19 ديسمبر، 2024 4:20 ص

الموت خارج الحدود..!

الموت خارج الحدود..!

حتى الامس القريب كان ياتينا الموت من خارج الحدود، من سوريا الاسد والسعودية تحديدا، ووصل الحد بنا الى التهديد بعرض قضيتنا على مجلس الامن لان سوريا الاسد”الاب” تفتك بنا تقتيلا وعرضت الكثيرمن الفضائيات اعترافات واضحة عن معسكرات  لتدريب حثالة البشر من اجل الايغال بالدم العراقي.
اليوم ننسى كل ذلك ونذهب بانفسنا الى الموت ونشيّع قتلانا كما لوانهم قتلوا دفاعا عن الوطن بحجة الدفاع عن المقدسات ..وبوضوح شديد ترسل بعض التنظيمات الشيعية في العراق عناصرها للقتال في سوريا بحجة الدفاع عن مرقد السيدة زينب والوقوف مع قوات الاسد ،التي كانت الى وقت قريب قوات كافرة ،فالبعث في نظر هذه القوى بعث كافر ، وتعمل على تجريمه في العراق واحياء ذكرى جرائمة البشعة ضد العراقيين في مقابر جماعية ما زالت طريّة في اذهان العراقيين.
والسؤال هو ..
ماذا لو ان هذا المنطق يكون حجة كل الطوائف للدفاع عن مقدساتها ، ومنح هذه الحجة المشروعية الاخلاقية والشرعية والقانونية؟
سيكون طبعا من حق المسيحيين في اوربا ان يرسلوا لنا جحافلهم ليدافعوا عن مقدساتهم التي تنتهك في العراق على ايدي القوى الارهابية فالكنائس عندهم مقدسة كما ان لدينا مقدساتنا .. كما سيكون من حق البوذي الياباني ان يحمل سلاحه وقدراته التكنولوجية المميزة ليدافع عن مقدساته في بلاد المسلمين كما حصل مثلا في افغانستان عندا دمرت  حركة طالبان الارهابية تمثال بوذا .. وهو الحال نفسه مع قوى القاعدة الارهابية التي تدعي حمايتها لمقدساتها ان كان لها مقدسات غير القتل والفتك بالناس .. وسيكون من حق الهنود السيخ ايضا ممارسة الفعل نفسه مع الباكستان ..
ألم تنتهك ومازالت المقدسات العراقية الشيعية والسنية معا ؟ فمن يحميها؟
اما زال الانسان العراقي بكل تلاوينه تنتهك حياته ويتحول في لحظة مجنونة الى جثة هامدة ؟ فمن يحميه؟
امازالت بلادنا عرضة لموجات التفجيرات الارهابية حتى اللحظة ويتساقط جرّاها النساء والاطفال ؟ فمن يحميهم؟
هذا هو منطق الفوضى بعينه .. وهو منطق التبريرات التي تبيح لشبابنا ان يموتوا خارج حدود البلد بدل ان يساهموا في حفظ امن بلدهم وحماية ارواح عوائلهم وعوائلنا..
هذا هو منطق الفوضى وتركيب الافكار الطائفية على الصراع السياسي الجاري في سوريا لندخل اصابعنا في نار لااحد يعرف امتداداتها حتى الآن ..
اليس المنطق غير الطائفي .. والمنطق الوطني يدعوان الى ان نقف مع القوى السليمة في جسد الثورة السورية لمحاربة الارهاب من بين صفوفها وحماية كل المقدسات الشيعية والسنية والمسيحية .. وبذلك نضرب ثلاثة عصافير بحجر واحد ..
العصفور الاول .. مساعدة الشعب السوري على التخلص من نظام عانينا من مدرسته القمعية الاجرامية أكثر من اي شعب آخر بل عانى منه الشيعة اكثرمن غيرهم ..
العصفورالثاني.. حماية بلادنا مستقبلا من خلال العلاقات مع القوى القادمة للسلطة الآن أو بعد حين ، بدل الرهان على حصان خاسر مثل بشار الاسد لايتوانى عن تدنيس مقدساتنا اذا كان ذلك ضروريا لبقائه في الحكم..
والعصفور الثالث .. هوحماية مقدساتنا على ايدي قوى تحترم التعديية ومقدسات الناس وتسعى لبناء سورية غير سوريا الاسد ..
الموت خارج الحدود جريمة ينبغي ان نتأمل في اهدافها الحقيقية !

أحدث المقالات

أحدث المقالات