10 أبريل، 2024 11:13 م
Search
Close this search box.

الموصل الحدباء! كيف سقطت ومن المسؤول ! الحقيقة ؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

هذه هي الموصل :
ثاني مدن العراق بعد بغداد بعدد النفوس حيث يبلغ نفوسها 4750000  اي مايقارب ال 15% من نفوس العراق وتتميز بالتنوع السكاني فهناك العرب  (اغلبهم من السنة ) ويشكلون 95% ويسكنون مدينة الموصل وقضائي البعاج والحضر ويشكل المسيحيون نسبه بسيطة وينتشرون في سهل نينوى شرقي نهر دجله وخاصة قضائي الحمدانية حيث يسكنه السريان وفي قضاء تلكيف يسكنه الكلدان وتوجد اقلية من الشبك واقلية  يزيديه يسكنون سنجار والشيخان  ويوجد التركمان من (الشيعة والسنة ) في تلعفر وقلة من الاكراد في عقرة . تنوع سكاني كان نعمة عليهم ونقمة احيانا اخرى .. تعايشوا دائما بمحبة وهدوء واحيانا بتوتر مثل ماحصل في عام 1959 وغيرها من الحوادث  .. ومساحة الموصل 14411 كيلومتر مربع … مدينة تاريخية يرجع تاريخها الى الالف الخامس قبل الميلاد .. تاريخ مدينة عريقة لا يمكن تجاهلها عندما يذكر الانسان والحضارة الانسانية … يعمل اغلب سكانها بالزراعة والتجارة .. وما بعد الاربعينات  من القرن الماضي  توجه ابناءها  الى الجيش العراقي حتى اصبحت نسبتهم بين  الضباط كبيرة واصبح متعارف عليه ان  خيرة الضباط المنضبطين كانوا من الموصل  ..وهناك ملاحظة اود الاشارة اليها ان توجهات  العرب في الموصل  هو توجه قومي وتوجه اسلامي . ورغم انتماء الكثير منهم الى حزب البعث الا انه يمكن القول ان ذلك كان يشكل نسبة متواضعة .. واتجه اهل تلعفر الى العمل في  الامن والمخابرات  وهنا نحن نتكلم عن  حقبة حكم حزب البعث ..كما يجدر بالذكر ان الموصل مدينة ولود بالكفاءات بكل المجالات  ..ومدينة يتميز ابناءها بالجدية والاخلاص في عملهم …

ماالذي حصل بعد 2003:

 وجاء عام الفيل ( 2003 )  ، عام الاحتلال ، عام السقوط ، عام التحرير ، ( اختر ايما تشاء من الاسماء وحسب وجهة نظرك ولكنه بالنسبة لي كان عام تدمير العراق )  وبعد ان اقدم سيء الصيت ( بول) بريمير وبدفع من العراقيين وخاصة بدفع وضغط من الاكراد على  حل الجيش العراقي وجد المئات او لنقل بضعة الاف من الضباط الموصليين  انفسهم بدون رواتب وبدون مصدر للرزق ووجدوا انفسهم وعوائلهم حائرون ماذا يفعلون لتلبية متطلبات الحياة ؟؟ امر مؤسف !! وانا هنا اتكلم عن 3 برتبة فريق و20 برتبة لواء واكثر من 200 برتبة عميد وهكذا الرتب الاخرى ( تشكيلة كاملة من جيش دوله صغيرة ) .. يقول الامام علي رضوان الله عليه لوكان الفقر رجلا لقتلته .. ومن وجهة نظري ان اغلب هؤلاء الضباط لم تتلطخ ايديهم بدماء العراقيين .. انما كانوا ضباط يؤدوا عملهم بانضباط عال ( ولكن  ينتقم  الله من الاكراد الذين حلوا الجيش العراقي وادخلوا العراق بدوامة من الدماء لن تنتهي ) . المهم بدأت حركة قويه في الموصل  ضد الاحتلال الامريكي في البداية كانت بدفع من حزب البعث وبدفع من بعض القوى الاقليمية وكان من السهولة الاستعانة بهؤلاء الضباط مقابل توفير مورد مالي لهم .. مثلا انت ياعميد فلان  كل قنبره هاون تضربها لك منا مائة دولار او مائتان.. بالنسبة لهذا الضابط هي من السهولة للقيام بهذا العمل مثل شرب الماء وهكذا بدأت حلقة دخول هؤلاء الضباط الى العمل العسكري طبعا ليس كلهم كان الدافع الحاجة الى  المادة بل بعضهم كانوا بدافع وطني والشعور العالي بالمسؤولية لمحاربة المحتل … وبعد دخول تنظيم القاعدة على خط العمليات العسكرية سواء ضد المحتل او ضد الجيش العراقي الجديد وتوسع العمليات .. كان لابد من وجود تعاون بين ضباط الجيش العراقي السابق وتنظيم القاعدة … وهكذا بدأت صفحة جديدة .

