23 ديسمبر، 2024 8:30 م

الموازنة والميزانية

الموازنة والميزانية

” الجزء الأول (المشكلة) “
هناك من لا يفرق بين مصطلحي الموازنة والميزانية ، فتراه يضع هذه بدل تلك من حيث لا يدري ، ولذلك رأيت من الضروري ان أوضحهما قبل الشروع بما أصبو إليه :

1. الموازنة تسبق الميزانية ولذلك يقال : يجب موازنة الميزانية ..

2. الموازنة تعني أن تغطي قيمة الايرادات المصروفات، بينما توضح الميزانية ارقام الايرادات والمصروفات وفق جداول تشمل جميع مفاصل الدولة .

3. على ضوء الموازنة تُجرى التعديلات على بنود الميزانية .

نكتفي بهذا القدر ؛ كتبت فيما سبق مقالاً تحت عنوان ” مَنْ المُستفيد؟! “، والذي تم نشره في موقع الحوار المتمدن بتاريخ 4/3/2014، حيث تطرقت فيه الى موضوع تأخير إقرار الميزانية من قبل البرلمان، وإن المتضرر من هذا التأخير هو الشعب قطعاً؛ وبقيت المشكلة عالقة لحد الأن، رغم اننا نقترب من الثلث الأخير من السنة (2014) والميزانية لم تقر بعد، وقد أصبح من الصعب موازنتها!، بسبب ما مر ويمر به البلد من أزمات، أدت الى فقد الكثير من الايرادات مع زيادة في المصروفات …

نويت أن أعرض في مقال واحد (المشكلة والحل)، ولكن لأهمية الموضوع، ولأن المقالات لا تتحمل الأطالة، قررت أن يكون الموضوع بجزئين، حيث سيحمل المقال الأخر (الحل)؛ الأن لنطلع على تاريخ وبدايات وأسباب ظهور الميزانية بأختصار:

( للميزانية تاريخ يرجع الى عدة قرون (بالضبط الى القرن السابع عشر الميلادي) . وهذا التاريخ يمثل – في جملته – صورة من صور النزاع القديم الذي نشب بين ممثلي الشعب والملك . فالقواعد التي تحكم ميزانية الدولة هي اذن وليدة التطور السياسي.

تعتبر انكلترا هي اول دولة ظهرت فيها مبادئ الميزانية الحديثة ، وتأتي بعدها فرنسا . ومن هاتين الدولتين انتقلت فكرة الميزانية الى الدول الأخرى . ولمن أراد التوسع فعليه العودة الى كتاب ” ميزانية الدولة ” د.سعدي ابراهيم ) .

الأن وجب أن نعرض مشكلة عدم إقرار الموازنة من خلال طرح بعض الأسئلة :

1. هل من الممكن أن نقول أننا عدنا أو عاد بنا السياسيون والأصح الحاكم، الى ما قبل تاريخ معرفة الميزانية؟! بحيث أصبح حاكمنا ملكاً يعطي من يشاء ويمنع من يشاء؟!

2. هل ان مجلس الوزراء ورئيسه (الحاكم) قدم ميزانية غير متوازنة الى ممثلي الشعب (البرلمان)؟! وفي وقت ضيق جداً، حيث ان دورتهم البرلمانية كانت على وشك الانتهاء؟! ومن ذلك أن الوقت لا يسمح بأعادة موازنتها؟!

3. هل الموضوع كان متفق عليه بين الطرفين؟ للوصول الى مآرب سياسية وأنتخابية؟!

4. هل تفرد الحاكم بكل شئ وجعل من البرلمان أضحوكة وشماعة يعلق عليها ما يريد؟! منها تأخير إقرار الميزانية؟

5. هل كان الحاكم يريد الأطاحة بالعملية الديمقراطية وتجييرها لصالحه مستعيناً بأعوانه؟ من خلال فشل البرلمان في إقرار الميزانية؟

الأحداث الأخيرة التي أطاحة بالحاكم، كشفت المستور، وأنها كانت إجابة واضحة لأسألتنا أعلاه؛ الأن وجب إيجاد حل للخروج من هذه الأزمة ووضع خطة لعدم تكرارها في المستقبل … أنتظرونا في المقال القادم (الموازنة والميزانية –الجزء الثاني_ الحل ) …