23 نوفمبر، 2024 12:39 ص
Search
Close this search box.

الموصل غضب عارم!

غضب في الحق طال انتظاره،. سطرت الموصل بشبابها وشيبها، رجالها ونسائها مأثرة وسطورا من نور على صفحة تاريخ العراق الحديث،
خرجت الجماهير في صباح هذا اليوم تحمل جراحها وذكرى أبنائها منذ 2004 الى الآن في مسيرة طويلة الى النهر الذي جرف أبنائهم وأيقظ ضمير العراق والعالم، مقاتلين من اجل حياة الضحايا ولمستقبل أفضل لهم وللعراق.
في وسط الدموع والقهر والحزن، يظهر فجأة المحافظ العاكوب في منطقة الغابات بين هذه الجماهير المحتشدة، معتقدا أن الأهالي سوف يقدروا حضوره بعد أن طرد من اجتماع رسمي، فأراد أن يثبت للدولة أن جماهير الموصل معه. مع أول صرخة في وجهه ركب سيارته ومع اللافتة الأولى التي وضعت على شباك سيارته قرر النفاذ بجلده.
جنيد الفخري يا حفيد النبي

يظهر السيد جنيد الفخري ابن آل البيت الشريف ليسجل مأثرة ويذكر من يدعي أنه سيد من آل بيت النبي أن لقب السيد هو تكليف وليس امتيازا كما يفعل الكثير من أبناء عمومته.
تصدى للسيارة ومحركها الغاضب والمهدد لقتل المتظاهرين بصدره، عندما أرادوا ازاحته استلقى على الأرض مع سنوات عمره السبعين امام عجلات سيارة العاكوب رباعية الدفع، واوقفه مطالبا الناس بحمله ورميه في النهر قبل أن يأمر العاكوب سائقه بدهس المتظاهرين ومغادرة المكان، تاركا ورائه عدد ليس بالقليل من المتظاهرين المصابين على ارصفة الشارع.
رسالة شباب الموصل
لأول مرة يقول الشارع رسالته بهذا الوضوح ” كلا كلا للفساد” فهرب العاكوب ومن معه من هتافات الجماهير الغاضبة ولافتاتهم، بينما بقي الشباب متشبثين بأملهم إزالة الفاسدين الساحة السياسية، وراكضين خلف سيارته يرجمونه ويرجمونها بالحجارة كرمي الجمرات في مكة. بعدان قال الشعب في مدينة الموصل كلمته الفصل بحق المحافظ ومن سار على نهجه وكل السياسيين السابقين في الموصل “لا نريدكم” بات على بغداد والعراق الوقوف بوجه من يدعهم في المركز واتخاذ حلول جذرية.
الوقف السني والهميم
وكعادة السياسيين ورجال الدين قرر الهميم ركوب الموجة فتوجه الى جامع رشان المكتظ بالمصلين ولم يتوقع أن تنتفض الجماهير التي كان يعتبرها ظهيره عليه، هاتفين حسبنا الله عليكم فخرج واتباعه محتقرين من قبل المصلين ومولين الادبار.
سلوك حضاري
يظهر الرئيس برهم صالح مع موكبه ويقف ليترجل ويمشي مع الجماهير الغاضبة وهم يهتفون حوله ” شلع قلع كلكم حرامية” يتقبل الوضع برحابة صدر ويسير معهم حتى يصل الى السيارة. يقف شاب بوجهه يحمل لافته مكتوب عايها ” كلا للفساد” فيحملها عنه ويرفعها فوق رأسه ويضعها أمام الكاميرا ويقولها صريحة أنا معكم. من المهم أن رسالة الجماهير وصلت الى السياسيين لا مكان للفاسدين بيننا بعد اليوم.
النقطة المهمة
تخلفت بعض الأحزاب السياسية عن الحضور مثل الحزب الإسلامي والسياسيين السابقين والحاليين، متربصين الفرصة المناسبة لركوب اكتاف المتظاهرين.
قال المتظاهرين في هذا اليوم كلمتهم احزان العراق صناعة محلية صنعها التعمد في الجشع والفساد وقلة الحياء منذ 2004. ليدرك السياسيين الموجودين في السلطة واللذين غابوا عنها أن الطريق أصبح سالكا لعودتهم حاملين شعارات الإصلاح ومنتقدين الفاسدين، وصارخين من أمن العقاب أساء الادب، أن العراقيين لم يعودوا يتحملوا ظهور وجوههم من جديد على شاشات التلفاز والتشدق بالصلاح الكاذب.

أحدث المقالات

أحدث المقالات