أصبحت رواتب الموظفين الحكوميين والمتقاعدين شماعة يعلق عليها السياسيين فشلهم في إدارة الدولة ومتطلبات الشعب ومحاولة تبرير عجزهم في تأمين موارد العيش للمواطن العراقي من خلال الإخفاقات المتعددة والمتعمدة في إدارة المنهاج الحكومي وعمل الوزارات حيث أصبحت هذه الوزارات والمؤسسات مكانا وبؤرا للفساد الإداري والمالي في ظل غياب الرقيب والضمير وباتت الوزارات الحكومية عبارة عن بقرة حلوب تدر بالأموال الطائلة ومصدر تمويل للجيوب الفاسدة لرؤوس متنفذة في الحكومة ومؤسساتها بدلا من تلبية متطلبات الشعب الذي يعاني من التقلبات الاقتصادية والسياسية وهذه الظروف الحالية التي تعصف بالبلاد والعباد على العكس من دول العالم الأخرى التي تحاول جاهدة في استيعاب هذه الصدمة وحصنت نفسها وشعبها من الانهيار السريع برجاحة عقول رجال إداراتها ومؤسساتها الحكومية .
وفي ظل غياب الرؤيا الحقيقية وبرنامج حكومي مدروس وعلمي يستطيع أن يرسم ملامح خطة واضحة لمواجهة الأزمات والكوارث الغير متوقعة والاستعداد لها بعمل منهجي تعاوني بتضافر الجهود الحكومية جعلت منها أن تعيش في تخبط دائم وحلول ترقيعية مجحفة في كثير من الأحيان لشرائح كثيرة من المجتمع العراقي يكون ضحيتها المواطن الفقير بالتحديد وكبش فداء الذي يقع على عاتقه المهرب والجدار الذي تتكئ عليه الحكومة في حلولها وهذا ما لمسناه في الأزمة الأخيرة وانهيار أسعار النفط العالمي ووباء كورونا واشتداد وطأة الظروف الاقتصادية في العالم وألقت ظلالها على العراق بسبب اعتماده على النفط كمصدر وحيد للدولة في تأمين موارد الشعب العراقي حينها تفتقت قريحة الحكومة العراقية ومستشاريها وقياداتها التخطيطية وبانت عبقرية عقولهم أن تضع الموظف البسيط والمتقاعد الذي أنهكته السنين العجاف من عمره تحت سنديان الحلول الاقتصادية وغباء وتصرف الحكومة ومطرقة التقلبات الاقتصادية التي تعصف بالعالم حيث دائما ما يكون الموظف الحكومي هو المضحي للحكومة لتغطية عجزها المالي يقابله الحصانة من اليد التي تتطاول على رواتب كبار المسئولين ورجال الدولة والمناصب العليا .
أن الموظف الحكومي يُعتبر حلقة الوصل بين مكونات الشعب المعيشية وتعتمد عليه القدرات الشرائية ويُساهم في إنعاش الأسواق المحلية وتحريك عجلتها فأن التلاعب بهذه الشريحة المهمة يخل في التوازن للسوق وقدرته على العمل لأنه هو المحرك الرئيسي للعمل .أن أدارة هذا الملف الخطير والتلاعب به بمزاج السياسيين أصحاب العقول القصيرة النظر هو عملية اللعب بالنار واستفزاز لهذه الشريحة المهمة من المجتمع العراقي قد يودي دخولهم على خط الحراك الشعبي الغاضب على سياسات وسياسيين الحكومة الحالية يرجى الالتفات إليها والتحذير منها والتمعن فيها من قبل ذوي الألباب الراجحة ذات العلاقة كون هذه الشريحة هي قنبلة موقوتة قد تنفجر في أي لحظة وتكون عواقبها وخيمة على الغير وعلى الحكومة