23 ديسمبر، 2024 11:08 ص

الموصل — الفاكهة المحرمة

الموصل — الفاكهة المحرمة

هذا ليس عنوان لمسرحية ( برخت ) الشهيرة ( الفاكهة المحرمة ) — لكنّه عنوان المأساة العراقية — بل واحدة من الماسي العراقية — أنها ( كوميديا سوداء بفصول لا تنتهي ) — ماذا يعني تحرير الموصل –؟ بالنسبة لي لا يعني غير شيء واحد : هو بداية فصل جديد من المأسي العراقية لا غير –بل قد يكون هذا الفصل هو الفصل الأكثر دموية و كارثية من بقية الفصول –!!ماذا كانت تمثل الموصل غير حاضنة للخارجين عن القانون و العملاء و الخونة و الطائفيين -قبل داعش – و طبعا سوف لن تتحوّل الى قاعدة للوطنيين او الشرفاء او الذين يؤمنون بالعيش في وطن واحد بعد داعش — و الدليل 13 سنة منذ سقوط الصنم و الموصل و بقية المدن ذات الغالبية ( السنية ) هي مدن مارقة خارجة عن القانون و حاضنة لكل أعداء العراق و العراقيين سواءا ( من بعثيين او القاعدة او فدائيي صدام او جيش الطريقة النقشبندية و أخيرا و ليس أخرا طبعا داعش ) و ما يسمون بساستها ما هم في الحقيقة الآ عملاء يعرضون خدماتهم على ( قارعة الخيانة ) سواءا لأمريكا او لتركيا او للسعودية او لقطر — ألخ و هم بهذا يشتركون مع غالبية المناطقة ذات الغالبية السنية –بأستثناء سنة الجنوب لأنهم عراقيون — أما سنة الشمال و الغرب فهم ليسوا عراقيين — أنما فرضتهم بريطانيا على العراق حسب أتفاقية ( لوزان عام 1923) 
والتي رفض الشيعة تطبيقها حتى عام 1932 عندما ربطت بريطانيا أستقلال العراق مقابل الأعتراف بضمن ( سنة الشمال و الغرب الى العراق ) –كانت حدود العراق التأريخي 30 كيلومتر شمال سامراء الى الكويت — و بعد أن قبل الشيعة مضطرين للتنازل عن محافظات شيعية مثل ( الحويزة و المحمرة و عبادان لأيران و الكويت لأل صباح) تم ضمّ المناطق السنية ( الموصل كردستان قرى تكريت قرى الأنبار ) رسميا عام 1932 لأحداث توازن ديمغرافي بين السنية و الشيعة و الذين قلة نسبتهم من 95% عام 1931 الى قرابة 65 % عام 1932 — و منذ ذلك العهد الى الآن و العراق يعيش ( أشكالية الهوية و الأنتماء ) –حسب سايكس بيكو المناطق السنية كانت تسمى (المنطقة العربية) تحت سلطة ( امارة شرقيّ الأردن ) — أما المناطق الشيعية فتسمى بالعراق –منذ دخول السنة سواءا ( عربا ام أكرادا ) الى العراق و الماسي لم تنقطع — بدأت بمؤامرة نوري سعيد و فيصل عام 1921 لسرقة عرش العراق من الملك الشرعي ( أبو طبيخ ) بمساعدة ( المفوض السامي البريطاني السير بيرس كوس ) و الذي عاقبه تشرشل وزير المستعمرات البريطانية أنذاك و نقله الى الحجاز و هؤلاء الثلاثة ( نوري سعيد و فيصل و كوكس ) خالفوا شرط تشرشل لأجراء أستفتاء حول شرعية فيصل و الذي تمّ رفضه بنسبة 74% لأنه سني و الدولة شيعية –منذ ذلك العهد أي قبل قرن تقريبا و العراق في دوامة العنف و الكوارث واللا استقرار السنية سيطروا على جميع مفاصل الحياة منذ عام 1921 ( رئيس أركان الجيش طه الهاشمي سني – رئيس الوزراء حسن النقيب و نوري سعيد سنة و الملك سني ) و هكذا تحولت الدولة ذات الغالبية الشيعية ( 95% ) بليلة وضحاها بين أنياب