قِمة الألم، عندما تَفقد الأشياء طُفولتِها، الشباب المُبكِر لا يختلف كثيراً، عن شيخوخة مُبكِرة، فَلُعب الأطفال صُنعت وفق سياسات، لم تُخلق في العِراق، “المراجيح” لا يمكن لها أن تحمل شباباً، حتى وإن قارعوا سياسات صِناعتها..طفولة بطعم الموت، يعيشها أطفال الموصل وضواحيها، بينَ التهجير القسري والإحتلال الجبري، يشاهدون يومياً مسلسل دامي، بطله رأسٌ مقطوع، أو أنثى مسبية، حتى جفت الأحلام بلعبةٍ من التراث، بيوت الطين و الشرطي الذي يطارد سارق، أصبحن لُعب بلا واقع، فالبيوت محتلة والمجتمع الكبير سارق، سرقَ الطفولة من الأطفال!ينشأ جيل وسط زحام دخان الحُروب، النار العقائدية التي أشتعلت، لا يمكن إطفاءها بماءٍ بارد، لا يحمل في قطراته سخونة الحِرص، على مستقبل وطن أُريد له أن يذبح بأطفاله..داعش بدأت بتعليم الأطفال مهنة الذبح، وأخرين يشاهدون ويصفقون، وهذا ينذر بالخطر الجسيم، ماذا بعدَ داعش؟، كيف سنسيطر على جيل تربى بلغة القتل؟، وهل الحكومة قادرة على إستيعاب الكارثة؟، هل تُفكر جدياً بهذه المُصيبة؟!سد الموصل يصيب ضرراً مادياً، وحتى لو كان يؤذي أجساداً، لو أصابه الدمار، لكنها كلها أحتمالات لم نتيقن بعد، من حصولها، ما هو أكيد إن سد الموصل الأخلاقي والمجتمعي أنكسر، والفيضان بدأ يهاجر خارج أسوار المدينة العريقة، والقادم أسوء، في ظل مدارس لم ترتقِ لمستوى المسؤولية.أحلام متجردة من الواقع!الحكومة ستخصص ميزانية خاصة؛ لإعادة تأهيل الأطفال، في الموصل ستبنى مراكز متخصصة لذلك، بينَ كل شارع وشارع، ستنشر فرق جوالة لكشف الضرر النفسي، سيكون العراق قبلة علماء الإجتماع العالميين، والخطط حاضرة بحضور الرؤية، للخلاص من “تسونامي” فكري، يعصف بالقيم الإنسانية.الأطفال الذين تعلموا لغة الموت، سهل جداً جعلهم يتمسكون بالحياة، الفِطرة الإنسانية متجذرة فينا، لكنها تحتاج إلى رعاية خاصة، رعاية مطعمة بالإحساس بالمسؤولية، وإلا.. الكوارث أتية لا محال، فالموصل بعيدة عن تنفس الأطفال، البارود والفكر القاتل خنق رئتيها.