على رغم الانتصارات الرائعة التي تحققها القوات العراقية منذ بدء عملية تحرير الموصل من دنس داعش الارهابي الا ان هذا النصر سيبقى منقوصا ان ظل الدواعش في معقلهم داخل مدينة الرقة السورية والتي تستخدمها داعش كممر آمن بين البلدين منذ زمن بعيد ؛ لذلك لابد من تكاتف جميع دول العالم لشن حملة واسعة النطاق تستهدف تواجد التنظيم في المدينتين معا لاسيما التحالف الدولي الذي تحالف من اجل القضاء على داعش ؛ لكن الاخبار تؤكد ان هذا التحالف يغض الطرف عن هروب الدواعش نحو الرقة من دون اي استهداف يذكر للعناصر التي بدأت بالهروب نتيجة الضربات الموجعة التي شنتها القوات العراقية عليه في الموصل
لانريد إنتصارا وقتيا يحقق رغبات الحزب الديمقراطي الأميركي المقبل على إنتخابات جديدة ليسهم في فوز مرشحته هيلاري كلينتون ؛ ولانريد تبييض صورة أوباما ؛ ولانريد نصرا إعلاميا بل نريد نصرا مدروسا يضع حدا لتواجد هذه الآفة السرطانية التي غزت المنطقة بالتواطؤ مع دول لازالت تحظى بدعم دولي كبير ؛ لانريد لهذا التلاحم الوطني الكبير في العراق ان يذهب هباء ؛ لقد ضرب العراقيون مثالا رائعا في وحدة الصف وتوحيد الكلمة الرافضة لتواجد داعش على أراضيهم ؛ وهبت القوات العراقية البطلة هبة واحدة متناسية الخلافات السياسية والمناطقية التي أرجعت البلاد الى الوراء ؛ هذه الهبة العراقية الواحدة ستهزم داعش بالنتيجة النهائية
حين يجتمع العالم أجمع على إنهاء تواجد داعش فانه قادر على ذلك إن توفرت الرغبة الحقيقية لذلك ؛ لكني أشك بوجود هذه الرغبة لاسيما من الدول المجاورة والمعنية بهذا الشأن فنراها أشبه بالمدافعة والمتحدثة باسم داعش وما ان يوشك العالم على إتخاذ اجراءات حقيقية لمحاربة هذا التنظيم تسارع تلك الدول الى تثبيط عزيمة العالم من خلال اطلاق الحجج الواهية التي تهدف لعرقلة الجهود الرامية للقضاء كليا عليه
الدول الاقليمية التي تربط سوريا والعراق بحدود وروابط مشتركة للاسف هي التي تضع العراقيل بوجه هذين البلدين للخلاص من داعش ؛ فما ان اعلن العراق عن بداية معركة الموصل حتى سارعت الجارة تركيا بانتهاك سيادة العراق من خلال ادخال المعدات العسكرية من دون موافقة الحكومة العراقية وإنهالت علينا بتصريحات خارجة عن اللياقة الدبلوماسية ومبادئ حسن الجوار ؛ و تتحجج بحماية الأقلية التركمانية، والحفاظ على وحدة الأراضي العراقية، حيث تقول إن العراق منقسم عمليا اليوم، وإن ما يجري فيه يشكل تهديدا لأمنها القومي؛ وهي تعلم علم اليقين بان جميع مكونات الشعب العراقي متفقة على طرد داعش !!! وبالحقيقة لسان حالها يقول لالهزيمة داعش في الموصل
نفس الأمر ينطبق على سوريا ؛ فتركيا من اوائل الداعمين لتواجد عناصر داعش في الرقة السورية من أجل إفشال المشروع الكردي السوري ومنعه من اعلان الأقليم المشابه لأقليم كردستان العراق والذي يشكل تمهيدا لقيام اقليم آخر على أراضيها بقيادة حزب العمال الكردستاني وهي ترى ان داعش هو المشروع الوحيد القادر على عرقلة هذا الاقليم لذلك دعمته بكل ماتملك من قوة ؛ لذلك كان خطاب رئيس الوزراء العراقي موفقا حين قال ان تركيا تقاتل من أجل مصالحها لا من أجلنا السعودية هي اللاعب الأقليمي الآخر الذي ساهم ويساهم في تخريب هذين البلدين ( العراق وسوريا ) فهي لعبت دورا سلبيا من قيام دولة ديمقراطية جديدة في العراق من خلال دعم المجاميع الارهابية بمختلف مسمياتها لزعزعة الأمن في العراق وهي الاخرى تتحجج بحماية ما تسميه ” المكون السني ” من سياسات الحكومة العراقية التي تتهمها بالطائفية ولكنها تغض النظر عن ممارسات داعش التي فتكت بالمكون السني اكثر من غيره من بقية المكونات العراقية الأخرى ومع انطلاق عملية الموصل جيرت اعلامها البغيض لتشويه صور المعركة !
كذلك لعبت الدور نفسه تجاه سوريا فهي ساهمت مساهمة كبيرة في ماتشهده الدولة السورية من خراب ودمار وذلك نتيجة دعمها لنفس المجاميع الإرهابية
لتعزيز الإنتصار بشكل كامل لابد من تحويل معركة الموصل ومعركة الرقة الى معركة واحدة ؛ إن أراد العالم القضاء على داعش الى حد كبير .
[email protected]