كيف سقطت الموصل  ، الاسباب ، ومن :

للاعوام من 2005 ولاحقا كان تنظيم القاعدة قد بسط نفوذه على الموصل بشكل تام وكان يستوفي الاتاوات من التجار ومن رجال الاعمال ووصل الامر انه يفرض  حتى على بائع الخضرة الضرائب والاتاوة .. واستطاع ان يجند العديد من اهل الموصل وخاصة الفقراء منهم والذين يسكنون في ضواحي مدينة الموصل واستطاع تجنيد الشقاوات وبعض العاطلين عن العمل ( وهنا ارجو الانتباه الى الجانب الاقتصادي ) وبعض رجال الدين للانضمام الى صفوفها .. اما الدولة العراقية فقد ارسلت قوات من الجيش والشرطة من الشيعة  .. اساء بعضهم  التعامل مع اهل الموصل وازدادت فجوة الكره بين اهل الموصل وبين الجيش العراقي الجديد والقوات الامنية الاخرى حتى بات الناس يتمنون خروج هذه القوات من مدينتهم حتى وان جاء الشيطان  ( وهو ماجاءهم  بعد ذلك وباتوا يلعنون الشيطان ولكن بصوت صامت ! ولكن بعد فوات الاوان )..  وفي الجانب الاخر كان المالكي ( هذا 1) قد تعب من عدم السيطرة على الموصل ووصل الامر به عندما قالوا له ان الموصل ستسقط  قال ( يطبهم مرض خلي يولون ونخلص منهم ) وهكذا غض النظر وتغاضى ولم يقدر  خطورة عمله  …ومن الجانب الاّخر اتفق حزب البعث والضباط من الجيش العراقي السابق (هذا 2)  مع المسلحين الاجانب ( داعش فيما بعد هذا 3 ) على التعاون في اسقاط الموصل وفي خطوة اولى يتبعها  اسقاط كل العراق بيدهم  ابتداءا من صلاح الدين وصولا الى بغداد (  وكاد ان يحدث ذلك ) لقد كان دور ضباط الجيش العراقي السابق رئيسيا ومهما باسقاط الموصل وكانت المهمة سهلة جدا امامهم  خاصة عدم وجود من يدافع عن الموصل سوى اوهام من الجيش والشرطة العراقية .. وكان الخطأ القاتل من قبل حزب البعث وضباط الجيش عندما سلموا امرهم بيد داعش  وكان كل منهم ينتظر الفرصة السانحة للتخلص من الاّخر فكانت داعش السباقة في ذلك وقضت على اّمال حزب البعث ( ووصل الامر الى قيام داعش باعتقال العديد من ضباط الجيش الذين اسقطوا الموصل) .. وعض البعثيون اصابعهم ولكن لات ساعة ندم … عندما دخلت داعش الى الموصل قادمة من الاراضي السورية يقال من شهود عيان انهم دخلوا ب 700 سيارة سوداء رباعية الدفع بمعنى اّخر ان الرتل على الاقل كان طوله 20 كيلومتر وارجوكم ان تتصوروا مسلحين بهذا الحجم والاليات ولا تستطيع رصدهم الولايات المتحدة الامريكية  (هذا 4)هل هناك من يصدق ذلك ؟؟ كلا  لااحد يصدق ..   