19 ديسمبر، 2024 12:59 ص

الموصل قبل وبعد داعش، خيارات صعبة ..!!

الموصل قبل وبعد داعش، خيارات صعبة ..!!

يتصاعد الصراع والسجال السياسي على مستقبل نينوى ما بعد داعش، بين الاحزاب في السلطة والاطراف المتنفذة في العملية السياسية في العراق ،والتي تشهد انهيارا كبيرا ، وموتا سريريا ،يشاركه فيها برلمان فاشل وفاسد، من رأسه الى أخمص قدميه،ومصدر الصراع على مستقبل الموصل ،هو صراع نفوذ وهيمنة سياسية ، ولهذا لابد من قراءة سياسية واضحة لمشاريع ومصالح سياسية آنية ، هدفها تفتيت وتقسيم المدينة وإشعال احتراب عرقي ومذهبي وطائفي وقومي ،بين مكونات نينوى، والمعروف عن نينوى تاريخيا ،انها عراق مصغر ،
لتنوع القوميات والاديان والمذاهب فيها، قد لايتوفر في أية مدينة عراقية أخرى، وهذا مصدر أهميتها الجغرافية والسياسية والتاريخية، واعطاها هذا التنوع بعدا حضاريا وتاريخيا،وجعلها قبلة الشرق منذ اقدم العصور،والتي تعاقبت عليها اعرق الحضارات ،واليوم في ظل تنظيم وحشي احرق فيها كل رمز تاريخي وديني وتراثي وحضاري، وقتل كل من يعارضه ويرفض سلوكه العدواني الوحشي مع اهل الموصل ، ظهر الى العلن صراعا أخر من خارج الموصل، ألا وهو الصراع بين اقليم كردستان ، وحكومة العبادي والحشد الشعبي ، حول فترة ما بعد داعش في الموصل ، فالأكراد يريدون تحرير المناطق المتنازع عليها ضمن حدود نينوى ، والتمسك بها وضمها الى الاقليم حسب المادة(140)،الملغاة، حسب اللجنة القانونية النيابية في مجلس النواب ،وتقسيم الموصل الى ستة محافظات على أسس قومية وطائفية وإثنية ،كسهل نينوى للمسيحيين ،وسنجار للايزيديين ،وتلعفر للشيعة التركمان، وقرقوش وبرطلة وتلكيف ، وهكذا، في حين يرفض العبادي والحشد الشعبي هذا التقسيم،ويرفض استحواذ الاقليم على المناطق التي تحررها قوات البشمركة  من داعش في محيط الموصل ، ولكن ماذا بعد هزيمة وطرد داعش من الموصل، وماهي الخيارات التي يمكن ان تقوم بها الاطراف لتنفيذ اجندتها السياسية ،وماهو دور اهل الموصل وقواها الوطنية ،وعشائرها، ونوابها ،ومثقفوها وادباؤها ورموزها الدينية والعسكرية ، هذه الاسئلة ،لابد من الاجابة عليها الان وليس غدا، كي يعرف أهل الموصل والعراقيون ،ما يحاك لهم من مؤامرات اقليمية ودولية ، بعد داعش، تهدد وحدة النسيج الاجتماعي الموصلي،وتقسم ارضهم الى دكاكين طائفية وقومية ،تؤسس لحروب طويلة، لايعلم مداها الا الله ، هذا هو السيناريو الامريكي واللعبة الامريكية في الموصل ،بعد داعش، لذلك هي هيأت الارضية السياسية للصراع القائم الآن، بين الحكومة والحشد الشعبي، وبين الاقليم ،( لاحظوا آخر تصريح امريكي خبيث) ، عندما قالت بأن(ادارة اوباما تقرر ان تكون قوات البشمركة تحت إمرة الجيش العراقي )، 
