7 أبريل، 2024 2:29 ص
Search
Close this search box.

الموصل أيقونة النصر الكبير في خطاب المرجع اليعقوبي

Facebook
Twitter
LinkedIn

قبل انطلاق عملية تحرير مدينة الموصل من براثن الاحتلال الداعشي ، والذي استهلتها قواتنا المسلحة بعملية تحرير القيارة والشرقاط ، بدأت الاصوات النشاز في الداخل والخارج عملية التشويش واثارة الفتنة في محاولة مقصودة ومكشوفة للتأثير في سبيل تأخير انطلاق تلك العملية التي يترقبها العراقيون عموماً واهالي نينوى خصوصاً بعد عامين ونيف من المعاناة والاضطهاد والعذاب والارهاب الذي عاشوا أهاته نتيجة استبداد الطغمة التكفيرية من الدواعش والفصائل المنضوية معها .
الموصل وبما تمثله من عمق حضاري أصيل في حاضر وتاريخ العراق كانت حاضرة في خطاب المرجع اليعقوبي الذي أصدره في (4/10/2016) وجاء تحت عنوان (الجميع بانتظار بشرى تحرير الموصل) ، وجاء خطاب المرجع اليعقوبي ليؤكد دعم ومساندة المرجعية الدينية الرشيدة للجهود المبذولة من قبل جميع المخلصين لتحرير الموصل وتخليصها من جحيم الدواعش التكفيريين وتطهير ارضها من دنس احتلالهم الغاشم .
اما عن ما سوف يمثله تحرير الموصل من بشرى للعراقيين ، فيذكر سماحته أن هذا النصر والانجاز المرتقب سوف يكلل مسيرة جهود ابطال قواتنا المسلحة والحشد الشعبي ، والتي تكللت بالانتصارات السابقة الباهرة ، وبالتالي فإن تحرير الموصل سوف يكون مسك الختام لتلك الانتصارات ، وايقونة النصر النهائية لتلك البطولات والملاحم التي سطرتها فصائل التحرير من قواتنا المسلحة والحشد الشعبي والعشائري ، وما تميزت به طوال عملياتها البطلة من صور الشجاعة والإقدام والاخلاص والثبات والحكمة وضبط النفس والمهنية والوطنية والشعور بالمسؤولية ونظافة الوسيلة وسمو الغاية والتي يوصي سماحة المرجع اليعقوبي قواتنا المسلحة البطلة ان تكلل بها انتصاراتها في الموصل ، اما تكليف عامة الشعب ازاء هذه المواجهة المصيرية لقواتنا المسلحة فأن المرجعية الرشيدة تحث العراقيين بمختلف مكوناتهم للوقوف مع المقاتلين الابطال ومساندتهم والدعاء لهم بالنصر والتمكين على التكفيريين العملاء .
وما تنبأ به المرجع اليعقوبي بعد ذلك هو الذي سوف يكون محور الكلام في هذا المقال ، فسماحته عبر عن قلق المرجعية من المخططات التي يحوكها تجار السياسة وامراء الحروب في الداخل والخارج والتي تستهدف ايقاع الفتنة بين المكونات الاجتماعية المتأخية في الموصل واثارة البلابل والدعايات في سبيل بث الرعب وتهويل الاوضاع ما بعد التحرير من خلال التحذير من تغيير ديموغرافي وغيرها من الاكاذيب الرخيصة المفتعلة .
حرب التصريحات الاستباقية الاستفزازية التي تسابق اليها (الطائفيون) من خارج الحدود جاءت هذه المرة بشكل اكثر قباحة وصلافة من تلك التي شهدتها معارك التحرير السابقة كالفلوجة وغيرها ، ولذلك كانت لغة الخطاب الرسمية لتركيا والسعودية معبرة عن حجم القلق والخوف الذي يجتاح حكامها ليس توجساً وقلقاً على أهالي الموصل كما هو ظاهر تلك التصريحات بل فزعاً من نهاية سوداوية لعصابات التكفير الداعشية التي ما كان لها ان تجتاح بلادنا والبلدان المجاورة لولا الرعاية والدعم والاسناد اللوجستي من قبل الحكومتين التركية والسعودية ، ولأن نهاية داعش في الموصل سوف تكون ضربة قاصمة لمخططات المسؤولين في تلك البلدان فأن ردود افعالهم التي عبرت عنها تصريحاتهم الانفعالية المثيرة للاشمئزاز تمثل محاولة لتأجيل وتعطيل عملية تحرير ام الربيعين .
