لو تابعنا دول العالم المتحضرة لوجدنا ان القانون يتسيد المجتمع، وحب الوطن وحماية المنجزات في مقدمة الاولويات لدى المواطن، ولذا عمدت تلك المجتمعات على ترسيخ روح المواطنة لدى مواطنيها باعتبارها احدى المرتكزات الاساسية في بناء تلك المجتمعات.
ان الحروب والويلات التي مر بها العراق والشعب العراقي، التي لم يمر بها اي شعب اخر، جعلت التخبط والعشوائية تتسرب الى حياته اليومية، فضاعت وغيبت بعض القيم والمفاهيم الاجتماعية والاخلاقية والانسانية، وبالتالي ادت لأضعاف روح المواطنة، ما ادى بالتالي الى تغليب المصلحة الشخصية على المصلحة الوطنية، وارتفاع الانا لدى البعض وتغيب الاخر، وظهور فئات مستفيدة من تردي الاوضاع. ان غياب الحس الوطني وروح المواطنة هو اقوى الاسباب التي ادت الى عدم استقرار الوضع الامني، وسعي بعض الجهات الى تمرير مخططاتها الرامية الى تقسيم العراق وتقطيع اوصاله، وتفكيك لحمته الوطنية، لتوفر لنفسها الاجواء للحصول على اكبر قدرٍ من المنافع والثروات التي لم تكن تحلم بها يوما.
ان ما يحدث الان على الساحة العراقية، امرٌ لا يمكن الاستهانة به اوالتقليل من مخاطره ، لذا يتطلب منا وقفة نستقرء من خلالها كيفية اعادة بناء المواطن، ضمن برنامجٍ توعوي، ثقافي، اجتماعي، اخلاقي، انساني، وحملة وطنية شاملة تدعو الى نبذ الطائفية الارهابية المقيته والوقوف بوجه من ينادي بها، والدعوة لأعادة قراءة الدستور وتصحيح الاخطاء، ورفض الطائفية والعرقية والتقسيم والتقطيع والاقاليم. وتأكيد مبادىء حقوق الانسان، والارتقاء بالانسان العراقي. نحن بحاجة الى دولة المواطنة ، لأعادة وجه عراقنا الحضاري.