19 ديسمبر، 2024 12:37 ص

المواطن “ناخبكو ” بين الإيحاءات الطائفية والغرائزية والمغانم الإنتخابية !!

المواطن “ناخبكو ” بين الإيحاءات الطائفية والغرائزية والمغانم الإنتخابية !!

أقولها بملء فمي وببركان يغلي في دمي وإن أطلق من تزعجهم كلماتي بعض الغازات الفكرية والانتخابية السامة ، إن ” الإيحاءات الدينية والمذهبية على ألسنة اﻷفاقين ، كالإيحاءات الجنسية على ألسنة الفاجرين ، كلاهما يغتصب الفضيلة ويفض بكارتها على مرآى ومسمع من السابلة وسط الطريق وفي وضح النهار ظنا منه أن في كل مرة تسلم الجرة ” ، وأزعم أن تلك المقولة من إختراعي ﻷنني وخلال اليومين الماضيين أصبت بدوار مصحوب بغثيان إزاء ما صرح به النائب المثير للجدل ، عباس البياتي ، حين قرن اﻷحزاب الخمسة المنضوية في ائتلافه (ائتلاف النصر) الذي يتزعمه العبادي، بأصحاب الكساء ، ومن هم ؟ إنهم خيرة الخلق وأشرفهم نسبا وصهرا ” أولهم النبي اﻷكرم خير الخلق كلهم ،صلى الله عليه وسلم ، وابن عمه فارس المشارق والمغارب ، علي بن أبي طالب ، وقرة عين الرسول ، فاطمة الزهراء البتول ، و سيدا شباب أهل الجنة ، الحسنين اﻷحسنين ، الحسن والحسين ، رضي الله عنهم أجمعين” ، واﻷدهى من ذلك كله أنه حاول ترقيع ما ورط نفسه وائتلافه به وأجج الشارع العراقي بشكل لافت من غير جدوى ، ذاك ان اﻷبيات التي ساقها في حديث متلفز ( نحن خمسة أصحاب الكساء، أولنا النصر وبعده القانون ثم الفتح والحكمة والسائرون) والتي ختمها بإبتسامته المعهودة ، تقطع الشك باليقين بأنه كان يبيت النية لقيء ما يقول في إحدى القنوات الفضائية وإﻻ ﻷكتفى بالإستعارة المجازية وبطريقة مؤدبة نحو ” نحن على طريق الإصلاح الذي إنتهجه أهل الكساء سائرون ..على منهجهم في العدل والزهد والاستقامة ماضون..لرعاية الفقراء والايتام والارامل والمسنين والجياع والمحرومين مشمرون ، ونحو ذلك ” ، وقبل ذلك التسويق للظفر بالمغانم والمغانم فحسب بساعات قليلة تناقلت مواقع التواصل تسويقا مشابها زعم مروجوه أن الرقم 118 الذي حظيت به قائمة تيار الحكمة برئاسة ، عمار بن عبد العزيز الحكيم ، وفقا ﻷرقام الاقتراع للكيانات والتحالفات الصادرة عن المفوضية العليا المستقلة للانتخابات يوافق اﻵية رقم 118 من سورة المائدة : ” إن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ ۖ وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ” ، وقالوا إنها لدليل قاطع على حسن الطالع ﻷنها ختمت بـ ” العزيز والحكيم !
ياجماعة الخير صدقوني إن خدمة الناس هي اﻷساس وإن جلب المنافع ودرء المفاسد ورفع المظالم وإحقاق الحق وإرساء دعائم العدالة الاجتماعية وتوزيع الثروات بالعدل والإنصاف هي الغاية والوسيلة وما التوفيق الا من عند الله تعالى وما عدا ذلك حيلة تشبه زوبعة في فنجان وهواء في شبك !!
وأزعم بأن البقية الباقية من اﻷحزاب اﻷخرى ستحذو حذوهما وإن وجهت النقد اللاذع لهما وعلى ذات المنوال – ﻷن لا إنجازات لديهم على أرض الواقع البتة – مستخدمين ذات الخدع واﻷحابيل التي مزقوا بها العراق وشعبه شر ممزق وأضاعوا ثرواته وبددوا خيراته طيلة الـ 15 سنة الماضية وهي وبشهادة جميع الباحثين أسوأ ما مر به العراق ، ميزوبوتاميا ، أرض السواد في تأريخه القديم والمعاصر على الإطلاق، يصدق فيهم قول الشاعر :
مات المـداوي والمـداوى والذي .. جلب الدواء وباعه ومن إشترى
