18 ديسمبر، 2024 9:19 م

الموسيقى في دولة الانسان …تساؤلات

الموسيقى في دولة الانسان …تساؤلات

المتتبع لشأن الموسيقى عند العرب , يجد انها محط اهتمام واضح , وذلك لأرتباطها بطريقة او اخرى بالمنجز الثقافي انذاك في الجزيرة العربية, والمنجز الثقافي والحضاري قبيل انبلاج ضوء الاسلام كان متمثلا بالشعر العربي وهذا يرتبط بالبحور والايقاعات الموسيقية المرتبطة به , فضلا عن كون اللغة العربية بحد ذاتها هي لغة موسيقية في حيويتها وايضا ترتبط (اي اللغة ) بالمحيط عبر منظومة الاستماع الذي تجيده البيئة الشاعرة (مجتمع الجزيرة العربية) , ولها دور كبير ايضا لأرتباطها بالقران الكريم عبر اسلوب عرضه الصوتي ترتيلا وتجويدا وعن طريق حزمة من الانغام المؤثرة والفاعلة , وكما يقول الامام الصادق (ع) : (هزوا به القلوب وحركو به المشاعر) , فالموسيقى بشكل او اخر لها حضور ظاهر او باطن في دولة الاسلام وبين الاباحة والتحريم وحسب ما تتركه من اثر لدى المستمع , والمأثور المقدس لمن يريد ان يفصل حافل بهذه التقسيمات , بعد هذا نطلق مجموعة من الاسئلة حول الموسيقى في دولة الانسان المفترضة , ما الموسيقى ؟ فاذا كان كانط يعتبر الموسيقى “لغة الانفعالات” و هيجل يعدها مجال تتجلى فيه داخلية النفس ويقول عنها فيثاغورس”ليس العالم إلا موسيقى منجزة وافلاطون يعدها الموسيقى أكثرالفنون ميتافيزيقي , فما الموسيقى ؟      وهل فعلا ان «فلسفة الموسيقى» وبحسب هيغل: فكر لفن متخلص من ثقل المادة ؟ وهل ان الموسيقى تمرين ميتافيزيقي لا شعوري، حيث لا يعرف العقل أنه يمارس الفلسفة , كما يقول شوبنهور ؟ هل هي علم اوفلسفة اونغمة ام تشتمل على هذا كله ؟ من اين تبدا الموسيقى ؟ هل تبدأ من حيث تنتهي قدرة الألفاظ على حمل المعاني والأفكار ؟ وهل نستطيع القول ان التراث الموسيقي كاشف عن نسق من النظام الفكري ؟ اذن لا نبالغ ان قلنا ان فلسفة الموسيقى هي نتاج المرحلة المتقدمة من خطاب العقل الاولي الذي انتجته حضاراتنا القديمة، والذي حوّل الصوت من حالته الطبيعية الى نوع خاص من الصوت اي(النغمة) كما يقول احد المختصين ؟ وهل نبالغ ان قلنا ان الموسيقى نتاج حضاري بعد جهد بذله بني البشر لحفنة سنين في محاكاته للأصوات التي يستمع اليها من حوله ؟      وما الذي تستفزه الموسيقى في الانسان هل تستفزه للتحررمن رتابة الحركة وتقليديتها وحصرية المكان الزمان ؟ وهل ان الفلسفة هي الحاضن الرئيس للموسيقى , بقرينة ان الكثير من الفلاسفة اليونان والعرب اشتغلوا بالموسيقى امثال (افلاطون وارسطو وفيثاغورس والفارابي والكندي ) ؟ وهل أسهمت في تطورها ؟ وكيف نستطيع أن نتخيل الحياة البشرية دون موسيقى , مستحضرين ما قاله نيتشه من ان الحياة بلا موسيقى غلطة ؟      وهل ان فلسفة الموسيقى الشرقية تختلف عنها في الموسيقى الغربية , ام انها واحدة لانها تترجم الاحساس والمشاعر ؟ وهل ثمة  عمق نفسي وأخلاقي واجتماعي تتركه الموسيقى ؟ تنوع الموسيقى هل يرجع إلى تعدد أشكالها البنائية، ام يرجع إلى تنوع أغراضها ؟ البعض يقول ان في داخل الإنسان فطرة سوية تتولى تحويل الحقائق إلى تعبير فني، يأخذ صورًا شتى، من بينها الموسيقى , دقة هذا الكلام ؟ وهل يفهم منه من الموسيقى لها دور في بناء شخصية الانسان السوي ؟