كل شرائح المجتمع العراقي تبني على الموازنة الأحلام والآمال المستقبلية, والعراق في كل عام يواجه ازمة اقرار الموازنة, وكأنها أزمة الأزمات ,والسبب السياسة, والساسة, والاحزاب المتمثلة بالحكومة, والبرلمان, والموازنة المفروض ان تقر اسرع مايمكن, كونها تهم مصالح الشعب العراقي عامة, والمواطن الفقير خاصة, باعتبار ان اقرار الموازنة سيقع على عاتقها مشاريع ,والبنى التحتية, وزيادة رواتب, وتعيينات ,وتعديل سلم الرواتب, وتثبيت العقود, والقروض, ودعم القطاع الخاص وغيرها..الا ان كل ما ذكر من تمثل هذه الشرائح ليس لهم من الموازنة شيء قط, والاسباب كالعادة على درب الموازنات السابقة, أن الموازنة تواجه العجز المالي, وديون خارجية, والموازنة تشغيلية وما شابه ذلك, أسباب تعجيزية تحمل في طياتها الكذب, والخداع, وهكذا بعد أشهر من المماطلة يتم اقرار الموازنة, المخيبة للآمال المواطن العراقي, ومن هذه الشرائح “المتقاعدين”, عندما لا يدخل تعديل على راتبه بعد سنين من الخدمة قضيت في الوظيفة, بسبب عدم وجود تخصيص مالي فائض, وشريحة “الخريجيين” عندما يسمع ان الموازنة تخلو من التعيين, بعد سنين من الدراسة والانتظار, يلاقي نفسه بلى تعيين هذا العام, اضافة الى بقية سنين الانتظار, وكذلك شريحة “اصحاب الرواتب القليلة” المطالبين منذ أشهر بتعديل سلم الرواتب, فهم ايضا يجدوا انفسهم في ظلم الموازنة, وهم منذ سنين برواتب بائسة, ولا تناسب وظعهم المعيشي, ولا تسد ولا تكفي لمدة عشرة ايام, اضافة الى شريحة “العقود” المطالبين بالتثبيت لتحسين رواتبهم, ولكن لا تثبيت لهم بهذه الموازنة, وهكذا الموازنة تخلو من المشاريع ,واصلاح البنى التحتية ,وان وجدت فلا يلامس المواطن العراقي ذلك الاصلاح, كونه اصلاح بائس, او تكميلي لمشاريع متلكئة من مخلفات الحكومات السابقة, واخيرا, الموازنة تخدم السياسة ولاتخدم الشعب العراقي! تخدم المسؤول ولا تخدم المواطن الفقير !! الموازنة تسعد الأحزاب وتقهر المواطن !!ونذكر بقول أمير المؤمنين الإمام علي (عليه السلام): يوم المظلوم على الظالم أشد من الظالم على المظلوم…