نؤشّر اولاً بأنّ الموضوع هنا يتعلّق بالشأن العراقي او بالمواقع الألكترونية المحسوبة عراقياً , سواءً من داخل البلاد او من خارجها , وبغضّ النظر عن الجهات التي تمتلك هذه المواقع وربما من يموّل البعض منها لأجندة سياسيةٍ معروفة , ونتحدث هنا بعيداً عن التعميم .
وإذ لاشكّ أنّ هذه المواقع تتفوّق على كلتا الصحف الألكترونية والورقية من ناحية سرعة النشر , وليس لها توقيتاً محدداً للنشر , وبمقدورها اضافة ايّ خبر جديد في ايّ دقيقة كما متعارف عليه , لكنه وبغضّ النظر عن سوء التحرير الصحفي في معظم هذه المواقع وعدم خضوعه للضوابط الإعلامية اللازمة , وبجانب الإختيار الخاطئ لعناوين الأخبار ” للعديد من هذه المواقع ” بسبب ما يعتقدوه بالإثارة وجرّ القارئ للإطلاع على تفاصيل الخبر , وبالتالي يختلف المضمون عن العنوان , لكنه وبتجاوزٍ لكلّ ذلك , فمن المؤسف والمحزن أنّ جهاتٍ سياسية ما ! تستغل طبيعة عمل مثل هذه المواقع الألكترونية او تمتلك بعضاً منها , وبأسوأ استغلالٍ وتسييس , فتنفي صحة بعض الأخبار المتعلقة بالإجراءات والمواقف الفعلية للدولة واجهزتها بهدف التشويه , او تختلق اخباراً لا صحّة لها وتدسّها في او بين صفحة اخبارها , لغرض تضليل القارئ .
واذا ما اخترنا انموذجاً حديثاً لذلك , فمنذ ايامٍ قلائلٍ انتشر خبر سيطرة جهاز مكافحة الإرهاب على المنافذ الحدودية في جنوب العراق , وهو ما غمرَ الجمهور بكلّ معاني الأرتياح والفرح , بالإضافة الى ما يحققه ذلك من فوائد مالية هائلة لميزانية الدولة ” ولا يتسع المجال هنا لتناولها ” , لكنّ بعض القائمين او الجالسين على رؤوس او صدور هذه المواقع الأخبارية نفوا مؤخراً صحّة الخبر نفياً قاطعاً , ومن خلال المتابعة والتمحيص الدقيقين فإنَّ الأطراف السياسية او الحزبية ” التي ظنّت بتمتّعها بالذكاء ” فقد استغلّت عدم دخول قوات مكافحة الإرهاب الى اقليم كردستان , لتعممّ وتنشر عدم سيطرة ودخول قوات هذا الجهاز الى كل المنافذ الحدودية في جنوب العراق . والى ذلك فهنالك تقصيرٌ حكومي ولاسيما من بعض الأجهزة الحكومية ذات العلاقة < شبكة الإعلام العراقي ليست بالحسبان , لا بالزيادة ولا بالنقصان ولعلها لاتدري بما يجري من جريان ! > في كشف وتعرية وتفنيد مثل هذه الأخبار التضليلية .
وبهذا الشأن ايضاً فأنّ الحكومة العراقية الجديدة التي اجتازت شهرها الأول , عليها أن تتحلى بالجرأة ومصارحة الجماهير عن مدى صحة الخبر الذي انتشر بصيغٍ متباينةٍ ومتضادة تتراوح بين منع سلطات اقليم كردستان لقوات مكافحة الأرهاب من دخول الإقليم , او أنّ ذلك لم يكن في اولويات قوات هذا الجهاز بعد .! , فلا مجال لإخفاء الحقائق اذا ما حقّتْ ولا مجال للمجاملات السياسية , والأهم مصارحة الدولة للجمهور ووضعه في الصورة .. وقد اختزلنا وضغطنا الحديث ايضاً الى اقصى الحدود …