22 ديسمبر، 2024 2:00 م

1 ـــ قبل ثلاثة اعوام, (عيّرني) كاتب كردي, على اني ابن “الشينات الثلاث ومن اكلة الزوري” لم اجد في حينها ما يعيب, كثير من الأمور كنا نتعمد نسيانها, انتفاضة الجنوب والوسط العراقي, اعادت صقلنا وهذبت ذاكرتنا, وجعلتنا وجه لوجه مع الذات, نبحث فينا عن حقيقة اخرى غير التي نرتديها, في تاريخ قد نجد فيه ما يخصنا, نتوقف في بعض محطاته, لنكتب وصايانا لجيل قادم, ان لا يتّبعون خطانا, او يصدقون ما صدقنا, فألأكاذيب والعقائد كالفطريات تتوارث بعضها, عليهم ان يتهجون مفردات الأنتفاضة, ويحترمون منطق الدم على اجساد الشهداء, ويهتفون بحناجر اجدادهم, ثأر للموت الذي لا يموت.

2 ـــ الحقائق التاريخية يمكن ان تُغيب لا ان تزور, فهناك من يترجم مضمونها, وعي جيل الأنتفاضة سيزيل الذي لا يصلح منها, ويعيد للحياة بهجتها وكرامتها, مثل غيري اخذتني جاذبية الأنتفاضة, ايقظتني رفعتني عن كبوتي, وضعتني على قدمي وجه لوجه امام “شيناتي الثلاث”.

ا ــ شيوعيتي

ب ـــ شيعيتي

ج ـــ شروگيتي

ثم قالت: تذكر لتراك افضل, تذكرت الكاتب الكردي وشيناتي, لكنني الأن امام واقع آخر, لم يكن لي خيار فيه, انه الأنتفاضة التي لا اصدق غيرها.

3 ـــ

ـــ لا اتذكر شيوعيتي: التي حضرت آخر اربعينية لموتها في بداية السبعينيات, ومنذ ذلك التاريخ لم تحاول مغادرة نعشها, رعشاتها ماض يعيق حراك الحاضر, لا الومها على شيء واحترم ماض ما كان لها, استهلكته واستهلكت معه, وضاعت خلف ارصفة الهوامش, جميع الموجات مرت على اضلاعها, ولا زالت على ظهرها تحاول العبور, ليس لدينا ما نتعامل به معها سوى النسيان, فهي الأخرى نست نفسها, ولا تعلم على رفوف من, ومن يدخل التاريخ لن يعود.

ـــ تذكرت شيعيتي: على امتداد الف واربعمائة عام, كانت تقتل اهلنا وبهم تقاتل, خذلتهم خدعتهم سرقتهم باعتهم واذلتهم وتقاسمتهم, مع الطوائف والأعراق الأخرى, فجعلت من واقعهم مستنقعات للجوع للجهل للمرض والأستعباد, قتلت في روحهم حب البقاء, في ورشات العبادة تشعوذهم تسوقهم بلا رشد, للفوز العظيم في فردوس اخر, في كل بيت قتلت الفرح واسرت الأمنيات والأغنيات, وكفنت احلام البسطاء وامالهم بسواد الحزن الكربلائي, وهي (شيعيتي) التي رفعت رأس الحسين على رمح يزيد, ترفع الآن رأس حفيدة الثورة الحسينية في ساحات التحرير, على رمح ولاية الفقيه, انها واحدة من اكبر اكاذيب الأسلام السياسي, منها سآخذ حلم وعلم وعدل الأمام علي, وشجاعة وانسانية ثورة الحق للأمام الحسين, والتراث الوطني والأنساني لأبنائهم واحفادهم والصحابة الأوائل, وارمي ما تبقى, ممن وضعوا نقطة فضائح الفساد والأرهاب والأنحطاط, وعلامات الأستفهام خلف أخر سطر للمذهب, ارميها على قارعة اللعنة, ثم علن برائتي وانسى.

4 ـــ

ـــ شروگيتي: هي انا عندما اكون انا, ابن الأهوار والنخلة عمتي, حفيد حضارات القصب والطين الحري, وعندما اكون واحداً منكم ومنهم لنصبح معاً نحن, هي الله يبكي اطلاله “يريد وطن”, الأنتفاضات التي تنفجر من بعيدنا الذي لا يموت, تمسح غبار الجوع عن صفرتنا لفقر الدم الذي يرافقنا, وهي المرأة العراقية التي كانت, الهة ملكة اميرة وام لنا, عندما تخرج مرة اخرى, من كهوف المذاهب والأعراق, فتبتسم على وجهها الشمس جيل جديد, شروكيتي: سمرتنا عذوبة لهجتنا وثورة حق لا يموت, هي الأرض السمراء والنخلة السمراء والكلمات والأغنيات السمراء, انها السيدة زينب اخت الحسين (سلام الله عليهما) عندما كانت اشهر اعلامية في التاريخ البشري, فأستعار البعض ثورتها فأسقطوا الدولة الأموية, سيدتنا أورثت حفيداتها العراقيات صوتها, ليهتفن به في ساحات التحرير للأنتفاضة السمراء, هكذا هو الجنوب والوسط, ارض عراقية, الشهيد عليها لن يموت.