8 أبريل، 2024 12:20 ص
Search
Close this search box.

الموت للديکتاتور

Facebook
Twitter
LinkedIn

والعام 2017، يلفظ أنفاسه الاخيرة، فإنه يمر بطيئا على نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية بحيث يکاد أن يطبق على أنفاسه، إذ أن التظاهرات الاحتجاجية التي أخذت بعدا تصاعديا غير عاديا خلال عام 2017، قياسا مع الاعوام التي سبقتها، إشتدت کثيرا خلال الايام الاخيرة بحيث إضافة الى توسع أعداد المشارکين فيها و شمولها لمدن عديدة، فإن شعاراتها أخذت منحى سياسيا غير عاديا صعق قادة و مسٶولي نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية ولاسيما عندما هتفوا”الموت للديکتاتور”، وهو مصطلح يعنى به المرشد الاعلى للنظام الايراني.
منذ إنتفاضة عام 2009، التي تم فيها إحراق و تمزيق صور المرشد الاعلى و أطلقت هتافات بالموت و السقوط له، فإنها المرة الثانية التي يطلق فيها متظاهرون غاضبون في محافظتين إيرانيتين بعيدتين جدا عن بعضهما وهما خراسان التي عاصمتها مدينة مشهد المقدسة و الاخرى کرمانشاه التي عاصمتها مدينة کرمانشاه، شعار”الموت للديکتاتور”، بالاضافة الى شعارات إستفزازية أخرى بالنسبة للنظام، وهو مايعني بأن الشعب الايراني قد صار على إطلاع و معرفة و علم من إن أساس الخطأ في النظام يعود الى أصل النظام القائم على دکتاتورية الولي الفقيه.
يومي الخميس و الجمعة المنصرمين، حيث شهدتا محافظتا خراسان و کرمانشاه تظاهرات غاضبة غير مسبوقة بحيث دفعت الاجهزة الامنية الايرانية الى إتخاذ إحتياطات و إجراءات أمنية متشددة في المدن الاخرى وبالاخص في العاصمة طهران، علما بأنه قد سبق وإن تم إتخاذ إجراءات و إحترازات أمنية في خراسان و کرمانشاه، لکنها لم تتمکن من کبح جماح الجماهير الساخطة على الاوضاع وهو ماحفز الشعب الايراني في سائر أرجاء البلاد لينتفض بوجه النظام حتى وصل النار لهشيم طهران حيث تم تمزيق صور خامنئي و رددوا هتاف”الموت لك”، وهذا يعني الکثير ليس بحسابات المحللين و المراقبين السياسيين فقط وانما بحسابات النظام نفسه.
الموت للديکتاتور، شعار يردده الشعب الايراني ويتم ترديده في وقت تسعى فيه ميليشيات و أحزاب تابعة لنظام الجمهورية الاسلامية الايرانية في بلدان المنطقة الى الدعوة لإستنساخ هذا النظام و التمجيد به وکأنه قد حقق المعجزة للشعب الايراني و جعله في رفاهية و رغد، لکن الدعايات الکاذبة المتواصلة من جانب هذه الاذرع و الماکنة الاعلامية التابعة لطهران تجد نفسها اليوم في وضع لاتحسد عليه عندما تجد نفسها أمام عشرة آلاف متظاهر فە مدينة مشهد لوحدها وهم يرددون”الموت للديکتاتور”، وإن إيران تکاد أن تعيش ظروفا و أوضاعا تشابه العام الذي سبق الثورة تماما، وإن الذين يطبلون و يزمرون لنظام يعمل شعبه من أجل الخلاص منه، أشبه بالذين يسبحون ضد التيار أو يغردون خارج السرب!

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب