوربيه بمختلف وسائلها واهدافها المتجدده التى احذت مع التغيرات التى حصلت فى مراكز القوى كان وما زال الموقع الستراتيجى للعراق يحضى بأهمية كبيره. لا تقتصر اهميه الموقع الجغرافى فى علاقته والتاثير المتبادل مع الدول, وانما ايضا مميزاته الطبيعيه كارض معطاء قابلة للزراعه والانتاج ووجود نهرين عظميين وعدد من الروافد مما يشجع على التطور فى الانتاج الزراعى والحيواتى. ان هذه الحقائق كانت ملازمه واساسيه لتطور حضارات وادى الرافدين التى قدمت انجازات فريده للبشريه والتى دفعتها فى مسيرتها الى الامام. فى اطار التطورات التكنولوجيه فى مجال النقل البحرى والبرى اخذ موقع ميناء الفاو يحضى باهمية كبيره, خاصة لما تخطط له جمهوريه الصين الاشتراكيه فى اعادة الحياة لطريق الحرير التاريخى وبالصيغ والاحتياجات المعاصره يكون ميناء الفاو احد المواقع البالغة الاهميه, حيث يتم نقل البضائع بواسطة السكك الحديديه عبر العراق الى موانىء البحر الابيض المتوسط ومنها الى اوربا. ان هذا المشروع, وموقع ميناء الفاو يقلق الدول التى تقع على الخليج كأيران والكويت. ان الكويت اسرعت فى بناء “ميناء مبارك الكبير” ولكن اهميتة تصبح بدون جدوى اقتصاديه حينما يمتنع العراق من ابرام اتفافية السكك الحديديه مع الكويت. الا انهم, الحكومه الكويتيه, ما زالت تراهن على شراء ذمم ورشوة بعض من سياسى الفساد والمحاصصه فى تعديل هذا الموقف, خاصة وقد نجحوا فى شرائهم فى قضيىة قناة عبدالله. ان الكويت لا تكف عن محاولاتها وتستعين لذلك بخبراء ومستشارين عالميين فى التاثير فى مجريات السياسه العراقيه. ان الحكومه العراقيه ورئيس وزرائها السيد الكاظمى وعدوا واعلنوا التزامهم بانجاز ميناء الفاو الكبير بعد ان اهمل قرابة 10 سنين من حكومات المحاصصه, وتم الاتفاق مع الشركه الكوريه لانجاز العمل. ان المؤامرات سوف تستمر وسوف تأخذ مسارات ونوعيات جديده مؤثره, وكان اغتيال المدير الكورى للمشروع البداية. لقد وافقت الحكومه بعد عناء والم على تجاوز اصحاب انصاف الحلول بتحديد عمق المسار بـ 14 مترا, ما يعنى تحديد اشتخدامه من قبل البواخر الصغيرة والمتوسطه وبذلك تنزع اهميته العالميه. ان تنقيد المشروع واستخدامه من قبل الملاحه العالميه سوف يوفر فرص عمل كثيرة جدا, بما يقدر بـ 30- 40 الف فرصة عمل متنوعه فى مختلف المجالات والمستويات, هذا بالاضافه الى اجور الاستخدام وخدمات الصيانه والتصليح والتجهيز. مع ميناء الفاو الكبير ودخوله مجال العمل, باالشروط والوعود التى صرحت بها الحكومه, خاصة عمق الحفر 18-19 مترا سوف يؤمن للعراق موردا ماليا كبيرا ينهى اعتماده الكلى على تصدير الفط الخام, انها خطوة جباره تؤمن استمراريه نمو اقتصادى مستديم جدير بالعراقيين والعراق وطن وهويه. ان الغرب يعلم جيدا ما يملكه العراق من مصادر الطاقه, فهو يملك اكبر ثثانى احتياطى من النفط فى العالم يقدر بـ12 مليار برميل ويصل امداده الى 150 سنه بداية من سنة 1990 , هذا بالاضافه الى معادن كثيره متنوعه فى المنطقه الغربيه من العراق. من ناحية اخرى فان شركات الطيران العالميه اخذت تستخدم فضاء الجو العراقى فى سفرياتها نحو الجزيره العربيه وجنوبى شرق اسيا والصين. كما ان الولايات المتحده الامريكيه تدرك تماما بان موقع العراق الجغرافى يعتبر افضل موقع تستطيع القوات الامريكيه الانطلاق منه دون الحاجه الى مساعدات لوجستية من دول اخرى.
ان مميزات موقع العراق الجغرافى تجعل منه دولة قوية ومركزا متطورا اقتصاديا واجتماعيا وحضريا, خاصة بشبابه واهله الذين ينهلوا من حضارات عظيمه, ولكن كل ذلك يعتبر احلام يقظه سرعان ما تتحول الى كوابيس مفزعه اذا استمرت تركيبة الحكم الطائفيه والقوميه والمناطيقيه على قاعدة نظام المحاصصه البغيض وقاعدة “الرجل غير المناسب فى المكان غير المناسب” والذى يؤمن لهم السرقة والاحتيال والخيانه والتامر على الوطن من دون عقاب.
اننى شخصيا اشك كثيرا فى ايفاء الحكومه الحاليه او حكومة المحاصصه اللاحقه الثبات على انجاز ميناء الفاو الكبير , وارى الوفود العراقية الجاهلة المتواطئه مع الكويت او مع ايران او مع كلاهما تجتهد فى تقديم مختلف الاراء لنسف المشروع بمختلف الحجج الواهيه. انى سوف اودع الحياة والم كبير يفترسنى من صدق توقعاتى. ارجو ان اكون مخطئا, ولامانع لديى ان تتهمونى بالجهل وضعف الرؤيا.