مما حدا بالاقليم برفض القرار والمقترح ، وردت حكومة العبادي بتصريح اقوى، والحشد الشعبي ايضا صرح تصريحا ناريا برفض قرار الاقليم ،الاحتفاظ بالقرى التي تم تحريرها من قبل البشمركة في سهل نينوى واطرافه، اذن هناك سيناريو امريكي لاشعال حرب،عربية –كردية ،ما بعد داعش في الموصل ، وإشعال حرب شيعية –شيعية وحرب سنية –شيعية ، لابقاء العراق في دوامة الحروب الطائفية والقومية والاثنية ، وهذا يخدم بشكل مباشر المشروعين الايراني الفارسي والامريكي ، خاصة بعد اهم حدثين هزا العالم والمنطقة ، وادخلها في عصر حربي جديد ،ونقصد بهما ، إنشاء قاعدة امريكية عسكرية طويلة الامد في القيارة، والحدث الاخر هو استخدام قاعدة همدان العسكرية ، من قبل روسيا لاغراض للانطلاق عبر العراق الى سوريا بالتفاهم والاتفاق مع ادارة اوباما(القلقة منها )، وايران التي تستخدم التقية الايرانية مع هكذا اهداف استراتيجية ،تؤمن تحقيق اهدافها ومشاريعها الدينية في المنطقة ، خاصة بعد اعلانها تأسيس الجيش الشيعي لحماية المقدسات في المنطقة ، اذن النوايا اصبحت واضحة، والاهداف فضحتها الاحداث على الارض، وما يجري في سوريا،من حرب ابادة شاملة لما يسمى الحرب على الارهاب ،هو بالحقيقة تنفيذ لمشاريع استراتيجية تشترك بها الدول العظمى ،وما تحالفات تركيا وروسيا وايران مؤخرا الا افراز طبيعي ،مقابل لتحالف اوروبي امريكي ،لتقاسم الهيمنة والنفوذ في العالم عامة والمنطقة خاصة ، اذن نحن نحن امام يروز اقطاب وتحالفات اقليمية ،
للجم انفلات المارد الامريكي وتحالفاته ،في تفتيت وتقسيم المنطقة كلها ، حسب برنامج برنارد لويس، ولو ان القطب الاوحد سيبقى امريكيا، الا ان التحالف الجديد ،سيؤخر تنفيذ برنامج برنارد لويس ولو لفترة زمنية ، ولهذا،تركز ادارة امريكا على معركة الموصل لعمقها الاستراتيجي العسكري والجغرافي، ولانها اخر معقل لداعش في المنطقة ،ولانها بيضة القبان لانتخابات الرئاسة الامريكية نهاية العام، وان خلط الاوراق واشعال فتيل ازمة بين المركز والاقليم هدفا امريكا ،لكي تنفذ اجندتها بعد داعش بسهولة، وتبرر لنفسها الاستحواذ على مستقبل الموصل سياسيا وعسكريا، وان اختلاق حرب او ازمة بين الاطراف،يصب في خدمة المشروع الامريكي ،بعيد المدى في الموصل ، ولكن نرى من وجهة نظر شخصية ، ان ماقامت به قوات البشمركة من طرد داعش من مناطق سهل نينوى حقق للاقليم هدفا مهما وهو ابعاد خطر داعش عنه،وتخليص ابناء المنطقة من وحشية داعش، واعادة اهلها لبيوتهم هناك،أما تمسك واستحواذ الاقليم على مناطق متنازع عليها ،فهذا لايقرره الاقليم ابدا،وإنما يقرره الاستفتاء وأهل الموصل انفسهم،ولايمكن لاية قوة بالارض ان تفرض على سكان وعشائر وطوائف الموصل من تقرير مصيرهم ، وهذا الامر اعلنه قادة الاقليم ومتفقون عليه جميعا،أما التصريحات الاخرى،من قبل الحشد الشعبي أو الحكومة واحزابهان وتباكيها على الموصل واهلها فهو اكذوبة لاتنطلي على احد، لان ايران واصرارها على مشاركة الحشد الشعبي وميليشياتها في معركة الموصل ،يؤكد حقيقة اهداف ايران واطماعها المستقبلية في الموصل ،وما الصراخ الذي نسمعه هنا وهناك