الاكراد ( 5) كانوا على علم بدخول المسلحين الى الموصل وتم التنسيق بين عزت الدوري ومسعود برزاني على ان تكون منطقتين من حصة الاكراد كركوك وسهل نينوى مقابل غض النظر عن دخول المسلحين الى الموصل وهذا ما تم .. تركيا (6) وموقفها معروف من دعم  داعش واقامة الدولة الاسلامية لتحقيق حلم الامبراطورية العثمانية بضم منطقة الموصل ومناطق في سوريا الى اراضيها …  وكان اّل النجيفي ( 7) الغبيان اثيل واسامة  احد المفاتيح التي سهلت احتلال الموصل لتحقيق حلم اسامة بان يكون سلطانا  عثمانيا على اقليم الموصل وذهبت احلامه واحلام اثيل ادراج الرياح …… لاحظوا انا وضعت ارقام  على من ساهم بسقوط الموصل وهم – المالكي – حزب البعث والضباط- داعش – الولايات المتحدة –  الاكراد – تركيا –  ال النجبفي …   حاولت باختصار بدون ذكر تفاصيل اخرى  ربما معروف قسم كبير منها اعطاء صورة عما تم  …  اما ان قنبر او غيدان او الغراوي  مسؤولون عن الهزيمة فهذا صحيح ولكن هؤلاء ليسوا اكثر من لاعبين صغار باللعبة الكبيرة .. والاّن نسمع بلجان تحقيقية لمعرفة كيف سقطت الموصل !! هل هناك من يصدق ان هذه اللجنة ستتوصل الى تسمية المسؤول عن ذلك ؟ طبعا كلا فحال ما يوجه الاتهام الى المالكي سيعترض  الشيعة داخل اللجنة وحالما يوجه الاتهام الى النجبفي سيعترض السنة وحالما ينطق احد باسم الاكراد والبيشمركة سيعترض الاكراد .. وستنتهي اللحنة بتوجيه الاتهام الى ( كبش الفداء ) من الضباط او احد افراد الجيش بمسؤوليته عن سقوط الموصل … ان سقوط الموصل بيد داعش شبيه باحتلال بغداد في عام 2003 من حيث تاثير ذلك على المنطقة كلها .. وعلى وحدة العراق والشكوك بامكانية بقاءه موحدا ( والخزي والعار سيلاحق الى الابد المالكي و النجيفي ومسعود  وعزت الدوري )  . وبقت لي كلمه اخيرة ان ما سيحصل في اواخر اّذار القادم عندما يبدأ الهجوم البري بحجة طرد داعش من الموصل والهدف الحقيقي هو اسقاط النظام في سوريا ورسم خارطة جديدة  جغرافيا وخارطة جديدة تتقاسم فيها بعض القوى النفوذ ستسيل دماء غزيرة على ارض العراق  ونبقى في هذه الدوامة يدفع ثمنها الناس الابرياء الفقراء !! اما الساسة الذين  يعرضوا للبيع  على مزادت العالم حبال شنقت رؤوساء دولهم متفاحرين بذلك فانهم  نسوا وتناسوا  ولم يفكروا ولا مرة واحدة ان هذا العراق الذي قتل اهله الملك فيصل البريء وسحلوا عبد الاله ومثلوا في جثته  وقتلوا عبد الكريم قاسم وشنقوا صدام  سياتي اليوم الذي يمزقهم باسنانه عما اقترفوه من اعمال وفسق وسرقات فاقت من سبقوهم  ولكن الفرق ان هؤلاء الجدد لديهم جنسيات اخرى ستحميهم من انياب الشعب العراقي ولكنها لاتحميهم من الله  ( ان بطش ربك  لشديد صدق الله العظيم )  …

[email protected]

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب