أولى مناطق العراق التي استوطنها الناس؛ هي البصرة والكوفة والموصل, فالموصل تاريخ, وحضارة, وأصالة, وتعد محافظة نينوى؛ التي مركزها الموصل, ثاني اكبر مدينة في العراق, من حيث السكان, التي يقطنها أغلبية من العرب السنة, الذين ينحدرون من خمسة قبائل رئيسية, كما يسكنها مسيحيون, ولا تخلو من الشيعة.
لو تابعنا التاريخ؛ لوجدنا أن الموصل وعلى مر الأزمان, تعرضت لأكثر من عدوان غاشم, وتجد أيضا إن من يدافع عنها إلى جانب أهلها هم الشيعة, ففي حكم المختار الثقفي لولاية الكوفة في سنة 64 للهجرة؛ وبعد محاولة الأمويين الدخول إلى الموصل, أستنجد والي الموصل آنذاك بقوات الشيعة في الكوفة, الذين اتخذوا من الموصل معسكرا لدحر الشاميين, وغيرها الكثير من العدوان كاستيلاء الكلدانيون عليها بعد معركة طاحنة, وبعد المعارك اهتم الاخمينيون على توطين العرب والفرس فيها.
اليوم الموصل تتعرض إلى أقوى عدوان مر بها, فمرتزقة داعش الإرهابية, استباحت الحرمات وانتهكت الأعراض في أم الربيعين, لكنهم لا يعلمون إن للحدباء أخوة جعلوا أنظارهم إليها, ليحرروها من دنس هؤلاء التكفيريين, إنهم أبطال الحشد الشعبي, الذين أبوا إلا أن يعيدوا ذلك التاريخ الزاهر؛ الذي سطره أجدادهم وحاموا به عن أم الربيعين.
ارض نينوى امتزج فيها الدم الشيعي والسني, ولا يعتقد البعض ويهرج الآخر بأن الموصل سنية, ويجب أن يحررها أهلها, فالموصل ارض الجميع ونحن سنحررها, ونعيد مجدها وحضارتها اللتان سرقها من يدعون إنهم أبناءها, لنثبت أنها مدينة شنيه.