السنة ثم جاءت كارثة عام 1932 ليتم ضمّ المناطق السنية و أستقطاع المناطق الشيعية لأكمال المؤامرة — و هكذا أصبح أهل البلد و من قاموا بالثورة ( ثورة العشرين ) لاجئين لدى أقلية لا يتعدون و الى الآن 13% سنة عرب و 15 % سنة أكراد –حتى تخيّل هؤلاء أن العراق أصبح عراقهم هم و نحن لاجئين عندهم و أصبحنا نعامل مواطنين من الدرجة العاشرة — بعد عام 2003 و أنتهاء حكم السنة رسميا للعراق و الى الآن لم يستقر العراق و لن يستقر –لماذا ؟ لأننا أصبحنا نعيش مشكلة حقيقة هي مشكلة الهوية — السنة لا يريدون أن يقبلوا بحقيقة ما بعد 2003 الحكم لصناديق الأقتراع و للغالبية لذلك ما فتؤا يتأمرون على عراق ما بعد2003 و غير مستعدين لقبول أي حقيقة أو أي نقاش او أي معادلة غير( أعادة الحكم ) و الآ فهم مستعدون للتأمر مع الشيطان لتخريب العراق — و هذا ما حصل تماما فقد تأمروا مع 
( البعثيين او القاعدة او فدائيي صدام او جيش الطريقة النقشبندية و أخيرا و ليس أخرا طبعا داعش ) — و كلما تحررت مدنهم من عصابات أرهابية يسارعون بالتأمر مع أخرى معتمدين على دول أذرعها مفتوحة دائما و أبدا لتخريب العراق ( تركيا أمريكا السعودية قطر ) و عندما يأتي أبن الجنوب و الوسط لتحرير مدنهم من الأرهاب و يضحون بأنفسهم سرعان ما تتحوّل هذه المدن الى ( أرض حرام ) غير خاضعة لسلطة الدولة و محرمة على الشيعة و لا يصلها أحد و يعود برأسه — و لن تكون الموصل أستثاء مطلقا بل ستكون رأس الفتنة الكبرى عندما تتحرر ستتحول الى ( أرض حرام — أي فاكهة محرمة ) — فعن أي أحتفالات و عن أي شعور وطني يحتفل الشيعة بتحرير الموصل ؟ ماذا فعلتم بصلاح الدين و الأنبار و الحويجةو المقدادية ؟ ألم تتحرر ؟ ثم من بعد ألم تتحوّل الى أرض حرام ؟ الى حواضن للأرهاب و مصانع للعبوات و الأحزمة الناسفة و المفخخات ؟ أموال الشيعة- – و بالأحرى ما تبقى منها بعد السرقات – ذهبت الى نجدتهم و أيوائهم و طعامهم و شرابهم و ما أن أكلوا و شربوا و شبعوا حتى نهضت الخلايا النائمة في كركوك و بغداد و صلاح الدين و بدأت المفخخات و القتل على الهوية ينتشر بشوارع المدن ( و كأنك يا بو زيد ما غزيت ) — الى متى تستمر المأساة ؟ و الى متى يستمر نهر الدم الشيعي ؟ و الى متى تستمر حنفية المال الشيعي ؟ أعترف أن الساسة الشيعة الآن هم أرذل من مشى على أرض العراق و أفشل من تشدق بالسياسة !!و أقذر من مثّل العراق ؟ أعترف أن الساسة الشيعة هم عبارة عن أحجار شطرنج تحركهم أيران و ليس لديهم أي حس او شعور بالوطنية — ما هم الآ قطيع من اللصوص جاءت بهم أمريكا من الطرقات !!لم يقدموا أيّ شيء لا لأبناء جلدتهم و لا لوطنهم بل أصبحوا عبء حقيقي على العراق و وصمة عار على الشيعة و صفحة سوداء في تأريخنا !! لا تنتظروا خيرا من عودة الموصل – لأنها لن تعود مدينة وطنية و لا أي منطقة من المناطق السنية ستكون مدينة وطنية — بقي شيء أخير : أقولها للتأريخ لا خلاص للعراق و لا للعراقيين الآ بثورة شعبية يقودها الأحرار أو أنقلاب عسكري يقوده الضباط الشرفاء شريطة أن تكون في الحالتين دولة مدنية بعيدة عن الدين و الخرافة —