عندما تقوم الشعوب بتحليل واقعها؛ ومستقبلها؛ والمخاطر التي عصفت بها ؛ وكادت ان تؤدي بها الى الانهيار الحتمي ؛ يجب عليها ان تأخذ القرارات المصيرية بسرعة ؛ مهما تكون النتائج المترتبة على تلك القرارات . فالقرارات الحاسمة هي فقط من يشفي الغليل ؛ ويعوض الخسائر ؛ التي بعضها لا يعوض مطلقا ؛ فهي وسيلة لنسيان الماضي فقط؛ من اجل البدء بالحياة من جديد ؛ والشروع بالبناء ولملمة الجراح العميقة التي خلفتها النكبات .
تعد نكبة حزيران في العراق ؛ من اكبر النكبات التي مرت على العراق في التاريخ الحديث ؛ففاق جرحها ؛ سقوط الملكية؛ وتموز ونيسان المشؤومين وربما نكبة اختها فلسطين؛ وحزيرانها المشؤم ايضا . جاءت الاحداث سريعا؛ ففي محنة الثلاث سنوات السوداء ؛ اعطينا اكثر من 100 الف شهيد وقتيل حرب (2073 شهداء مجزرة سبايكر و650 مجزرة سجن بادوش ) ؛50 الف جريح ؛مليون مهجر ونازح؛70 مليار دولار خسائر وكلفة حرب واموال سرقها داعش ؛20 مليار دولار اسلحة استولى عليها التظيم الارهابي ؛120 ملياردولار الدين العام على الدولة العراقية ؛خمس محافظات بأقضيتها ونواحيها هدمت ؛ وبلغ نسبة الدمار في بعضها 80% كالموصل والرمادي . ترى من يتحمل كل ماحصل للعراق مع كل الدمار الذي حصل ارواحا وممتلكات واموال ؟ ومن يتجمل ايضا سبب تاخير العراق عن ركوب قطار البناء والاعمار كباقي الدول الشرق اوسطية على اقل تقدير ؟ وضياع موازنات وصفت في اكثر من سنة انها انفجارية؟ .
كل التقارير السرية العالمية؛ والمخابرات الدولية ؛ وتقرير لجنة الامن والدفاع في البرلمان العراقي ؛ وتسريبات بعض القادة الميدانين مثل معاون رئيس اركان الجيش العراقي الفريق عبود كنبر؛ وقائد القوات البرية الفريق الاول الركن علي غيدان ومحافظ الموصل المقال اثيل النجيفي؛ وقائد عمليات نينوى السابق مهدي الغراوي بالإضافة الى وزير الدفاع وكالة والسابق سعدون الدليمي تشير الى تورط رئيس مجلس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة السابق وتلق باللوم والتقصير الاول والاخير على المالكي بصفته المسؤول الاول التنفيذي في الدولة ؛ وصاحب القرار الاول والاخير فيها ؛ وهو السبب الرئيس لسقوط مدينة الموصل على يد تنظيم داعش الارهابي ؛ حيث وامام الراي العام الدولي اكد جميع هولاء بان المالكي؛ هو من اصدر امر الانسحاب للقوات الامنية من مدينة الموصل وتأكيد اكثر من شخص ؛ رفض المالكي عرضا من قبل رئيس اقليم كوردستان مسعود البارزاني لتحرير تلعفر؛
وحماية الموصل من السقوط الحتمي قبل يومين من السقوط ؛ كذلك صرح السفير الايراني في العراق بانه حذر المالكي من سقوط الموصل قبل الحدث بستة اشهر ؛ لاكن دون جدوى .
اذن التقصير واضح جدا للعالم ؛وربما متعمد من اجل ان يظفر القائد بحكومة طوارئ ؛ يحلم بها القائد الضرورة؛ بعد ان رفضه الجميع واولهم مرجعية النجف وقصاصتها المعروفة التي لازال يحتفظ بها فريق العبادي في خزائنه النفيسة .والتي ستكون دليلا للتاريخ يوما ما .
وبعد كل ما تقدم ووثق عالميا ومحليا اصبح واضحا للعيان ؛ ومما لا يقبل الشك به؛ طلب الشعب العراقي وعوائل الضحايا والحق العام؛ بان تكون هنالك محاكمة عادلة للمسبب الرئيس بالنكبة ؛ وامام الراي العام العالمي ؛يحفظ هيبة الدولة ؛ ويرد اعتبار اهالي الضحايا ؛ واراملهم وايتامهم؛وايضا بهكذا محاكمة يمكن ان يحترم العالم اجمع العراق ؛ ويرجع قويا ؛ فلأيمكن نسيان ما حصل بسهولة …..ولأجيال قادمة الا بالقصاص من المقصرين اشبه القادة عفوا اشباه الرجال ….وتاركي الامانة لأشباه رجال مثلهم ……انتهى