19 ديسمبر، 2024 12:36 ص

الموساد الاسرائيلي من عش الدبابير الى ريح المقبرة

الموساد الاسرائيلي من عش الدبابير الى ريح المقبرة

ماجرى من استفتاء انفصال في كردستان العراق كان بكل المقاييس تعبيرا عن نوايا اسرائيلية فجرت موجة مخاوف وقلق عارم في المنطقة ودفعت دول كتركيا وايران والعراق وحتى سوريا الى توحيد مواقفهم في مواجهة هذا الخطر الصهيوني الداهم الذي يحاول الانبعاث عبر عنوان دولة كردستان لدرجة ان الرئيس التركي رجب طيب اردوغان اعلن اَنّ اجهزةَ الاستخباراتِ الاسرائيلية “الموساد” لعبت دوراً في تنظيمِ استفتاءِ انفصالِ منطقة كردستان العراق . وانتقد رفع العلم الاسرائيلي وصور نتنياهو في اقليم كردستان العراق واعتبره بمثابة استهانة بمشاعر المسلمين ومتاجرة سياسية من نوع ردئ .كما يرى المراقبون ان تحركات اسرائيل في شمال العراق قد تدفع تركيا الى اعادة النظر في علاقاتها مع سورية حيث هناك مبادرات ايرانية وروسية من اجل ترطيب الاجواء بين سوريا وتركيا وفتح صفحة جديدة من العلاقات الثنائية والاهم مما ذكرنا ان صحيفة موسكو تايمز الروسية الناطقة باللغة الإنگليزية فجرت مؤخرا قنبلة إعلامية إثر نشرها تصريحا للمستشار السابق في وكالة الأمن القومي (إدوارد سنودن) أكد فيه أن جهاز الموساد الإسرائيلي أطلق عملية (ريح المقبرة) في كردستان العراق وقال سنودن لموقع الصحيفة أن جهاز الموساد الإسرائيلي إستشعر مبكرا فشل عملية (عش الدبابير) التي أطلقت بالتعاون مع جهاز الإستخبارات الأمريكي CIA و M16 البريطاني في سوريا والعراق وأضاف سنودن أن ظهور ميليشيا الحشد الشعبي في العراق والتدخل الروسي في سوريا أضر كثيرا بعملية (عش الدبابير) الأمر الذي إضطر جهاز الموساد الإسرائيلي للتحرك سريعا ودون تنسيق حتى مع أجهزة المخابرات الأمريكية والبريطانية لإطلاق الخطة البديلة التي سميت ب (ريح المقبرة) وتابع المستشار السابق أن عملية (ريح المقبرة) تقضي بقيام (دولة كردستان) على أنقاض (الدولة الإسلامية في العراق والشام) (داعش) الفاشلة كي لا تتوقف الحرب في منطقة الشرق الأوسط ويؤكد إن الاكراد سيكونون حطب هذه الحرب بالإضافة إلى إنهاك تركيا وإيران وسوريا بدعم مالي من قبل دولتين خليجيتين لم يسميهما .
والملفت انه وبعد ساعات قليلة من نشر تصريحات سنودن حذفت الصحيفة الروسية الخبر من موقعها الألكتروني لأسباب لم تعلن عنها ويذكر أن وثائق سرية صادرة عن وكالة الأمن القومي الأمريكي سربها الموظف السابق في الوكالة (إدوارد سنودن) أكدت أن جماعة (داعش) الإرهابية هي صنيعة الإستخبارات الأمريكية والبريطانية والإسرائيلية وبحسب موقع (المنار) فإن وثائق سنودن التي أوردها الدبلوماسي الروسي السابق والخبير في شؤون الشرق الأوسط (فيتشسلاف ماتوزوف) تعتبر إيجاد (داعش) جزء من الإستراتيجية الغربية والإسرائيلية المسماة بـ (عش الدبابير) بهدف إستقطاب المتطرفين من كل أنحاء العالم وتوجيههم إلى سوريا والعراق.
الجدير بالذكر أنه سبق وكتبت الكثير من الصحف عن استراتيجية عش الدبابير بأنها أحد خيوط المخابرات الأمريكية CIA بالتعاون مع المخابرات الإنجليزية MI6 والموساد الإسرائيلي في منظومة منطقة الشرق الأوسط لتشكيل تنظيم داعش وإحداث الفوضى في معظم الدول العربية من اجل تقوية وتوسع الكيان الصهيوني في المنطقة .
ويبدو ان عاصفة ريح المقبرة اصطدمت مؤخرا برفض اقليمي وعراقي واسع وادت الى كشف اوراق بارزاني ورهاناته الاسرائيلية كما فضحت زيف شعاراته بخصوص الدفاع عن الكرد حيث كشفت المصادر العراقية عن وصول رفات سبعة اكراد الى مطار بغداد بسبب غرقهم اثناء محاولتهم عبور البحر الاسود بعد فرارهم من كردستان العراق وهذا الخبر يكشف ان اعداد الضحايا كثرون بسبب وضع مطار اربيل تحت سيطرة البارزاني ومنع تسرب مثل هذه الاخبار الى المصادر الخبرية الا ان اغلاق هذا المطار من قبل السلطات الاتحادية جعل هذه الحقائق تصل لاول مرة الى اسماع الراي العام ليتعرف على مدى فداحة الاوضاع وخطورتها في شمال العراق الخاضع لسيطرة البارزاني وجماعته.