18 ديسمبر، 2024 10:51 م

الموصل ترحب بالتحرير

الموصل ترحب بالتحرير

يتابع جميع العراقيين بشغف كبير مراحل خطوات تحرير قرى وبلدات مدينة الموصل وأحياء مركز المدينة في المحاور المحددة والموكلة للقطعات العسكرية من جهاز مكافحة الارهاب والجيش العراقي والشرطة الاتحادية والحشد الشعبي الابطال الذين يحققون الانتصار تلو الانتصار وتتسابق القرى والبلدات للعودة الى حضن الوطن على يد أبنائه البررة ، وكثيراً ما سمعنا وروج الاعلام الداعشي عن صورة مشوهة لإرادة المواطن الموصلي على أنه كان مرحب بالاحتلال الداعشي للموصل وأنه خلصهم من (الصبات ) والسيطرات وأعتداء الجندي في الجيش على المواطنين ونشر فديوات لأشخاص يرحبون بهم ويستقبلونهم بالأحضان  ويحضرون حفلات الاعدام الجماعي في ساحات الموصل وغيرها من الافلام التي روجها اعلام داعش عن الموصليين وكأنها الطابع العام لأهلها ، ولكن ما تبين اليوم وعند كل تحرير ودخول للقوات العراقية المحررة وبعد نفوق أو هروب أخر جرذ داعشي من القرية أو الحي المحرر وحتى قبل أن يسكن ويهدأ أزيز الرصاص نشاهد صوت الاهازيج والهتافات ترحب بأبطالنا الاشاوس وتتغنى بأنتصاراتهم على الدواعش لابل ساعد الكم الهائل من المعلومات التي أدلى بها المواطنين عن أمكنة تواجد الدواعش وأسلحتهم وعددهم وعدتهم وأنفاقهم ساعدت كثيراً في تحقيق الانتصارات على العدو لأنه كان جسم غريب عن الوطن سرعان ما لفظه ونبذه وداسه حتى أن حرف ( م )

الذي يرمز الى المقاومة الموصلية للأحتلال الداعشي كان يزين شوارع الموصل قبل بدء معركة التحرير في صورة جسدت بشكل واضح هذا الرفض ، رغم أن الدواعش عزفوا على الوتر الطائفي والسياسي بشكل صاخب وأستطاع جذب بعض الجهلة والحاقدين ومن باع شرفه ووطنه من أجل مكاسب مادية تافهة أو طمعاً في المناصب في مرحلة قادمة ظناً منهم أن الازمة ستطول إنسجاماً مع شعار الدولة الداعشية المتأكل ( الدولة الاسلامية باقية وتتمدد ) ولكن الحقيقة الصادمة للدواعش ومن ورائهم الدول المنشأة والداعمة واذا بلقيطتهم تذوي وتتقلص وتنحسر في العراق بشكل متسارع لايفهمه الغريب عن البيئة العراقية الرافضة للتطرف والتشدد ، أن الترحيب الكبير وبهذا العنفوان من المواطن الموصلي بالقوة العسكرية النظامية الزاحفة اليه هو دليل واضح ان اهالي الموصل يريدون أن تكون السلطة الحاكمة هي سلطة الدولة العراقية وأن الشعور بالأمان الذي فقدوه لمدة سنتين عاد إليهم مع دخول أسود الجيش والحشد والاتحادية فمع وجود داعش وقوانينه التعسفية الرجعية وقانون القوة بدل قوة القانون وأعطاء أفراد أجانب صلاحيات تشريع الحكم بأسم حكم الشريعة لايمكن أن تكون أرض صالحة للحياة وللنمو والتمدد ولهذا فمصيرها المحتوم هو الأفول وهي تباشير النصر .