من جهات حزبية وسياسية تابعة لايران،ماهي الا صدى لما تريده وتعمل على تنفيذه بكل قوة واصرار ايران وتوابعها في العراق لاهداف باتت واضحة معلنة، فالتباكي على نينوى،ليس في محله،ومن يريد لنينوى الخير والاستقرار هو تخليصها من تنظيم داعش الوحشي، واهلا وسهلا بكل من يأتي ليحررها، ولا يأتي لكي يؤسس مشروعه الطائفي والقومي فيها ،ويجعل مستقبلها على كف عفريت، لقد عايشنا الاحزاب الكردية في نينوى ورأينا عملها السياسي الذي يركز على ابناء الكرد وخدمتهم والحفاظ على حقوقهم ومشاركتهم في ادارة الحكومة المحلية، ولم نشعر بعملهم على حرق الموصل واذلال اهلها ،كما فعلت الاحزاب الايرانية في ولاية نوري المالكي،وعملها على(تشيع) الموصل بالقوة، علما ان الموصل تتعايش مع الجميع منذ الازل، 
ويحب ويحترم بعضها البعض بشكل عجيب رغم اختلاف الاديان والعادات والتقاليد والاتجاهات وغيرها، ولكنها متصاهرة ومتآخية ومتماسكة ومتوحدة حد التلاحم،وهكذا ستبقى بعد داعش وانا واثق من هذا تماما،رغم تخوف البعض،من مرحلة ما بعد داعش، نعم هناك فقط التخوف المشروع، الذي يسفك فيه دم موصلي بريء بجريرة الابن والاخ وغيرها، وهذا سيكون نادر ومحدود، ان لم توسعه وتشعله الاحزاب والجهات، التي ستدخل الموصل باوامر ايرانية لاهداف سياسية، وهذا سيكون من واجب،من يدير المحافظة وواجب العشائر ورجال الدين والمنصفين، ومحبي الموصل واهلها وواجب الحكومة المركزية ،التي يجب عليها الانتباه لخطر الحرب الطائفية ،بعد داعش، واقصد تطبيق القانون على الجميع، اعتقد ان الموصل وأهلها بعد داعش ستفاجيء العالم بتسامحها، وتشد جراحها وتعبر مرحلة من اصعب مراحل التاريخ،لتضرب مثلا في العقد الاجتماعي،وتجاوز التاريخ ،وهزيمة المخطط الامريكي على ارضها، وهو خيارها الاصعب، والمعروف عن الموصل واهلها ،سرعة تأقلمهم ونقاء سريرتهم مع من يسيء لهم ،
ان مرحلة بعد داعش هي بداية عصر جديد لنينوى وأهلها، وللعراق والمنطقة، نعم الموصل بعد داعش،سيقرر مصير العالم كله ، فهي ستكون البوصلة الاخيرة لعالم متوحش ،جعل الحروب والفوضى الخلاقة شعارا له في دحر الشعوب وقتلها وتشريدها وتهجيرها وقهرها واذلالها ،وما اللعبة الامريكية الان في دعم كل الاحزاب التي في السلطة دعما لا محدودا، وفي الوقت نفسه،تعمل بكل قوتها ونفوذها على إشعال الصراعات بينها، وما الصراع والسجال القائم الان، بين حكومة العبادي والحشد الشعبي ،وبين الاقليم الا نموذجا ظاهرا ،لمن يريد ان يعرف كيف تتعامل امريكا مع حلفائها ،وكيف تحل ازماتهم بنفسها بعد اشعال الحرائق بينهم واستخدام العصا والجزرة معهم، وهذا حصل ايضا في مجلس النواب واصلاحات العبادي وغيرها، اخيرا وبكل تأكيد امريكا وراء كل ازمة، وكل كارثة وكل حرب طائفية،الموصل امام تحديات وخيارات صعبة جدا، بعد هزيمة وطرد داعش منها ،واولى التحديات والخيارات ،هي افشال المشروع الامريكي  في الموصل ،وبعدها افشاله في العراق كله..