وليت شعري ان اﻷمر قد إنتهى عند هذا الحد بل وتعداه ليخرج علينا ” واثق البطاط “زعيم ما يسمى بجيش المختار ليتوعد البياتي وكل من يدافع عنه بالموت ، تصريحا لا تلميحا ، وذلك في حال لم يخرج البياتي حافي القدمين متوجها الى مرقد الإمام علي رضي الله عنه، بغية الاعتذار له عما بدر منه ، من دون أن يتعرض المتوعد أمام الملايين للمساءلة القضائية أو الملاحقة القانونية على هذا الوعيد العلني بالقتل – في حارة كلمن إيدو إلو – والتي يشهد القاصي والداني بأنها أكثر بقعة في قارة آسيا يسب فيها الله تعالى وكتابه ونبيه واولياءه ، عيانا بيانا ، من دون أن يظهر البطاط وﻻ غيره لا ليعظهم وﻻ لينصحهم وﻻ ليوجههم وﻻ ليرشدهم وﻻ ليتوعدهم ، ما يضع تهديده شأن تصريح من يستهدفه في كفة الدعايات والتسقيطات الانتخابية ليس إلا بدءا من الان وحتى حلول الانتخابات في الـ 12 من آيار المقبل – وشدوا رؤوسكم ياكرعان – وسط تشاؤم جماهيري منقطع النظير من مآلاتها !
ويظل المواطن – ناخبكو – في ظل هذه اﻷجواء السوداوية المكدرة حائرا بين مقاطعة الإنتخابات للحيلولة من دون تكرار ذات الوجوه الكالحة التي لم تقدم له شيئا قط ، وبين المشاركة في الانتخابات خشية سرقة صوته وذهابه للفاسدين مع أنه لن ينتخب سواهم ، رغبا أو رهبا ، من أولئك الذين ظلموه وحطموا مستقبله ومستقبل أبنائه طيلة الفترة الماضية بتأثير الايحاءات المذهبية بالنسبة للتيارات الدينية أو الغرائزية والقومية للتيارات العلمانية ، و التي ستتطاير يمينا ويسارا لمخاطبة خلفياته القومية والمذهبية والعشائرية وبدرجة أقل الدينية للاقليات – الكوتا – ، إضافة بطبيعة الحال الى تلك الوجوه الجديدة التي ظهرت فجأة من تحت عباءات وقبعات اﻷولين وعلى خطاهم ، منهم من يحمل الجنسية المزدوجة ومنهم من يفخر بالشهادة الاكاديمية الحقيقية أو الوهمية وبالعمامة البوهيمية المصحوبة بغرة – الثوم والخل – التي تتوسط الجباه من باب الوجاهة و المكملات الدعائية ، فضلا عن الذين بدلوا جلودا غير جلودهم فأصبحوا مدنيين بعد أن كانوا طائفيين الى حد اللعنة ، يصدق فيهم جميعا قول عنترة بين شداد العبسي :
إِنَّ الأَفاعي وَإِن لانَت مَلامِسُها عِندَ التَقَلُّبِ في أَنيابِها العَطَبُ
واﻷعجب من كل ذلك أن بعض مناضلي ” الكليجة والدولمة والمقام العراقي في الخارج” أخذوا يتوافدون تباعا على العراق طمعا بالمناصب بعد ترشيحهم لبعضها وحقا إن عقل المناضل في جيبه ومعدته ، وأعني بهم المناضلين ممن ينحصر نضالهم – الجاكوزي الفندقي – بين جدر الكبة وصينية البرياني و ” اللي مضيع وطن ..وين الوطن يلكاه ، يلكووواه ” مع إجترار بعض المصطلحات التي أكل عليها الدهر وشرب بعد – لفطهم – حسابات عدي وقصي وعائدات شورجة سجائر الكفاح وبورصتها وخرفان وغزلان وصقور ونمور البادية التي سبقتهم الى البنوك الاوربية والخليجية ” جاؤوا الى بغداد لتسنم مناصب في عملية انتخابية لطالما كانوا يناصبونها العداء ويحذرون من التفاعل معها و الاقتراب منها طيلة السنين – الحويزاوية والركبانية والنهاوندية والطويرجاوية – الماضية ما قبل المنصب الموعود ، إذ أن من المغتربين من يلعب دور المناضل فقط عند غياب المنصب الرفيع ، إضمن له منصبا ووظيفة مرموقة وسترى كيف سيشتم اﻷولين ويتبعهم اللاحقين ويتبرأ منهم جميعا أمام لوثة المغانم التي تدر الملايين ، وارجو من الناخبين والمرشحين على حد سواء الفواق من الترياق ﻷجل العراق قبل بدء السباق وتضييق الخناق .أودعناكم اغاتي