18 ديسمبر، 2024 7:07 م

الموت للشيعة ؟!!

الموت للشيعة ؟!!

 بهذه الكلمات انطلقت الهتافات لتشيع الشيخ السويدان شيخ عشائر الجنابيين بعد اختطافه في منطقة الدورة جنوبي بغداد ، والتي على اثرها علق النواب السنة حضورهم كالعادة جلسات مجلس الوزراء والبرلمان ، وهنا نثير التساؤل من قتل السويدان هل هم الشيعة ذات الاغلبية في العراق ، وهل من المبرر هذه الهتافات الطائفية ضد الاغلبية ، وما هو دور التحالف الوطني من صالح المطلك الحاضر اثناء إطلاق هذه الهتافات؟!!
إذن الشيعة مع من تتعامل مع ارهابي ليلا وسياسي نهاراً ، ام طائفي نهاراً وقاتل وحاضنة للارهاب ليلاً ؟!!
عندما ننظر الى الحكومة الحالية نرى ان السياسيون السنة حاضرون في اغلب مفاصلها ، فمن البرلمان هم حاضرون في اللجان كافة ومنها اللجان الأمنية ولديهم وزير يسمى وزير الدفاع ، كما لديهم الكثير من القادة الامنيين في الجيش والمؤسسات الامنية الاخرى ، إذن لايتحمل الشيعة وحدهم دماء السويدان والذين معهم إنما المسؤلية تقع على الجميع دون استثناء .
ثم عندما نقول ان الشيعة جميعهم ذات الاغلبية هم من قتلوا الشيخ السويدان ومرافقيه ، فهل فعلاً اكثر من ٢٥ مليون عراقي اشترك بالقتل ؟!!
تخرج مجموعة ولا نعرف هل هي مجموعة ارهابية ام انهم عصابات ام انهم مجموعات تدعي انتماءها الى احزاب وتيارات شيعية ، ولانعلم هل اعترف احد بتبنيه هذه الجريمة ، والتي بالتأكيد نستنكرها جميعاً ، ليس فقط السويدان بل لكل قطرة دم عراقية سالت وما زالت تسال على ارض العراق الجريح .
على الجميع تحمل المسؤولية دون تنصل وانسحاب ، لان الجميع اليوم مشارك ، وعلى العقلاء ان يحكموا العقل لان الفتنة تحرق الأخضر قبل اليابس ، والخاسر الأكبر سيكون المواطن البريء .
كما نتمنى على نائب رئيس الوزراء صالح المطلك ، ولا نعلم هل هو مسؤول عراقي ام انه مسؤول سني ان يجيب عن هذه التساؤلات ، وان يهيء الاجابات لهذا التطاول الخطير على الاغلبية في العراق ، ثم لماذا لم نسمع صوتاً واحداً لجريمة سبايكر والصقلاوية ، ولماذا لم نسمع اي ادانة  لعمليات الإبادة اليومية التي تُمارس في مناطق الاغلبية ، والتي أشار اليها احد ذوي الشيخ السويدان في الانتقام حين قال “سننتقم منهم كما انتقلنا منهم سابقاً في حي العامل ” ، لماذا لم نسمع ادانة من المطلك ، واليوم يريد ان يخرج من البرلمان والحكومة مع سياسيوا الفتنة وحاضنة الارهاب .
يبقى اخيراً على التحالف الوطني ان يمارس دوره المسؤول في كشف الجناة الحقيقين في اغتيال الشيخ سويدان وتقديمهم الى القضاء مهما كانوا واينما كانوا ، ثم عليهم ان يحاسبوا سياسيوا الصدفة كصالح المطلك وامثاله الذين يمارسون معكم لعبة (الختيلان) فمرة معكم وبأموال الشعب العراقي وخيراته ، ومرة يتناغمون مع أصوات اثارة الطائفية والاقتتال ، وحواضن للارهاب الداعشي الذين قتلوا السني قبل الشيعي ، رافعين شعار “الموت للشيعة ” ، والشيعة هم أنفسهم اليوم من يتسابقون على الموت من اجل السني في الانبار وصلاح الدين والموصل ، فياترى لماذا لا نرفع شعار الموت للارهاب بدل الموت للشيعة ؟!!