23 ديسمبر، 2024 5:23 ص

الموصل وحلب ودبلوماسية التحرير

الموصل وحلب ودبلوماسية التحرير

الجانب الشرقي من حلب، وما يشكل النسبة الأكبر من مساحتها، يحرره الأسد، بدبلوماسية سياسية، بعد محاصرة المدينة، ونقل الأهالي منها، وإخلاء المستهدفين، بما فيهم قادة ألإرهاب، وبمساندة حلفائها، التي لا تعدو (روسيا وإيران)…! فهل تستطيع (67) دولة حليفة، وبقيادة أمريكا العظمى..! مساعدة القوات العراقية، وتحرير الجانب الأيمن من الموصل..؟ علما بأن المعركتان تُدار بنفس القدر في مساحة الأرض، وبنفس الموازين والخطط المعدة، للتعامل مع الأهالي والنازحين، والعصابات المسلحة.
على هذا القدر من التساؤل تعددت الإجابات، مابين من يعزوها الى الحواضن الإرهابية، أو الإرادة الإقليمية من حول العراق، وكونها الحليف الأول، للقوى المسيطرة على قرار المنطقة، وبين من يعزوها الى رغبة الدول الغربية، بتفكيك شعوب الوطن العربي، والسيطرة على القلب النابض للدول الإسلامية والعربية، ومن يعزوها الى الحاجة الملحة للولايات المتحدة لتفكيك الإسلام ، والعمل على نفور المجتمعات والشعوب منه، وعلى جميع تلك الأجوبة وغيرها، يبقى السؤال: كيف لنا أن نحدد سبل التخلص من تلك الهيمنة الدولية؟ والعمل على إبراز الهوية العربية والإسلامية، على حساب التواجد الغربي في المنطقة.
التجربة الإيرانية وما تلى عام 1979م، بتحويل النظام الملكي برئاسة الشاه “محمد رضا بهلوي” الى جمهوري إسلامي بقيادة السيد”روح الله الخميني” قد يعطي شيء من إحداثيات وخيوط المعادلة، خصوصاً مع تقارب أوجه التشابه بين العراق وإيران، من حيث “الجيوعلوم geoscience)” و “الأنثروبولوجيا الطبيعية والفيزيائية”، أي طبيعة الجغرافيا وطبيعة المجتمع، وعلى هذا الأساس نشأ تخوف خليجي، من خلق التجربة الإيرانية في العراق، لما سيؤثر سلباً على تلك الدول الحليفة، وسيهدد الولايات المتحدة، عند وجود قوة عالمية، تضاف حليفاً مصيرياً الى روسيا وإيران.
الأمر الذي جعل أمريكا، كونها صاحبة القرار النافذ في المنطقة بين تصرفين، في حال إنها تريد أن تفكك القوى الإسلامية بالمنطقة، إذا أنها لا تؤمن بأن إضعاف الإسلام باستخدام القوة ضده، بل ترى إشعال فتيل الأزمة بين المسلمين، هو الخيار الأمثل لإضعافه، فتارة تدعم الإسلام المتطرف لنيل مأربها، وتارة تكون هي الساعية لمحاربته، لكسب الرأي الدولي العام، وهذا ما جعل المهمة أصعب عليها، من المهمة التي تمارسها روسيا وإيران المنطقة، إذ باتت السياسة الأميركية بخطوات متتالية مكشوفة، مع الرغم من تغير رئاسة البيت الأبيض.
ماذا يعني أن ترصد أمريكا مبلغ 25 مليون دولار..؟ لمن يوصلها الى أماكن تواجد البغدادي..! هل هي عاجزة فعلاً عن ذلك؟ أم هي إعادة للسيناريوهات المتبعة مع الزرقاوي, وإسامة بلادن, وصدام حسين..؟، ألا تشعر أميركا بأن أوراقها باتت مكشوفة؟ أذ تنتظر الشعوب الوقت الذي سيعلن به عن القبض على البغدادي! بعدما قبض عليه في وقت سابق، كما فعلتها مع صدام حسين.إحتضان فرنسا لمؤتمر، ضم علماء الخليج بما فيهم القرضاوي، وتصريحاته وفتواه المعلنة ضد العراق وسوريا، ألا يعني إحتضان لمصدر الإرهاب..؟ وجود هولاء المشايخ المرتزقة، وتبنيهم للمذهب السني في دول الخليج، ألا يعني بأن تلك الدول باتت مصدر الأرهاب؟.
إذا ما كانت فرنسا وأمريكا ودول الخليج، هم رسل السلام في العالم، فلماذا لا تنفك أجسادهم النتنة، وقنابلهم وسياراتهم المفخخة، من قتل الأطفال والنساء الأبرياء؟ في العراق, وسوريا, واليمن, وليبيا, ولبنان, واليمن، وأين هم من المجازر التي يباد فيها ويحرق شعب بورما المسلم؟ على يد المتشددين المسيحيين.
نصل الى حقيقة لابد أن تدركها شعوب ومجتمعات الدول الخليجية والعربية والغربية، بأن مصدر الإرهاب الشرقي حكام ومشايخ السعودية وقطر وحلفائهم، وبمباركة أمريكية ودولية، وأن مصدر الأرهاب الغربي، هم حكام ومشايخ الكنيسة السياسية، وبمباركة أمريكية أيضاً.
ما يجب أن ننتهي على أعتابه، هو إننا لا نفتقر الى تلك القوى السياسية الدبلوماسية، بقدر ما نفتقر الى شعب واعي مثقف سياسياً، غير متخبط وراء زعماء وقادة الخطاب الطائفي المقيت، اليوم محاولة التحالف الوطني، ورحلاته في الدول العربية والإسلامية، لتوثيق الرآي العام، أوجدت ترحيب دولي لا نظير له، وأبدت مخاوف دول الخليج بنفس الوقت.ما أحوجنا معها الى وعي سياسي، يدعم شعبياً وجماهيرياً تلك المبادرات، ومن المخجل المؤسف أن نجد المتصدين للعمل السياسي بجماهيرهم، ينتقدون تلك الدبلوماسية السياسية في الدول، فمتى ما إستطاع الشعب أن يخرج من نفق الشعارات الطائفية، الى فضاء الثقافة السياسية، عنده نستطيع أن نقول بأننا سنحرر الموصل بأكملها، من هيمنة الإرهاب وسطوة داعش في مدنها الغير محررة