18 ديسمبر، 2024 10:50 م

المواطن والمعادلة الأمنية القادمة

المواطن والمعادلة الأمنية القادمة

قد يعتقد الجميع باسلوب وفهم خاطئ ، بان ملف الأمن بكل انواعه واشكاله، ومستوياته، هو مسؤولية الدولة وأجهزتها الأمنية والعسكرية والاستخبارية حصرا، وهذا الخطأ شائع جدا في العراق، منذ عقود ولذلك لم ولن ننتج امنا دائما ومستقرا ومنتجا للسلام والرخاء ،لأن الجميع يتخلون عن دورهم وواجبهم تجاه حاضرهم ومستقبل أبنائهم ويتملصون بشتى الطرق، ويلقون اللوم على الأجهزة العسكرية والأمنية فقط !
لكن حقيقة في الأمر: ان هنالك الكثير من الحقائق التي سمحت الى الارهاب بالتمدد داخل مجتمعنا بعيدا عن المواقف السياسية،بكل ايجابياتها وسلبياتها وتأثيراتها على المجتمع العراقي ، فالتكاسل والتراخي للاغلبية بسبب غياب الوعي الأمني والثقافة الوطنية والمفاهيم الاسلامية الصحيحة ،ساهمت في انتاج الفكر الطائفي والسماح للمتطرفين والمتشددين واصحاب الخطاب الديني الطائفي ، من قيادة حركة التاثير المجتمعية على غالبية الناس، وخاصة في المناطق البعيدة، أو النائية والريفية ،او الشعبيه مما يجعل الشباب والمراهقين،والجهلة من الناس مادة لهذا التطرف والتشدد، وهذا يتطلب منا وخاصة بعد عمليات التحرير، وعودة النازحين التعامل بحزم مع تلك الظاهرة وتثقيف الناس على الحفاظ على المنجز الإنساني والوطني ،بكل التضحيات التي قدمها الشعب العراقي ،بكل طوائفه وقومياته، وتضحياته الكبيرة في المحافظات المحررة خصوصا ،
كما ان مراقبة عوائل الدواعش يجب ان تأتي من المجتمع قبل الأجهزة الأمنية، ومراقبة المواطن لمجتمعه بذكاء وحزم ،يجعل الجميع جزء أساسي من المعادلة الأمنية ،ونظرية ان تضع الدولة او الحكومة في كل قرية او ناحية، او قضاء او حي، او شارع او مزرعه، او جبل قطعه عسكرية ،او امنية ،من اجل الحفاظ على الأمن؛ هذا يعني نحتاج خمس اضعاف الجيش الصيني ولايكفي..! واعتقد ان بعض التعاون والانتباه من المواطنين،والتعاون ايضا مع رؤساء ووجهاء العشائر ورجال الدين المعتدلين،في استتباب الامن والارشاد والتوعية ، يجعل الإرهاب تحت مراقبة ملايين الناس كما ان تفعيل ثقافة الكاميرات في البيوت والمشاريع يسهل عمل منظومة المراقبة مع الالتزام بالأوامر والتعليمات لكل منطقة واعطاء دور اكبر” للمختار” وتشجيع المواطن على الإبلاغ الفوري عن اي موضوع يثير الشبهة، فالمواطن جزء من عملية صناعة الامن الداخلي، فالامن مسؤولية الجميع وواجب وطني واخلاقي وشرعي ،في المحافظة على مكتسبات الانتصار ،والمحافظة على امن المجتمع، وهذا سيساعد ذوي الاختصاص من قوات وزارتي الدفاع والداخلية ،على العمل بظروف احسن، و تتقلص فرص تواجد العدو وعودته الى درجة التاثير وبذلك يكون المجتمع هو الأساس ببناء أمنه والحفاظ عليه وتطويره.
وحفظ الله العراق وشعبه ووحدته.