المرجعية الرشيدة وفي اطار وأد محاولات الفتنة بين مكونات الشعب العراقي عموماً والموصلي خصوصاً دعت جميع المخلصين لفضح المحاولات الخبيثة لتجار السياسة وامراء الحروب التي تحاول شق وحدة الصف في هذا الظرف المهم من تاريخ العراق ، وبينت أيضاً ان السبيل الى افشال تلك المحاولات الخبيثة يكون من خلال اشاعة روح التأخي والتواصل والتكاتف من اجل قطع الطريق امام من يحاول تشتيت الجهود وأرباك الاوضاع للتأثير على انطلاق عمليات تحرير الموصل ، وفي هذا السياق كانت دعوة المرجع اليعقوبي لقيادات الحشد الشعبي بتفويت الفرصة على الاعداء واحباط مشاريعهم اللئيمة من خلال الالتزام بتوجيهات القائد العام للقوات المسلحة والتنسيق الكامل مع قواتنا المسلحة والذي سيسقط رهانات تجار السياسة وامراء الحروب وتصريحاتهم الطائفية المثيرة للفتنة بخصوص عملية تحرير الموصل واتهاماتهم الباطلة للحشد الشعبي بالسعي لتحويل عمليات التحرير الى عمليات انتقامية وهو ما تشيعه قنواتهم الدبلوماسية والاعلامية مرارا وتكرارا .
كذلك أوصت المرجعية الرشيدة جميع المخلصين والمضحين بتقديم مصلحة العراق وشعبه على كل المصالح الاخرى في هذه المرحلة الاستثنائية والمفصل التاريخي المهم في حياة العراقيين ، كما أكد سماحة المرجع اليعقوبي على أن الموصل مدينة عراقية غير قابلة للتجزئة او التقسيم كما يخطط ويسعى لذلك اعداء العراق والعملاء الذين يحاولون تحويل الموصل الى اقطاعيات ومناطق حكم ذاتي وغيرها من المخططات الخبيثة ، كما نبهت المرجعية الى ان اهل الموصل بكافة مكوناتهم القومية والدينية والطائفية عاشوا دائما في وئام ومحبة وسلام قبل ان يمزق شملهم ويفرق بينهم عملاء واذناب الخارج .
المرجع اليعقوبي اشاد في خطابه أيضاً بنجاح عمليات تحرير القيارة والشرقاط على كل المستويات ومنها تقليل الخسائر والجهود بالإضافة الى الادارة الحكيمة لمجرياتها والتنسيق الكامل بين قيادة عملياتها مما اوقف التصريحات المثيرة للقلق وردود الفعل الاستفزازية وصولاً الى الترحيب الكبير لأهالي المدينتين بالقوات النظامية وتعاونهم معها وعدم مغادرتهم او نزوحهم عن مدنهم اثناء عمليات التحرير التي جرت بانسيابية عالية وتنظيم دقيق في مؤشر على الجهوزية والاستعداد العالي لقواتنا المسلحة البطلة .
المرجعية الرشيدة وفي ختام خطابها الوطني المعنوي المهم لفتت انظار قيادة عمليات تحرير الموصل الى ان الجميع ينتظر تحرير الموصل وعودتها الى اهلها والى أحضان العراق وهو الانتصار الكبير الذي سوف يزفه ابطال قواتنا المسلحة الى ابناء العراق والى العالم اجمع والذي يترقب نهاية الوجود التكفيري الداعشي في البلاد وتطهير كافة أراضي العراق من دنس تلك العصابات التكفيرية المأجورة .
 

[email protected]

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب