” تحت أي ظرف يجب أن لا تفقد الأمل, أليأس هو السبب الحقيقي للفشل” دالاي لاما/ الزعيم الأسبق للبوذيين/ إقليم التبت الصيني.
عند كل حالة من الظلام, يجب أن لا نشعر باليأس, فكل ستار مظلم, يوجد خلفه ما يخفيه من بصيص نور, مهما كان ذلك الستار سميكاً, فإن هناك أمل بما يمزقه, إن توفرت الإرادة.
ليس هناك من ينكر, إنَّ ما مر بالعراق من فشل حكومي؛ و خدمات رديئة بسبب الفساد المستشري, ما أحدث حالة من الإحباط, لدى المواطن العراقي, جعله يبتعد عن كل عملية, تدعوا للإصلاح والتغيير وإزالة الفاسدين, ما جعله يقاطع الأنتخابات البرلمانية, مع أنه يطالب الحكومة والبرلمان, بحقوقه, فيالها من معادلة غريبة, حيث يطالب الفاسد بإصلاح! وهو يعلم جيداً أنَّ ” فاقد الشيء لا يعطيه.”
منطقياً أن تسعى للتغيير والإصلاح, وهذا يشمل كافة المجتمعات, وأن لا ينتخب من تحوم حوله, شبهات الفساد والفشل, ويولي من يقوم بتطوير شؤون البلاد, والمطالبة بمحاسبة من يثبت فساده, إلا أن ما نراه في العراق, وتحت ضغوط لشعارات, والتعصب لحزب ما, فإن المواطن العراقي, المطالب بحقوقه لم يقم, على أرض الواقع بتغيير اختياراته, التي أثبتت لدورات عدة, عدم إصابته الهدف, ما جعل من الفاسدين, يشيعون حالة من الفكر الجمعي, كي يحافظوا على ما اكتسبوه, من سلطة وجاه وثروات طائلة.
عندما يطالب الشعب بالتغيير والإصلاح, يحتاج أولاً لإرادة حقيقة, كي يحقق الانتصار, مضافاً لذلك التدقيق, في برامج القوائم و المرشحين, ويختار أفضلها وطنية ونزاهة, ولا يمكن ممن يقول بالجمع, ومشارك في الحكومات السابقة, ويصف كل المشاركين بالفساد, ويقول وأنا منهم أن يكون مصلحاً, فالعراق يمتلك من الكفاءات, ما يجعل الناخب ينجح في اختياره, إن فَكَّر بحيادية وطنية, بعيداً عن التَحَزُب والعرقية والطائفية.
ثبت بما لا يقبل الشك, خلال الإنتخابات البرلمانية لعام 2018, أن الإحباط وعدم المشاركة بالانتخابات, لم يأتي إلا بنفس الوجوه, التي وُصفت بالكالحة, ولم يستطع الصالحون والمصلحون الحقيقيون, من الوصول لسدة التغيير, وعبور المحنة التي تمر بالعراق, فهل يستفيق المواطن العراقي, من غفوة الصحوة لدحر الفاسدين؟
” لا يصل الناس إلى حقيقة النجاح, دون أن يمروا بمحطات, التعب والفشل واليأس, وصاحب الإرادة القوية, لا يطيل الوقوف في هذه المحطات” – شمس الدين التبريزي/ عالم متصوف.