الموصل و داعش, هو عنوان لقصة الإسرار الكبيرة, تناقضات غريبة, إخبار مريبة, الأرض تشتعل بحرب , الضحية فيها الأهالي, ممن لا يملكون القوة على مقاومة الظلم, ولا خيارات إلا الهرب والنزوح, وخداع إعلامي, ملأ الأفاق بالأكاذيب, اجتماعات سرية خلف الأبواب, تحالفات بين الأضداد, تخطيط مريب لمستقبلنا, يخطه الأعداء لنا, والموصل هي بوابة الإسرار الكبرى, منها ستنكشف لنا حفرة الوحل العميقة, وتضم أسماء كبيرة, والتي ستحدث صدمة, لو كشف الغطاء عنها.
خرج علينا الجنرال التركي المتقاعد نجاتي اوزجن, في جواب منه, لصحيفة ( ايدنلك) اليسارية التركية, حول تقييمه للعملية العسكرية, المحتملة لتحرير الموصل, حيث صرح علناً: ( حكومة العدالة والتنمية تقدم الدعم اللوجيستي لقوات التحالف الدولي, لتطهير العراق من تنظيم داعش, ولكن خلف الكواليس تخطط الولايات المتحدة, لتسليم الموصل لكردستان العراق)!
تصريحات اوردجن, هي صرخة تركية, تحذر فيها من الاندفاع خلف أمريكا, لأنه يمثل انتهاك لمبادئ مصطفى كمال أتاتورك.
تركيا اندفعت للمشاركة أخيرا, سعيا لتحقيق مكاسب, فالأمر لا يخضع لمبدأ الإيثار, والمكاسب التي تطمح بها تركيا, هي الموصل لا غير, حيث سيفتح لها مغارة علي بابا, بكل كنوزها, وهي ما تحتاجه تركيا للسنوات القادمة, فحل كل مشاكلها الاقتصادية والسياسية, يمر عبر الموصل, وبما إن المنطقة في طور ولادة جديدة, لذلك الطموح التركي كبيرا.
القادة الكورد وحلم الدولة الكوردية, ألان قد يصبح حقيقة, خصوصا إن المنطقة ستشهد جغرافيا جديدة, العامل الإقليمي كان يمنع حصول الحلم, لكن تغيرت الرؤيا, فيمكن إن ينظر له بأنه حل مهم, للقضاء على التطرف, وكيان جديد لحفظ الأمن للمنطقة, بسبب غياب الدول القوية, نتيجة التناحر الكبير بين المكونات, لذا الموصل هي طموح كوردي كبير, لتدعيم قيام الدولة الكوردية.
أمريكا ترسم بشكل مغاير لما تعلن, فهي بالظاهر تعلن حربا ضد الإرهاب, وتشكل تحالف دولي , لكنه عاطل عن الفعل, بإرادة أمريكية, وبالسر تعطي هذا وذاك من خارطة المستقبل, التي تسعى لتشكيلها, على أنقاض أوطان الحاضر, لكنها تخطط بأكثر من مسار, فتعطي وعدا للأتراك وأخر للكورد, بان الموصل لهم, مما يولد غياب الثقة, ولا حل إلا الدخول بقوة في الإحداث.
انبعاث سايكس بيكو جديد, بعد مئة عام من الأول, لكنه تقسيم بيد أبناء الأرض, وليس بقوات أجنبية غازية, حيث تم خلق صراعات طائفية وقومية ودينية, كي تتجزأ البلدان إلى ولايات ضعيفة, وهذا يمهد لسيطرة الأخر, على الجغرافيا الضعيفة الناشئة, وبالتالي السيطرة على ارض الطاقة.
ارض الموصل ألان, تحت يد الدواعش, لكن الأتراك يسعون إليها, والكورد يحلمون بدولة تضم الموصل, السؤال مع من ستكون الموصل؟