15 أبريل، 2024 9:36 ص
Search
Close this search box.

المواطن ينتصر: ما بين الإيثار والثقة بالنفس

Facebook
Twitter
LinkedIn

يتوهم البعض بأن تيار شهيد المحراب، يستميت في سبيل الحصول على منصب رئيس الوزراء، مع أنه حق مشروع لكل كتلة سياسية؛ بأن يكون رئيس الوزراء من داخل كتلتها، فجميع الوقائع تثبت بأن المجلس الإسلامي العراقي، بقيادة شهيد المحراب، السيد محمد باقر الحكيم (قدس سره) ومن بعده الراحل الكبير، عبد العزيز الحكيم، كيف تنازلا من أجل مصلحة العراق، لصالح الدكتور إبراهيم الجعفري، أول مرة، وللسيد نوري المالكي في المرة الثانية، من أجل أن يحافظا على المنجزات التي تحققت للعراقيين جميعا، والمتمثلة بالتخلص من نظام صدام، وحزب البعث الدموي.

يصف الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام، من يؤثر الآخرين على نفسه بأن ذلك ( أعلى المكارم) وفي أخرى يقول عليه السلام، ( الإيثار أحسن الإحسان، و أعلى مراتب الإيمان).

واليوم ونحن في خضم جولة إنتخابية، حامية الوطيس، إذ يتسابق نحو 9040 مرشح للفوز 328 مقعد لتمثيل العراقيين في الدورة البرلمانية القادمة، فإن المواطن يبقى باله مشغول، فيمن يثق؟ ومن هو الشخص الذي يمنحه صوته؟ بعد أن شاهد خلال السنوات الماضية، وجوه أعطت الكثير من الوعود والمواثيق له، ليمنحها صوته، وبعد أن حصلوا منه على ما أرادوا، قلبوا له ظهر المجن، فأخلفوا الوعود ونقضوا المواثيق، وباتوا يعيثون فسادا في أموال الشعب؛ ولم يكتفوا بذلك، بل جعلوا المواطن لعبة فيما بينهم، من خلال العزف على الوتر المذهبي مرة، وعلى الوتر العرقي مرة أخرى، وهكذا في كل مرة يتصارعون فيما بينهم، ترى المواطن هو الضحية الأولى لمثل تلك الصراعات.

واليوم، إذ يطرح عمار الحكيم مشروع إئتلاف المواطن بنفسه؛ فلأنه على ثقة تامة، بأن هذا المشروع هو الذي يحقق تطلعات المواطن من شرق العراق الى غربه، ومن شماله الى جنوبه، ثقة الحكيم لم تأت من فراغ، بل هي نابعة من قراءة حقيقية، لإرهاصات داخل نفس كل منا، الذين نشعر بأن من يحكمون اليوم، لم يصونوا الأمانة التي إئتمنهم الشعب عليها، بل خانوها في أول مفترق طريق، وباعوا الوطن والمواطن بأبخس الأثمان.

إن الثقة بالخالق البارئ، ومن بعده الثقة بالنفس، هي من أهم الصفات التي يجب أن يتصف بها القادة، ذلك لأن ينعكس إيجابا على المواطن، عندما يشعر بأن يمثله عنده ثقة عالية بنفسه، وأن ما يقوم به صحيح ويرتكز على أسس صحيحة.

إن مشروع المواطن ينتصر، ليس مشروع مرحلة تنتهي بعد إنتهاء العرس الإنتخابي، أو أنه على أبعد التقادير، ينتهي بعد أربع سنوات؛ بل هو مشروع لبناء دولة مؤسسات، تقوم على العدالة و وضع الحلول للمشاكل التي رافقت العملية السياسية، وهي لا تنتهي بإعطاء كل ذي حق حقه، فنحن هنا ليس بصدد تقسيم قطعة كيك، أو نتقاسم قسمة الغرماء، بل الجميع شركاء في هذا الوطن، الشراكة التي تعني بأننا كلنا في مركب واحد، وإذا لا سامح الرحمن غرق المركب؛ فلن ينجو واحد، ولو آوى الى جبل ليعصمه من الماء.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب