دماكم جسر إلى النصر أحمر وبوابة منها إلى الخلد يعبروا
كان لسقوط الموصل بيد الدواعش، تداعيات كبيرة على العراق، إذ توالى سقوط المحافظات الغربية، ووصل التهديد إلى بغداد، وإستعادة الموصل اليوم، تمثل إنتكاسة كبرى للدواعش، في العراق والمنطقة.
هذا النصر العظيم ماكان يتحق، لولا تضحيات الأبطال، من أبناء القوات المسلحة، وحشدنا الشعبي، فلم تكن ضريبة تحرير الموصل هينة، بل كان الثمن باهضا، فقدنا كثيرا من الشهداء، وأضعافهم من الجرحى، عدا التكلفة المالية الكبيرة، فهولاء الأبطال رفعوا رؤوسنا عاليا، وجعلوا دول العالم تنظر بإعجاب، وإحترام للعراق؛ لما قدمه الأبطال من إنتصارات متتالية، في جبهات القتال، على أكبر منظمة إرهابية في العالم، من حيث العدد، والتسليح، والعقيدة المشوهة التي يؤمنوا بها، والاعداد الكبيرة من الإنتحاريين ، والأسايب الوحشية، والقذرة التي أستخدمت في القتال.
من هنا تأتي أهمية هذا النصر الكبير، إذ لا يوجد في العالم جيش يقاتل، كما يقاتل الجندي العراقي، في مناطق سكنية مفخخة، وأنفاق محصنة، وقنابل بشرية متحركة، وأساليب شيطانية لم يعرف التاريخ لها مثيل، فاليوم إكتسبت القوات الأمنية، خبرة كبيرة في القتال، وأصبحت قوات ضاربة، على مستوى المنطقة، فضلا عن القوات العقائدية، المتمثلة بالحشد الشعبي.
إن الإسترايجية التي إستخدمت،، في معركة الموصل تتمثل في سحق الدواعش، مع الحفاظ على أرواح المدنيين، ما أدى إلى خسائر كبيرة في صفوف قواتنا الأمنية، لتحقيق هذا الهدف، لذلك فالنصر لم يكن “أبيضا” بعقد إتفاقية مع العدو، أو إستسلامهم، ولكن كان النصر :أحمرا: بلون الدماء الطاهرة التي سالت هناك.
لا بد أن نشيد في هذا النصر، بالمرجعية العليا وبالإدارة السليمة للمعركة، التي إتبعها السيد رئيس الوزاراء، في تحقيق التوازن، بين بين الجانب الأمريكي، والإيراني، وكان لتلك الدولتين، دورا في تحقيق هذا النصر، إلى جانب القوات العراقية بمختلف صنوفها، والحشد الشعبي.
العراق بعد تحرير الموصل، سيستعيد موقعه الطبيعي، في الخارطة الإقليمية، ويصبح رقما صعبا، في تلك المعادلة المعقدة، وبإحترام كل دول العالم، وصرنا نملك أفضل المقاتلين، الذين يتسلحون بالعقيدة، والخبرة العالية في القتال، في أصعب الضروف، وأخطرها، وتلك من محاسن الإرهاب الداعشي، فرب ضارة نافعة.