18 ديسمبر، 2024 10:17 م

الموصل وتكريت والمستقبل المجهول

الموصل وتكريت والمستقبل المجهول

الأحداث التي جرت خلال الأسبوع الماضي وسيطرة اراهبيي داعش على مناطق في الموصل وتكريت وبغض النظر تسميات الجهات التي ينتمي اليها هؤلاء الإرهابيين الا اننا نلاحظ ان البعض  قد تبنى الموضوع على انهم ثوار عشائر متنفضين بوجه السلطة المركزية في بغداد وهنا لا بد من اثارة الكثير من التساؤلات ، اذا كان فعلا هؤلاء ثوار متنفضين يريدون إسقاط حكومة المالكي فهناك انتخابات ظهرت نتائجها وشاركت فيها كل مكونات الشعب العراقي وكل انتخب ممثليه ولم يتضح لحد الان من سيشكل الحكومة ومن سيكون رئيساً للوزراء ، اذا لماذا لم ينتظر تشكيل الحكومة وبإمكانهم اثارة الموضوع من خلال  ممثلي محافظاتهم في البرلمان وبالتالي ليس هناك ما يبرر القتل والتهجير والإعدامات بالجملة؟؟؟وإذا كانت فعلا ثورة عشائر فما هي الأهداف والمطالب التي يريدون تحقيقها ؟ هل هي إسقاط المالكي فقط ام العملية السياسية برمتها ؟ او اعادة البعثيين الى الحكم ؟ من هي قيادة هذه الانتفاضة هل هو حارث الضاري ام عزة الدوري او إبو بكر البغدادي ؟ وإذا كانوا كل هؤلاء فما هي المشتركات التي تجمعهم ؟ هل تعتقد هذه الجماعات أنها وان سيطرت على مناطق من الموصل تكريت انها حققت أهدافها او انها تريد السيطرة على  بغداد ومحافظات الوسط والجنوب ؟
ولكي نجيب الى كل هذه التساؤلات لابد من التوضيح بان الذي يجري اكبر من المالكي والعملية السياسية ، انه مخطط كبير رسمت خطوطه بعد عام ٢٠٠٣ وتشكيل الحكومة التي ظاهرها أغلبية شيعية والذي يتذكر خطاب ملك الأردن حينها والذي أبدى تخوفه من هلال شيعي يمتد من ايران الى لبنان يفهم المعادلة  وذلك يعتبر في نظرهم هو خلاف المنطق لان الشيعة يجب ان يكونوا كما قبلوا لأنفسهم منذ ثورتهم الكبرى عام ١٩٢٠ ، أني هنا لا اقصد كل أبناء المحافظات الغربية أبدا لان الغالبية من سكانها هم أبناء عشائر يرتقي لديهم الشعور بالوطنية والمواطنة ووحدة العراق وحبهم للبلد ، المقصود هم أولئك النفر من أبناء هذه المحافظات مستغلين بعض التصرفات الخرقاء لحكام بغداد والذي صور على انه اضطهاد وتهميش لسكان هذه المحافظات  … يدفع هؤلاء حقد طائفي دفين …. واستطيع القول ان  هؤلاء ومن خلفهم سواء كانت السعودية ام تركيا ام الأردن على مستوى عالي من السذاجة والغباء والأحداث دائماً ما تثبت ذلك  لان مديات  تفكيرهم لا تتجاوز مسافة الرؤيا في عيونهم المجردة وبالتالي دائماً ما يبتلى بهم العرب  ….المناطق التي تقع تحت سيطرتهم هي مناطقهم وهي أصلا تدار من قبل ممثلي سكانها المنتخبين في مجالس المحافظات ومجلس النواب وليس هناك من أتى من غير تلك المحافظات ليتولى منصبا تنفيذيا او مسؤولية هناك وكان يفترض بحكومة بغداد إعطائهم المسؤولية الأمنية لتلك المناطق ومن قبل ابنائها وليس هناك ما يبرر ان يقتل أبناء الوسط والجنوب في تلك المناطق بذريعة تحقيق الأمن وهو ما لا ناقة لهم فيه ولا جمل … تحول لهم ميزانيات محافظاتهم السنوية وهم يتصرفون بها وبما يشبه الحكم الذاتي ومن يختاروه سواء أكان بعثيا ام داعشيا ام كرديا هم أحرار بما يختارون  …. ثوار العشائر  كما يدعون  ان استمر الحال على ماهو عليه وهو ما يتوقع ، فكيف سيتم تدبير أمور هذه المحافظات في ظل  حالة التردي  وكيف سيتم تلبية احتياجات السكان ؟ التفكير بالتقدم والتمدد والسيطرة على بغداد او مناطق انتاج النفط وغيرها غير ممكن التحقق تحت اي ظرف وهو من المستحيلات ، اذا الى أين أنتم ذاهبون بسكان هذه المحافظات ؟ الحل الوحيد هنا يكمن لدى سكان هذه المحافظات بعد ان يعوا جيدا انهم وقعوا تحت تضليل  كبير وكانوا ضحية مؤامرة غبية من أبناء جلدتهم في بعض الدول المعروفة  وقطعا لن يطول الامر لينبذ هؤلاء من أبناء الموصل وتكريت  بعد ان يكتشفوا مستوى الزيف الذي هم فيه… وفي الجانب الاخر على مسؤولي محافظات الوسط والجنوب  ان يرتقوا الى مستوى المسؤولية ويكونوا رجال دولة ويتخذون فرارات مصيرية ، المؤامرة كبيرة وقد تكون اكبر من مديات تفكيرنا لكن ما يجب ان يكون واضحا هو ان حارث الضاري وعزة الدوري ومن يتبعهم سوف لن تغمض لهم عين الا ان يتم القضاء على كل ماهو ( صفوي فارسي رافضي ) في نظرهم … وان كان ذلك الامر صعبا ومستحيلا الا انه سيؤدي الى تأخر التنمية في هذه المحافظات التي بإمكان مسؤوليها ان يجعلوا منها وفي فترة قياسية محط انظار واحترام العالم !!!