18 ديسمبر، 2024 7:56 م

الموصل ووحدة العراق

الموصل ووحدة العراق

صرنا ومنذ احتلال العراق نسمع بين فترة واخرى مشاريع لتقسيم العراق فمرة مشروع إ الجنوب واخرى إقليم يضم الانبار وصلاح الدين والموصل وغيرها ثم المطالبة لان تكون البصرة إقليما واخرها الدعوة لجعل نينوى إقليم بعد تطهيرها من عصابة داعش الارهابية .. الاسباب لهذه المطالبات التقسيمية كثيرة لكنها جميعا لاتصب بمصلحة المحافظات ولا العراق ككل مع ان الانصاف يقتضي عدم تجاهل معاناة اهلنا في البصرة حيث تمتلك كل مزايا التطور لتكون بمستوى ارقى المدن ومع ذلك فان ماءها ما زال مالحا مجا وعجزت الحكومات بان تنفذ مشروعا حيويا لضمان عدم هدر مياه دجلة والفرات قبل ان تضيع في البحر . هذه المعاناة المزمنة لاهل البصرة ولغيرهم من مواطني محافظات العراق الغربية والموصل ممن عانوا تهميشا متعمدا لا ابالية بمطالبهم المشروعة استثمرها داعاة المشروع التقسيمي ليقنعوا المواطن بان مصلحته بالابتعاد عن بغداد وتحويلها الى إقليم وهي كلمة حق يراد بها باطل .. كما ان الدستور الملغوم يشجع على مثل هذه المشاريع باسم الفيد رالية وو !!
نعود الى موضوعنا الاساس وهو تصاعد الدعوة لجعل الموصل اقليما بعد تطهيرها من داعش ولنقيم بموضوعية و نزاهة وحسن نية دور المروجين لهذه الدعوة في تطهير
المدينة من رجس داعش الارهابية والتصدي لهذه العصابة وماذا قدموا لاهل المحافظة طيلة الاعوام الماضية ؟!!فنعلم ان اصحاب هذا المشروع اعتادوا ان يطلقوا تصريحاتهم من ارقى عواصم العالم لينظروا لهذا المشروع وسواه دون ان يكلفوا انفسهم حتى بزيارة مخيمات النازحين ومواساتهم بقضاء ساعة معهم فتصورا كم هم حريصون على اهل الموصل !!
لن نعدد هنا خطل هذه الدعوة فالعراقيون يعرفون حجم وقوة ارتباط الموصل بالعراق ككل .وبرغم كل المسوغات التي طرحها ويطرحها اصحاب مشروع جعل الموصل اقليما كالعمق الحضاري والتاريخي لهذه المحافظة وثرواتها وموقعها وتنوع سكانها الا انهم اغفلوا ان هذه العوامل نفسها وعلى مر التاريخ هي من رسخت مفاهيم الوحدة في نفوس الموصليين وعززت انتماءها للعراق الواحد .. وقد انجبت هذه المحافظة خيرة من دعا الى الوحدة العربية بمفهومها الكبير ناهيك عن اسهاماتهم الكبيرة في الحفاظ على وحدة العراق .. الغريب ان هذا المشروع يطرح وبقوة مع الاستعدادات الكبيرة لتطهير المحافظة من عصابة داعش الارهابية وهو ما يثير علامات الشك والريبة حيث تقتضي مصلحة اهل الموصل قبل غيرهم ان تتجه كل الطاقات لتخليص المدينة من الارهاب والابتعاد عن الانانيات والمصالح النفعية .
كلنا ثقة بان اهلنا في الموصل العزيزة سيرفضون اصحاب هذا المشروع وداعاته وتتوحد جهودهم مع اخوانهم في القوات المسلحة لتقريب يوم الانتصار الكبير على ( داعش الارهابية ) ليسجلوا ماثرة اخرى تليق بهم وبمدينتهم ..
ويبقى سؤال اخير اتمنى طرحه على القراء عن سر هذا التحول في معادلة وحدة العراق حيث ان المطالبين في السنوات الاولى من الاحتلال بتحويل العراق الموحد الى إقاليم هم الان من اشد الرافضين لهذه المشاريع في حين ان عددا غير قليل ممن كانوا يرفضون هذه الافكار صاروا اليوم من حملة راية الإقاليم ؟ سؤال ليس بالغريب في عراق تسيد عليه النفعيون والكذابون والفاسدون من سياسيي الصدفة .. يكفي ان اسماؤهم ومواقعهم ارتبطت بصدفة وسيرحلون عن العراق بصدفة اكبر.