16 أبريل، 2024 4:42 م
Search
Close this search box.

الموجز : في التغطية الإعلامية من حول بئر ريّان

Facebook
Twitter
LinkedIn

الشقيقتان قناتي العربية والعربية الحدث اللّتانِ تتسيّدان معظم ادوات الإعلام العربي في تغطية الأحداث , حيث وكما لاحظ المتابعون , فقد تمّ التفرّغ الكامل لقناة العربية في يوم السبت الفائت وحصر البثّ بالمكوث ميدانياً بالقرب من البئر الذي استشهد فيه ريّان , وسطَ حشود الجماهير المغربية , واستمرت بتغطية تفاصيل تحركات ومحاولات الإنقاذ بكلّ جزئياتها , وبدعمٍ موازٍ من ادارة و هيئة تحريرالقناة في استوديوهاتها من دبي , بينما استمرّت ” العربية الحدث ” في متابعة الأحداث العالمية والعربية , دونما إغفالٍ بعرض وبث تطورات عملية الإنقاذ , وكان ذلك محسوباً لهما , وقد تفوّقتا على تغطية قناة الجزيرة التي لم يُلحظ تقصيرٌ ما في ادائها .

ينبغي الإشادة هنا بالسلطات المغربية لما قدّمته من تسهيلاتٍ لمراسلي وموفدي القنوات الفضائية العربية المختلفة , بالرغم من انهماك تلك السلطات وفي حالة استنفارٍ قصوى لمواكبة الحدث دقيقةً بدقيقة .

الى ذلك , لم يسمح عنصر الزمن او الوقت لمتابعة التقارير الصحفية لما ذكرته الشبكات والقنوات الأجنبية في هذا الصدد , وكان هنالك تعليقٌ خاص من احدى الصحف البريطانية , ذكرت فيه < العرب حرّكوا جبلاً لإنقاذ طفلهم > , وكان بارزاً في التعليق ” كلمة العرب وليس المغرب ” , وهذا في العموم أنّ عالم الغرب ينظر للدول او الأقطار العربية كشعبٍ واحدٍ , واكثرُ بكثيرٍ ممّا ينظرون لأنفسهم .!

ثُمَّ , لسببٍ او لآخرٍ فالعديد من الدول العربية لم ترسل مراسليها من القنوات الفضائية الحكومية لتغطية مداخلات ” ريّان ” وإخراجه من البئر , بل أنّ فضائيات القطاع الخاص لتلك الدول لم تبادر لذلك ايضاً , ولعلّ اقرب سببٍ لهذا هو ادراكهم المسبق أنّ صوتهم او اصواتهم الإعلامية لا تحظى بالمتابعة على مستوى الشارع العربي وامتداداته , وعلاقة ذلك بهيمنة القنوات الثلاث التي اشرنا اليها اعلاه , ودونما أن تكون هذه ” الثلاث ” على مستوىً رفيعٍ من الأداء , ويشوبها التقصير وعدم الحيادية في الإعلام والى حدٍ بعيد , وينحصر اداؤهم ” وتقنياتهم المتطورة ” بما يرتبط او يلتصق بمتطلبات المصالح السعودية السياسية الضيقة , حيث تعود ملكية القناتين الى المملكة , ولكن على حساب متطلبات الإعلام العامة عربياً او قومياً , ولا سيّما من الجوانب الموضوعية , ومدى التأثير المقصود – المفتعل على الرأي العام العربي , وخصوصاً عدم النجاح في ذلك , وذات الأمر ينطبق بتفاصيله وجزئياته على قناة الجزيرة التابعة لإمارة قطر .

وإذ انجررنا بعيداً الى خارج منطقة ” البئر ” , وبما يجّرهُ الإعلام بمغناطيسيته المتحركة بمختلف الإتجاهات , فبقي أن نشير بأنّ إعلام الفضائيات العراقية , والتي تتمثّل بتولّي قيادتها ” قناتي العراقية الرسمية ” , وما يرتبط وما ينتشر بفضائيات القطاع الخاص ” من داخل وخارج القطر ” فإنّ اداءها الإعلامي المتواضع في صدد تغطية الساعات الصعبة الطوال التي سبقت الإعلان عن استشهاد الملاك ريّان , فقد كان الأداء مقبولاً الى حدٍ ما او اقلّ قليلاً , بالمقارنة مع شقيقاتٍ فضائية عربيةٍ اخريات .!

لكنَّ المسخرة الكبرى أنّ ” قناة الشرقية ” التي تُعتبر واحدةٌ من ابرز الفضائيات العراقية , فقد ذكرت في نشرة الأخبار الصباحية ليوم امس الأحد 6 \ 2 وبعد مرور اكثر من 12 ساعة على اعلان وفاة الشهيد ريّان , بأنَّ ” لم يبق سوى دقائقٍ لإخراج الطفل من النفق المحفور حول البئر ” .!! , ويتمثّل الأنكى بعدم الإنتباه او الإلتفات لإدارة ” الشرقية وصاحبها ” , وحتى دونما تصحيحٍ او اعتذارٍ بعد ذلك .!

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب